من المتوقع أن يبدأ رئيس الحزب الشعب اليميني الإسباني ماريانو راخوي زيارة إلى مدينة سبتة الإسبانية (شمال المغرب) مطلع الأسبوع الجاري، يُتوقع أن تثير استياء مغربياً، خصوصاً أنها تأتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على معاودة تطبيع العلاقات المغربية الإسبانية وعودة السفير المغربي عمر عزيمان إلى مدريد، بعدما كان طلب إليه مغادرتها احتجاجاً على زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس إلى سبتة ومليلية في خريف العام الماضي. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن مصادر ديبلوماسية ربطت زيارة راخوي بأجواء الانتخابات التشريعية المقررة في ربيع العام الجاري، خصوصاً أن قضايا الصحراء المغربية ووضع المدينتين والهجرة غير المشروعة والصيد الساحلي تكون عادة ضمن ملفات المنافسة بين الحزبين الرئيسين الشعبي والاشتراكي، إضافة بالطبع إلى ملف الإرهاب في ضوء تفجيرات قطارات مدريد في آذار مارس 2004، التي كانت أطاحت رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا أثنار.وذكرت مصادر إسبانية أن زيارة راخوي إلى سبتة تأتي بدعوة من أنصار حزب الشعب، خصوصاً أن زعيم الحزب الاشتراكي كان سبقه إلى زيارة مماثلة، لكنها لم تثر ردود الفعل نفسها من طرف الحكومة المغربية، لا سيما أن الحزب الاشتراكي أقرب إلى تفهم طرح المغرب تشكيل خلية عمل للبحث في مستقبل المدينتين، على رغم أنه لا يقر ب"مغربية" المدينتين ويراهن على قيم الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين. ولا يتوقع مراقبون أن تلجأ الرباط إلى التصعيد مجدداً مع اسبانيا. ويقول مسؤول مغربي إن أهم ما نتج عن الأزمة العابرة بين البلدين أنها أشارت إلى وجود مشكلة حول الموقف من السيادة على المدينتين، وأن تلك كانت أهم رسالة بعثها المغرب، عدا عن تأكيد رفضه إدراج المدينتين في قضاء "شينغن" (منطقة الهجرة الأوروبية الموحدة).