قال ستيفن مال، مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة للشؤون العسكرية-السياسية، إنه لايزال يواجه العديد من سوء الفهم والتصورات الخاطئة بشأن القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا «أفريكوم» حينما يقابل قادة من إفريقيا وأوروبا. وأوضح المسؤول الأمريكي، في إفادة أدلى بها أمام لجنة القوات المسلحة لمجلس النواب الأمريكي، أن أفريكوم لا تمثل سيطرة عسكرية للسياسة الخارجية الأمريكية على إفريقيا، وهي، شأنها شأن قيادات عسكرية أخرى، مكلفة برصد الأوضاع في أمريكا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، مضيفا أن إسهامات أفريكوم يمكن أن تساعد الدول الإفريقية على التصدي بنجاعة لتهديدات مثل زعزعة الاستقرار السياسي والإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، والتجارة غير المشروعة عبر الحدود، والجريمة الدولية. وقد طلبت الحكومة الأمريكية من الكونغرس اعتماد 389 مليون دولار لعمليات أفريكوم في ميزانيتها للسنة المالية القادمة 2009. وقال الجنرال وليام «كيب وارد»، القائد الأعلى لأفريكوم، أمام اللجنة نفسها، إن أفريكوم تقوم بتنسيق نشاطاتها مع السفارات الأمريكية المعتمدة لدى دول المنطقة، مضيفا أن وجود إفريقيا آمنة وفي حال سلام سيصّب في خانة المصالح الجيوسياسية العليا للولايات المتحدة. وحسب نشرة واشنطن، الصادرة عن برامج الإعلام الخارجي التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية التي أوردت الخبر، فإن أفريكوم، وهي الأحدث من ست قيادات إقليمية أمريكية أسست لرصد التهديدات الأمنية، ترمي إلى إقامة شراكات متينة بين مؤسسات عسكرية في المنطقة. وبعملها هذا ستدعم أفريكوم، وسيكون عملها متمما، لبرامج معونة تقدم من خلال سفارات أمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية ووكالة التنمية الدولية التابعة للحكومة الأمريكية. وتنفق الولاياتالمتحدة سنويا، حسب النشرة، 9 بلايين دولار سنويا من خلال وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية، لمساعدة الأفارقة على تأمين الرعاية الطبيّة وتشجيع التجارة وفرص إنشاء أعمال جديدة. في مقابل ذلك، فإن الولاياتالمتحدة تنفق 250 مليون دولار فقط سنويا، على برامج المساعدات الأمنية، نصفها يخصص مباشرة لدعم عمليات حفظ السلام للاتحاد الإفريقي في السودان. ونفت النشرة كون أفريكوم تمثل خطوة من جانب الولاياتالمتحدة لإيجاد حضور كبير للقوات الأمريكية في إفريقيا، حيث إن «أفريكوم أنشئت كمقر إداري عام في شتوتغارت بألمانيا، وتنوي البقاء في المدينة الألمانية في المستقبل المنظور». كما دحض ريان هنري، كبير وكلاء وزارة الدفاع لشؤون السياسة، كون أفريكوم مصمّمة خصيصا لمحاربة الإرهاب ومجابهة الوجود الصيني المتعاظم على حساب تحديات أخرى تواجه القارة، حيث صرح في هذا الصدد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتقاسم مع الصين ودول أخرى مصلحة مشتركة في وجود إفريقيا مستقرة وآمنة، مضيفا: «رغم أننا قد نختلف حول الوسائل فإننا نتطلع قدما إلى التعاون مع الصين كونها بلدا ذا مصلحة دولية لتحقيق ذلك الهدف.» وركز القائد الأعلى لأفريكوم في شهادته على النشاطات العديدة الجارية في المنطقة الإفريقية، منها برامج التدريب الطبي للمدن والبلدات المعوزة، وتدريب قوات إفريقية للعمل كجنود حفظ سلام، وما يعرف بمحطة الشراكة لإفريقيا، وهي سفينة للبحرية الأمريكية ترابط في خليج غينيا وتعمل كمدرسة عائمة لضباط عسكريين، ومسؤولي المحافظة على الأمن من مختلف بلدان المنطقة. وأوضح ريان هنري، كبير وكلاء وزارة الدفاع لشؤون السياسة، أنه رغم أن واشنطن تجري مشاورات مع عدد من البلدان الأفريقية حول مقر محتمل لمكاتب أفريكوم مستقبلا، فإنها لن تؤسّس أية قواعد جديدة. وستكون من الأولويات القصوى لأفريكوم، حسب نشرة وزارة الخارجية الأمريكية، مساعدة الأفارقة على تعزيز قدراتهم الخاصة بقوة الاحتياط التابعة للاتحاد الأفريقي وهي عبارة عن فرق إقليمية قوامها 25 ألف فرد يمكن أن تنشر على وجه السرعة في القارة دون الرجوع إلى الأممالمتحدة لإصدار قرار. وفي هذا الصدد، قال القائد الأعلى لأفريكوم، إن هذه البنية تعكس جوهر مهمة أفريكوم المتمثلة في العمل مع منظمات إقليمية، مثل الاتحاد الإفريقي وهيئات اقتصادية تابعة له ودول إفريقية ومواطنيها، لغرض توفير الأدوات والتدريبات المطلوبة لمجابهة تحديات أمنية إقليمية قبل أن تستشري لتغدو أزمات دولية. ومن النشاطات الأخرى تنظيم البرامج المتصلة بالكوارث الطبيعية والقيام بإصلاحات أمنية.