صرّح مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الأميركية بأن مساعدة الإفريقيين على التصدي للتحديات الأمنية في منطقتهم تشكّل أولوية من الأولويات الأميركية منذ زمن بعيد. الا أن قيادة إفريقيا المستحدثة التي تعرف باختصار ب"أفريكاكوم" ستثبت انها أداة ضرورية في مواصلة التزام طويل العهد كذلك بمساعدة المجتمعات والمدن عبر القارة الافريقية على تمتين دعائم الحكم وترقية سبل الرعاية الصحية وتحقيق أهداف التنمية الإقتصادية. في إفادة أدلى بها أمام احدى لجان الكونغرس يوم 14 من الشهرالجاري، أعلن مساعد وزيرة الخارجية (بالوكالة) للشؤون السياسية والعسكرية، ستيفن مال، انه خلال الإجتماعات التي تعقد مع قادة في افريقيا وأوروبا فانه ما زالت تسمع بعض التصورات الخاطئة وأمور تنم عن سوء فهم عن "أفريكوم" التي أسستها وزارة الدفاع الأميركية في شباط/فبراير لتكون أحدث قيادة عسكرية إقليمية في قياداتها العسكرية الجغرافية الست، وذلك لرصد تهديدات تحيق بالأمن. (راجع المقال ( http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2007&m=February&x=20070208101400aaywalhsib-le0.7104303 ) حول انشاء هذه القيادة).وقد انضم الى مال، ريان هنري النائب الأول لوكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية، وقائد أفريكوم الجنرال في الجيش وليم وورد، وذلك في جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، لدحض التخرصات الراهنة حول القيادة الجديدة، مثل فكرة ان أفريكوم تجسّد "سيطرة عسكرية" على السياسة الخارجية الأميركية تجاه افريقيا.واشار مال الى أن الغاية من إنشاء افريكوم هي بناء شراكات متينة بين المؤسسات العسكرية في المنطقة وبذلك فان هذه الشراكات ستدعم، وستكون متمّمة – بدلا من ان تطغي على -- برامج المساعدات التي تقدمها وزارة الخارجية والوكالة الأميريكية للتنمية الدولية عن طريق السفارات الأميركية. ولفت هنري الى ان الولاياتالمتحدة تنفق 9 بلايين دولار سنويا لمساعدة الأفارقة على إيصال الرعاية الطبية والترويج للتجارة وفرص أعمال جديدة، وإنشاء مؤسسات وبنى حكم أكثر نجاعة. وتقدم هذه المساعدات وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية. وعلى نقيض ذلك، فإن الولاياتالمتحدة تنفق 250 مليون دولار سنويا فقط على برامج مساعدات أمنية، يحوّل نصفها مباشرة الى دعم بعثة الإتحاد الإفريقي لحفظ السلام في السودان.وشأن قيادات عسكرية أخرة للبنتاغون كما هو الحال في أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا فان أفريكوم، حسب بيان وارد، ستنسّق نشاطاتها مع السفارات الأميركية في المنطقة. وبعملها هذا فان القيادة الجديدة ستلجأ لبنية خلاقة وجديدة تجمع خبراء عسكريين ومدنيين من جميع هيئات الحكومة الأميركية لصوغ وتبادل أفكار جديدة حول السياسة تجاه افريقيا وذلك مع شركاء الولاياتالمتحدة الإفريقيين.وجاء في بيان مال: "حينما يجري تنسيق وترتيب إسهامات أفريكوم بهذه الطريقة فان ذلك يمكن أن يساعد البلدان الإفريقية على التصدي لتهديدات مثل عدم الاستقرار السياسي والإرهاب ومخالفات حقوق الإنسان والتجارة غير المشروعة عبر الحدود الدولية والجرائم الدولية."وقال المسؤولون في إفاداتهم إن من بين التخرصات الأخرى أن أفريكوم هي خطوة من قبل الحكومة الأميركية لنشر أعداد كبيرة من القوات في افريقيا.واشار هنري الى أنه حينما تجري واشنطن محادثات مع عدد من الدول الإفريقية حول إمكانية إنشاء مقر عام لأفريكوم في القارة لن يدور الحديث عن إنشاء قواعد عسكرية جديدة. وسيكون لدى إفريكوم، وعلى نقيض قيادات عسكرية أخرى للبنتاغون، هيئة موظفين صغيرة نسبيا يكون بمقدورها ان تتصل بالولاياتالمتحدة للحصول على موارد اذا اقتضت الضرورة ذلك.وأوضح وارد ان هذه البنية تعكس رسالة افريكوم بالعمل مع تنظيمات إقليمية مثل الإتحاد الإفريقي وهيئاته الإقتصادية الإقليمية، وبلدان افريقيا ومواطنيها لتوفير الأدوات والتدريبات الضرورية لحل مشاكل أمنية في المنطقة قبل ان تتفاقم لتصبح أزمات دولية.وهناك أسطورة ثالثة هي ان أفريكوم صمّمت بهدف حصري لمحاربة الإرهاب والتصدي لدور صيني متعاظم على حساب تحديات أخرى تواجه المنطقة.وجاء في إفادة هنري ان "الولاياتالمتحدة والصين ودولا غيرهما تتشاطر اهتماما مشتركا في بقاء افريقيا مستقرة وآمنة ومتسنهضة ورغم أن وجهاتنا قد تتباين حيال الوسائل فاننا نتطلع الى التعاون مع الصين كمساهم دولي يتحلى بالمسؤولية تحقيقا لهذا المرمى."وأعلن وارد انه في حين أن مساعدة الحكومات على مكافحة الإرهابيين هي واحدة من مهمات أفريكوم هناك نشاطات جارية أخرى في المنطقة توضح صورة مستقبل افريكوم، ومنها برامج تدريب طبي مشتركة لتقديم المعونة للمجتمعات المعوزة وتدريب قوات افريقية للعمل كجنود حفظ سلام و"محطة شراكة افريقيا" المستحدثة، وهي سفينة للبحرية الأميركية تتواجد في خليج غينيا وتعمل "كمعهد عائم" لضباط شرطة وجيش من المنطقة. (راجع مقالا ( http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2007&m=November&x=20071113144817ssissirdile9.943789e-02 ) حول هذه السفينة).وأضاف وارد: "(مهمتنا) تبدأ بفهم ما يعني ما يقوله شركاؤنا الإفريقيون عن البيئة ومصالحهم، وفهم النواحي المعقّدة للبلدان والثقافات المنوعة في القارة (الإفريقية)." ثم خلص إلى القول: "ان تقدير تصوراتهم سيجيز لنا ان نحدد بصورة مشتركة السبل والوسائل التي تلبي المصالح الإفريقية والأميركية مجتمعة."ملاحظة: يمكن مطالعة نصوص إفادات المسؤولين مال ( http://armedservices.house.gov/pdfs/FC111407/Mull_Testimony111407.pdf )، وهنري ( http://armedservices.house.gov/pdfs/FC111407/Henry_Testimony111407.pdf )، ووارد ( http://armedservices.house.gov/pdfs/FC111407/Ward_Testimony111407.pdf ) على الموقع الالكتروني للجنة القوات المسلحة لمجلس النواب الأميركي على الشبكة العنكبوتية.