أمام أكثر من 5 آلاف مشاهد، وقف فنان ''الكناو'' المغربي حميد القصري يشدو على خشبة المسرح المكشوف بالقرية التراثية بكاسر الأمواج في أبوظبي، ومثل هذا الحفل أمر اعتيادي يشهده جمهور العاصمة بين وقت وآخر، لكن المختلف هو ما يعرف ب ''فن الكناوي'' الذي حمله القصري مع فرقته ''كناوة كروسرودس''، ضمن ما يحمله هذا الفن من طابع محمل بجذور سحيقة من الإرث الحضاري الإفريقي والعربي الممزوجة بمسحات من إيقاعات الأساطير والمعتقدات الموغلة في القدم، وملامح من موروث الموسيقى الشعبية المغربية، في إطار موسيقي يجمع شحنات من موسيقى العالم ما بين ''الجاز'' المختلط و''البوب'' وبعض أنماط الموسيقى العربية والموروث المغربي. حميد القصري المولود عام ،1961 في مدينة القصر الكبير بشمال المغرب والذي بدأ أول خطوة مع موسيقى ''الكناوة'' وهو في السابعة من عمره يعتبر اليوم واحدا من أبرز من يقدمون هذا اللون المطوَر من الموسيقى الى جانب كل من المعلمين في الجنوب (صفة معلم هي لقب فنان الكناوي) مثل الغرباوي في الرباط، والمرساوي في الصويرة، والسويسي الامازيغي، وهم من جيل سابق، ومن الجيل المعاصر كل من: محمود غينيا ومحجوب الكناوي ومصطفى الغواف ومصطفى هاكيل ومجيد بقاس وغيرهم. ولكن القصري يشكل اليوم ظاهرة استثنائية، وبخاصة بالنسبة للمهرجانات بعد أن غنى أمام 12 ألف مشاهد دفعة واحدة في ألمانيا، وقدم لونه الجديد أمام مئات الآلاف من المتفرجين في مهرجانات: موسيقى العالم ببرشلونة، ومهرجان الصويرة، ومهرجان فاس، ومهرجان الجزائر للموسيقى الكناوية وعدة مهرجانات وطنية.