يظهر أن إدارة البيت لم تستسلم لفشلها خلال سنة 2007 في إقامة مركز القيادة العسكرية الأمريكية الخاص بأفريقيا أفريكوم في أحد المناطق المفضلة لديها استراتيجيا وأمنيا على أرض القارة السمراء، والذي كان مقررا أن يبدأ في شهر أكتوبر. وقد اضطرت قيادة البنتاغون كحل مؤقت الى وضع أفريكوم في المانيا بعد ان رفضت غالبية الدول الأفريقية وخاصة تلك التي كانت مرتبة على سلم أولويات استقبال قاعدة القيادة، ومن بينها المغرب والجزائر وليبيا. تجدد المحاولة الأمريكية بدأ مع السنة الجديدة، حيث أكد مسؤول عسكري أمريكي زار الجزائر في يناير ان 12 دولة أفريقية تبنت استقبال قاعدة القيادة. وأوضح في لقاء مع صحافيين ان الادارة الأمريكية عازمة على إنشاء القيادة قبل نهاية العام الحالي. وأضاف أن مهام القيادة الجديدة المرتقبة تشمل أعمال الانقاذ ونشاطات إنسانية، زيادة على إنشاء قوة للتدخل في حال تحديد خطر إرهابي، بالتنسيق مع قوات دول أفريقية. ويسجل الملاحظون ان الهجومين اللذين شهدتهما موريتانيا خلال شهر ديسمبر 2007 وأديا الى مقتل 4 سياح فرنسيين وأربعة جنود، ثم الغاء سباق لشبونة داكار نتيجة تهديدات تنظيم القاعدة ووقوع هجمات في النيجر يساعد جهود واشنطن. وروجت أوساط مؤيدة للمشروع الأمريكي في منتصف العام الماضي، أن دولة مغاربية عربية وافقت على استقبال المشروع الى أن جاء النفي الرسمي، ثم تحدثت صحف غربية عن استعداد السنغال لتكون داكار مقرا للقيادة، وجرت محاولات مع موريتانيا والنيجر وكينيا لذات الغرض، وظلت القضية معلقة رغم اللقاءات الماراثونية التي أجراها رايان هنري مساعد وزير الدفاع الامريكي لشؤون التخطيط والسياسات، مع المسؤولين العسكريين والسياسيين في عدة بلدان أفريقية، لإقناعهم بجدوى احتضان المشروع خلال زيارة لأفريقيا. وأطلقت وزارة الدفاع الأمريكية في يونيو كذلك ما سمته استشارة موسعة بشأن المشروع مع البلدان المفتاح في القارة السمراء، من بينها الجزائر وبلدان أخرى تملك تجربة ميدانية في محاربة الارهاب. وقد واجهت صعوبات في إيجاد بلد يحتضن مقر القيادة، في ظل رفض الاتحاد الأفريقي ما اعتبره محاولات التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لبلدان أفريقيا. وأعلنت السفارة الأمريكيةبالجزائر خلال الأسبوع الأول من يناير عن مؤتمر بمقرها تنظمه السفيرة ماري كارلين ياتس نائب قائد أفريكوم مكلفة الشؤون بالنشاطات العسكرية والمدنية، لشرح أهداف القيادة الاقليمية للقوات الأمريكية في أفريقيا. واصطدمت المحاولة الأمريكية المعادة مرة اخرى بالرفض الأفريقي حيث قال مفوض شؤون السلام والأمن بالاتحاد الأفريقي الجزائري سعيد جنيت في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط، إن البلدان الأفريقية ترفض قيام قيادة عسكرية أمريكية فوق أراضيها.