عرفت المقابلة التي جمعت بين الكوكب المراكشي والجيش الملكي الأربعاء 10يناير2007 بملعب الحارثي بمراكش أحداث شغب امتدت إلى مختلف الشوارع المؤدية إلى الملعب. وقد خلفت هذه الأحداث تكسير زجاج حافلات النقل العمومي وبعض السيارات الخصوصية، بالإضافة إلى علامات المرور واللوحات الإشهارية. كما سجلت هذه الأحداث اعتقال العديد من مشجعي فريق الكوكب المراكشي لم يعرف لحد الآن عددهم وهل أطلق سراحهم فيما بعد أم لا. وبدأت الأحداث حين اجتاح عشرات من المشجعين أرضية ملعب الحارثي، وقام أحدهم بضرب أحد لاعبي الجيش الملكي وطرحه أرضا، وهو الأمر الذي حذا برجال الأمن إلى التدخل وعلى رأسهم والي أمن مراكش لملاحقة المشاغبين داخل الملعب وإخراجهم منه. وفي خارج الملعب كسرت عدد من السيارات الخصوصية وقف أصحابها أمام المقر المركزي للأمن الوطني بمراكش لتقديم شكاياتهم في الموضوع، وتحديد حجم الخسائر الذي أحدثها بها المشجعون المشاغبون. وذكرت مصادر مطلعة أن بعض الجماهير المراكشية خاصة من الشباب الذين تغيبوا عن الدراسة كانت تحت تأثير غير معهود وتساءلت إن كانت الأقراص المهلوسة قد فعلت فعلتها في هذا الجمهور الشاب. كما لوحظ قبل المباراة أفواج عديدة من الشباب والأطفال في ''حالة نشاط'' متوجهين بكثرة إلى ملعب الحارثي. وكان الجميع يتوقع فوز الفريق المحلي خاصة بعد العرض المقنع السبت الماضي أمام فريق اتحاد طنجة، وكان التقارير التي أوردتها الصحافة الوطنية والمحلية عن لقاء الجيش الملكي ووصفه بلقاء القمة ولقاء الأبطال والحدث الرياضي دور كبير في حج الجماهير المراكشية وإن كان اليوم يوم الأربعاء، مما أذكى الشعور والرغبة بالفوز لكن جاءت النتيجة عكس ذلك، وتلقى الفريق الأحمر ضربة أولى مع بداية المباراة بتسجيل الجيش الملكي هدف السبق في الدقيقة (35ثانية)، وأمل الجمهور المراكشي تغيير النتيجة في الشوط الثاني، لكن الفريق الملكي ضاعف الحصة في الشوط الثاني، مما أهاج جمهور الكوكب المراكشي خاصة الشباب منهم واجتاحوا الملعب مسببين توقف المباراة لعدة دقائق. وقد طرحت هذه الأحداث السؤال المحير، هل هي بداية انتشار''الهوليغانيزم'' داخل الملاعب الوطنية؟ خاصة بعد أحداث مشابهة في مدن أخرى ،وهل الأمر مجرد تعصب واستياء من نتيجة مباراة وهل عدم تأطير الجماهير الشباب من قبل جمعيات المحبين أدى إلى مثل هذه الأحداث؟. ويرى مراقبون أنه بات من الضرورة تضافر جهود جل الفاعلين حتى تستعيد الملاعب الوطنية هدوءها وفرجتها واحتفاليتها، وهذا لن تقوم له قائمة إلا بتحمل الأندية الوطنية مسؤوليتها كاملة في الأمور التنظيمية للمباريات، علما أن جمعيات المحبين لا يمكن لها أن تؤطر الجمهور خارج الملاعب، لأن الدور يبقى على السلطات في ردع المتسببين في هذه الأحداث أو على الأقل تنظيم عملية تفكيك الجمهور بدء بالمدرجات ومرورا بأبواب الملعب ووصولا لنقط انطلاق الحافلات، معتقدين أن الجميع يتحمل مسؤوليته .