سيلتقي العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الاثنين المقبل في مدينة نيويورك لبحث الملفات الثنائية، في حين لم ينتج عن زيارة زعيم المعارضة الإسبانية مارانو راخوي إلى مليلية المحتلة الكثير من التوتر على المستوى السياسي الرسمي عكس المستوى الشعبي. وأوردت جريدة الباييس في موقعها في شبكة الانترنت مساء أمس الخميس أن الملك محمد السادس سيستقبل سبتيرو في نيويورك على هامش مشاركتهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعتبر اللقاء الأول بين الطرفين في محاولة لتجاوز التوتر الذي يطبع العلاقات بين البلدين خلال الشهور الأخيرة والذي بلغ أوجه خلال الشهرين الماضيين بسبب توتر في معبر مليلية المحتلة. ولم يكن هذا اللقاء مبرمجا بل كانت أجندة العلاقات الثنائية تتجلى في لقاء بين الملكين خوان كارلوس ومحمد السادس في المغرب، لكن لم يتم حتى الآن تحديد تاريخ الزيارة. ونشرت جريدة الموندو منذ يومين أن الزيارة الملكية ستحدث بعدما سيعين المغرب سفيره في اسبانيا. يذكر أن المغرب لا يتوفر على سفير في المغرب منذ كانون الثاني/ يناير الماضي. ويأتي الإعلان عن لقاء محمد السادس وسبتيرو في اليوم نفسه الذي زار فيه زعيم المعارضة الإسبانية ماريانو راخوي مدينة مليلية المحتلة (أمس الخميس). وقال راخوي في تصريحات للصحافة أمس خلال تواجده في مليلية ‘لا أرغب في الدخول في جدل سياسي لا مع المغرب ولا مع الحكومة الإسبانية'، مبرزا أن زيارته عادية لأنه يزور جزءاً من اسبانيا، كما قال. وبينما ارتأت حكومة مدريد عدم التعليق على هذه الزيارة، اعتبر رئيس حكومة الحكم الذاتي في إقليم كاتالونيا (شمال شرق اسبانيا) خوسي مونتيا أن راخوي ‘يبحث عن المشاكل' مع المغرب من خلال قيامه بهذه الزيارة. ولاقت هذه الزيارة تنديدا من الأحزاب المغربية ومن ضمنها حزب الاستقلال، حيث وجه الأمين العام لهذا الحزب عباس الفاسي والذي يشغل منصب الوزير الأول رسالة إلى راخوي واصفا الزيارة بأنها إساءة للشعب المغربي. وفوجىء المهتمون بالعلاقات الثنائية من إحجام حكومة الرباط على إصدار موقف من هذه الزيارة، ويفسر البعض هذا الإحجام برغبة المغرب في عدم تعميق التوتر بين البلدين وفسح المجال لتحسين العلاقات الثنائية. لكن إحجام حكومة الرباط عن التنديد بزيارة راخوي لم يمنع عددا من الجمعيات المغربية ومن ضمنها ‘اللجنة الوطنية لاستعادة سبتة ومليلية والجزر المحتلة' وتنسيقية فعاليات المجتمع المدني من تنظيم تظاهرة اليوم الجمعة على الحدود بين بلدة بني أنصار المغربية ومليلية المحتلة. وقال محمد سعيد السوسي ل'القدس العربي' ان التظاهر في الحدود مع مليلية ‘تعبير على رفضنا لهذه الزيارة الاستعمارية التي يقوم بها زعيم اليمين الإسباني ماريانو راخوي، ولنبلغ العالم صوتنا وعدالة القضية التي نناضل من أجلها والتي تتجلى في استعادة مدينتين مستعمرتين من طرف اسبانيا'. يذكر أن مدينتي سبتة ومليلية تقعان شمال المغرب، وتحتلهما اسبانيا ويطالب المغرب باستعادتهما لكن مدريد ترفض فتح مفاوضات في هذا الشأن.