امتدت أعمال الشغب إلى خارج أسوار ملعب الحارثي بمراكش، مباشرة بعد إعلان الحكم عن انتهاء المباراة التي جمعت مساء أول أمس الأحد، فريق الكوكب المراكشي بنظيره الرجاء البيضاوي، والتي انتهت بانتصار فريق الرجاء البيضاوي، بهدفين لهدف واحد. ولم تمنع الاحتياطات الشديدة التي اتخذتها السلطات الأمنية بمراكش من احتواء الوضع قبل وبعد المقابلة. وعاشت مراكش ليلة «حمراء» بلون الدم الذي تلطخت به بعض جدران المدينة، وسال في بعض الشوارع، جراء مواجهات نشبت بين أنصار الفريق البيضاوي والفريق المراكشي، مباشرة بعد نهاية المباراة، قبل أن تتطور الأحداث إلى تكسير السيارات المركونة في جنات الملعب أو الطريق المؤدي إلى المحطة الطرقية ومحطة القطار، وتحديدا منطقة باب دكالة، حيث توجد محطة المسافرين، هذه الأخيرة التي استقطبت العديد من مشجعي فريق الرجاء، حيث دخل العشرات من الشباب والقاصرين، الذين كانوا يتغنون بالفوز الثمين للفريق الأخضر، رافعين شعارات ولافتات خضراء، في مواجهات مع الجمهور الكوكبي أسفرت عن تكسير واجهات حوالي سبع سيارات ومحلات تجارية، وبالرغم من تدخلات العناصر الأمنية لحماية الممتلكات والمرافق العمومية إلا أن لهيب الشغب امتد إلى مناطق أخرى، ولم تسلم أبواب أبناك ومؤسسات وواجهات محلات تجارية توجد بالشارع الرابط بين ملعب الحارثي ومنطقة باب دكالة من التخريب. وبذلك عاشت عاصمة النخيل أجواء مشحونة بين أنصار الفريقين المتنافسين من جهة ومن قبل أنصار فريق الرجاء من جهة أخرى. أحداث الشغب هذه، أسفرت عن إصابة حوالي تسعة أفراد كإحصاء أولي من بينهم رجل أمن بزي رسمي، ولجأ بعضهم إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية، بعد إصابتهم بجروح توزعت بين رضوض في الرأس وجروح في الوجه والذراع. فيما اعتقلت المصالح الأمنية عددا من المتورطين في الأحداث أغلبهم من القاصرين. وعلمت «المساء» من مصادر أمنية أن بعض أصحاب السيارات التي لحقها الضرر إثر أحداث العنف التي شهدتها مراكش، انتقلوا على مركز الشرطة بالقرب من ساحة جامع الفنا من أجل تقديم شكايات في الموضوع. في حين لا زالت الحملات الأمنية متواصلة للبحث عن بعض المشتبه فيهم والمتورطين في هذه الأحداث. وألحق فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، مساء أول أمس الاثنين، بملعب الحارثي بمراكش أول هزيمة بالكوكب المراكشي أمام جمهوره، بعدما هزمه بهدفين مقابل هدف واحد، في مباراة قوية تابعها جمهور غفير قدر باثني عشرألف متفرج، ثلثه حج من الدارالبيضاء. وقد حملت الأهداف توقيع كل من عمر نجدي في الدقيقة 32 من توقيت المباراة، قبل أن يسجل كوني هدف التعادل للمراكشيين، واستغل الصالحي هفوة دفاعية في الدقيقة 79 ليمنح الرجاء الامتياز. وإذا كانت المباراة قوية من جانبيها التقني والتكتيكي فقد كان كذلك الجانب الاندفاعي للاعبين حاضرا، حيث أجبر الحكم السوسي جيد على توزيع أربع بطاقات صفراء لكل من الزبيري وكوني من الكوكب المراكشي، و النجاري والزروالي من الرجاء البيضاوي، في حين أشهر الورقة الحمراء في حق الزروالي وفتاح، مما شكل نقصا عدديا في صفوف الرجاء لم يحسن استغلاله أصحاب الأرض . ووصف فتحي جمال، مدرب الفريق المراكشي، المباراة بالقوية والنتيجة بالسيئة، معتبرا الهدفين اللذين تلقاهما فريقه مجرد هديتين من أخطاء ارتكبها بعض لاعبيه، واعترف فتحي بكون فريقه يعاني من خصاص كبير خصوصا على مستوى الدفاع، مع الحاجة إلى موزع من العيار الثقيل، واعتبر الرجاء فريقا كبيرا يضم لاعبين من طينة جيدة وهو ما يحتاجه فريقه، وأضاف مدرب الكوكب أن عملا كبيرا ما زال ينتظره، رغم أن الأولوية ستكون للجانب النفسي للاعبين لإخراجهم من جو الهزيمة والإحباط وإعدادهم للدورتين القادمتين اللتين ستلعبهما الكوكب خارج ميدانها. . بالنسبة لجوزي روماو، مدرب الرجاء البيضاوي، فاعتبر المباراة من أقوى لقاءات الدوري الوطني، على اعتبار العناصر المكونة للفريقين، مشيدا بالنتائج التي بصم عليها الكوكب المراكشي منذ البداية، إلا أن عناصره كانت في نظره أكثر شجاعة واستغلالا للفرص ولعبت كرة جادة، رغم حالتي الطرد التي تعرض لها فريقه، والتي لم تؤثر كثيرا على لاعبيه، يقول روماو ، حيث سجل الهدف الثاني بعشرة لاعبين .و أضاف روماو أن فوز الرجاء تأتى عن حب القميص والوعي بالمسؤولية والرغبة في العمل و كذلك، يضيف، احترام الجمهور واحترام الخصم . وختم مدرب الرجاء بأن نتيجة المباراة ليست أكثر من ثلاثة نقط وأن عملا جبارا ينتظر ، والموسم ما زال في بدايته .