تقوم ،كما هو معلوم ،كوندوليزا رايس،كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية بجولة في منطقة شمال إفريقيا تضم البلدان المغاربية(ليبيا،تونس،الجزائر والمغرب) ابتداء من 04/9/2008 لتحل ببلادنا يوم 07/9/2008.وتهدف هذه الزيارة إلى المزيد من بسط وإحكام سيطرة الولاياتالمتحدةالأمريكية على المنطقة اقتصاديا عبر الاستحواذ على الخيرات الطبيعية التي تزخر بها بالخصوص المواد الأولية وعلى رأسها البترول.كما تهدف إلى عسكرة المنطقة عبر تثبيت وترسيم القيادة العسكرية الأمريكية لشمال إفريقيا(أفريكوم) وتكثيف المناورات العسكرية المشتركة ونشر القواعد العسكرية.كما تتوخى هذه الزيارة تحسين صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى شعوب المنطقة بالخصوص عبر عقد بعض الاتفاقيات الثقافية لهذا الغرض.وتتم هذه الزيارة في الوقت الذي تواصل فيها الإمبريالية الأمريكية سياسة الطغيان والعدوان على الشعوب:احتلال العراق وأفغانستان، الضغط والتحرش على عدد من البلدان(إيران، السودان، فنزويلا، سوريا...)،الدعم المطلق للعدو الصهيوني الذي يخوض حرب إبادة وتجويع وتشريد الشعب الفلسطيني المكافح ويواصل سياسة الاستيطان وبناء جدار العزل العنصري والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في العودة وتقرير المصير والدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.إن زيارة رئيسة الديبلوماسية للولايات المتحدةالأمريكية،عدوة الشعوب ومشعلة الحروب والتي تمارس إرهاب الدولة، تهدف كذلك وبكل تأكيد إلى ممارسة الضغط من أجل تسريع وتيرة التطبيع الكامل والرسمي مع العدو الصهيوني الذي يعد القاعدة الأمامية للإمبريالية بالعالم العربي. وبالنسبة لبلدنا فان الزيارة ستعمل،إضافة إلى ما سبق، على تكريس وتعميق التبعية السياسية والاقتصادية للامبريالية الأمريكية والتي كانت قد أرست دعائمها اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية ،وهي اتفاقية غير متكافئة ولا تخدم مصالح لبلدنا وشعبنا،وتعمل على المزيد من إشاعة العلاقات الليبرالية المتوحشة وما تمثله من انعكاسات وخيمة على شروط عيش شعبنا وكادحيه.انطلاقا مما سبق فان الهيأة التنفيذية لتجمع اليسار الديمقراطي كتحالف سياسي يساري يضم كل من النهج الديمقراطي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي بعد تدارسها لحيثيات هذه الزيارة وأبعادها تسجل ما يلي:*رفضها لهذه الزيارة وإدانتها لسياسة الإمبريالية الأمريكية عبر العالم وفي منطقتنا بالخصوص.وتطالب الحكومة بإعلان النتائج الحقيقية لهذه الزيارة المرفوضة شعبيا أمام الرأي العام.*دعوتها كل القوى الديمقراطية ببلادنا إلى تكثيف النضال الوحدوي والدؤوب ضد الامبريالية والصهيونية بدءا بمناهضة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ومقاطعة أنشطة السفارة الأمريكية وقنصلياتها ببلادنا ومناهضة كل أشكال التعاون التي تكرس التبعية للامبريالية الأمريكية.*دعوتها القوى اليسارية والديمقراطية بالبلدان المغاربية إلى العمل من أجل بناء جبهة مناهضة للإمبريالية والصهيونية بهذه المنطقة على طريق التحرر الوطني والبناء الديمقراطي كشرط ضروري لبناء منطقة مغاربية مندمجة ومتعاونة وقادرة على مواجهة كل التحديات.