أعلنت الحكومة الايطالية يوم الأربعاء عن موافقتها احتضان مقر القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة لافريقيا -أفريكوم - و قال وزير الخارجية الايطالي أن روما قامت قبل أيام بإبلاغ جميع دول المغرب العربي بهذا القرار , في حين قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية نقل القيادة العليا للأفريكوم من مقرها المؤقت بشتوتغارت الألمانية الى موقعها الجديد وهو عبارة عن قاعدتين عسكريتين بنابولي . و نقل عن السفير الأمريكي بروما المكلف من طرف كوندوليزا رايس بملف الأفريكوم قوله أن واشنطن بصدد إعداد برنامج لمساعدة دول المغرب العربي و إفريقيا على تدريب جيوشها العسكرية ، و إجراء مناورات مشتركة بهدف تنمية قدراتها على التصدي للتهديدات و مخاطر الارهاب و الجريمة المنظمة و تعزيز الاستقرار السياسي . وظلت الادارة الأمريكية مند أشهر وقبل مغادرة فريق بوش للبيت الأبيض في سباق ضد الساعة لتنصيب القاعدة العسكرية الأمريكيةالجديدة بأفريقيا و المختزل تسميتها في الأفريكوم ، بعد أن كانت ذات وزارة الدفاع قد قررت بشهر فبراير من سنة 2007 إنشاء القوة التي ستسهر حسب الأهداف المعلن عنها على تنسيق المصالح الأمنية والعسكرية للولايات المتحدة في جميع أرجاء القارة السوداء ، في حين تنضح حسابات قادة البيت الأبيض على أهداف استراتيجية تتعلق أساسا بتأمين ممرات النفط النيجيري في مواجهة التهديدات المتنامية لفلول القاعدة النشيطة بدول الساحل الافريقي و الصحراء الكبرى و فشلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال زيارة قادتها قبل شهرين لدول الاتحاد المغاربي في إقناع قادة المنطقة بالقبول بمشروع ألأفريكوم بل و سارعت كل من الجزائر و جنوب إفريقيا و ليبيا الى إستباق الارادة الأمريكية بالاتفاق على إنشاء قوة أمنية إفريقية مشتركة لحفظ السلام بمناطق النزاع و التوتر بالمنطقة . وفي إنتظار إتضاح الموقف الرسمي للحكومة الجزائرية من مشروع الأفريكوم الذي يتعارض في العديد من تصوراته و خططه مع القوة الامنية الأفريقية التي سارعت الجزائر الى الدعوة الى إنشائها للالتفاف على المبادرة الأمريكية التي ظلت الجزائر تردد عبر وسائل إعلامها أنها ستحط قواتها بالتراب المغربي وهو ما أولته بالتهديد المباشر للوضع السياسي بالمنطقة الحساسة و مصير ملف الصحراء المغربية التي تروج الجزائر بأن الخارجية الأمريكية تؤيد الحل المغربي المطروح له ، و هو ما يشكل القرار الأمريكي الايطالي ضربة قاصمة للنبوءة الجزائرية المبنية على حسابات العداوة المجانية للمغرب . وكان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج وولكر بوش قد صرح غداة الاعلان عن إنشاء الأفريكوم أنها ستقوي تعاون أمريكا الأمني مع أفريقيا وتوجد فرصا جديدة لدعم قدرات شركائها في أفريقيا. وحتى الآن كان التدخل العسكري للولايات المتحدة في أفريقيا موزعا على القيادة العسكرية الأميريكية في أوروبا والقيادة الأميريكية الوسطى والقيادة الأميريكية بالمحيط الهادئ. وقد وصف وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس توزيع المسؤولية على تلك الصورة بأنه "نظام قديم جداً من مخلفات الحرب الباردة