قدر مراقبون ونشطاء مصريون وعرب أن الفضل في إجبار النظام المصري بزعامة الرئيس المخلوع حسني مبارك على التنحي عن كرسي السلطة، جاء بجهود الشعب المصري وقناة الجزيرة الفضائية خاصة.وابتدأ الشاعر المصري الشهير عبد الرحمن الأبنودي تعليقه الأول بعد إعلان نائب الرئيس المصري عمر سليمان تنحي الرئيس مبارك عن السلطة، بالثناء على قناة الجزيرة الفضائية. وقال للمذيع التونسي الشهير محمد كريشان:” عبد الرحمن الأبنودي: بقدر ما هي ثورة مصر، هي أيضا ثورة الجزيرة، لقد قامت هذه القناة بدور لا يستطيع أحد إنكاره أو أن يهوّن من أمره”.وفيما كان كريشان يستطلع مشاعر الناشطة السياسية والصحافية المدونة نوارة نجم عن مشاعرها إثر سقوط النظام المصري، أطلقت نوارة زغرودة طويلة “على طريقة التعبير المصري عن الفرح”. وقال نوارة، وهي ابنة الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، إن قناة الجزيرة لعبت دورا أساسيا في الثورة وكانت الناطقة الشرعية باسم الشباب الثوار في ميدان التحرير، في وقت خذلهم الإعلام الرسمي المصري.وكانت السلطات المصرية قررت منذ الأسبوع الأول للثورة إغلاق مكتب قناة الجزيرة وحظر عملها في مصر، فيما تعرض طاقمها وعلى رأسهم عبد الفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة في القاهرة للاعتقال. غير أن فايد كسر منع تغطية قناة الجزيرة، وظهر في ساعات مساء الخميس من قلب ميدان التحرير على الهواء مباشرة ينقل ترقب المصريين لقرار التنحي الذي كان متوقعا أمس. ونشطت الجزيرة على مدار 17 يوما للثورة في تجنيد عشرات النشطاء السياسيين من الشباب والمدونين والصحفيين المحليين لنقل الأخبار ونبض الشارع المصري أولا بأول بعد أن تعرض مراسليها للاعتقال والمنع من التغطية. وأوفدت القناة عدة مراسلين من خارج مصر لنشرهم في مناطق الاسكندرية والسويس شمالا ومنهم عياش دراجي مراسلها في بروكسل، وناصر البدري مراسلها في لندن. وفي هذه الأثناء، أفردت إدارة موقع قناة الجزيرة “الجزيرة نت” تغطية كاملة للحدث المصري، ونشرت عشرات المقالات والقصائد الحصرية لكبار الشعراء العرب مثل أحمد فؤاد نجم وابراهيم نصر الله لتمجيد الثورة المصرية. وتواجه قناة الجزيرة الفضائية منعا من التغطية في العديد من البلدان العربية منها المغرب والجزائر واليمن، وكانت قد استعادت نشاطها مؤخرا في تونس ومصر أيضا بعد سقوط الأنظمة هناك.