ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستبداد و الاحتلال ، ثقافياً و سياسيا
نشر في أسيف يوم 29 - 12 - 2006

"أعوان الاستعمار اشدُ خطراً من الاستعمار، لأنهم يزيفون الأهداف و يزيفون المُثل و يخونون الأمانة التي تلقى عليهم من وطنهم و يتنكرون لأرضهم التي شربوا من مائها و أكلوا من أرضها" جمال عبد الناصر 27 /2/ 1958الأستراتيجية الأمريكية تحمل هدفاً واحداً ، لكن ومن مخاطرها الانتقال السريع في مجالات واتجاهات متعددة ، وهذا ما يثير قلقاً شديداً للبعض ، ومن أهم ما تتحرك عليه تغيير وتغريب ثقافات الشعوب ، والمكلفين بتنفيذ هذه الأستراتيجية يثيروا الدهشة والتعجب .. أو هم يحاولون ذلك عن طريق الإكثار في تغيير الألفاظ والتعابير ، ثقافة الريبة آخر ما "أستكشفه" أحد جنرالاتهم مارتن ديمبسي المكلف بتأهيل قوات الأمن العراقية .. يقول ديمبسي "ثقافة الريبة قد تكون في الأمد الطويل ، التهديد الأخطر جريدة المشرق 11 كانون الأول 2006".
هذه الثقافة تتحرك فعالياتها بسرعة شديدة ,( سنصحو ذات يوم فنجد أنفسنا محاطين بجيوش لها أول وليس لها آخر ، ولكن لا تفرحوا فهذه الجيوش لم تؤسس لحماية العراق ، فالعراق تحميه دول كبرى وضعنا بيضنا ومنحناها مفاتيح حدودنا ونمنا مع ساستنا مطمئنين آمنين !! حميد عبد الله جريدة المشرق نفس العدد السابق).وعلى نفس الصعيد تتحرك القوى التي لها علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة (كشفت أوساط سياسية عراقية عن تحركات إقليمية ومحلية قام بها مؤخراً رئيس حزب المؤتمر أحمد الجلبي لحشد التأييد لتشكيل تنظيم سياسي جديد ، سيتم الإعلان عنه قريباً) وفي سياق الخبر (الذي سيكون تياراً علمانياً يحظى بقبول الإدارة الأمريكية ، بعدما تلت عنه ويقصد الجلبي إعادة الفعالية لبعض الحلفاء لأداء مهام جديدة على نفس المنوال. محمود عثمان من التآلف الكردستاني يقول ( تشكيل جبهة جديدة لا يعني تغيير في خارطة التحالفات السياسية وإنما يأتي لدعم العملية السياسية) .على هذا المستوى ، وفي نفس المجال ، تستطيع أن تفهم أن ثقافة الريبة ، هي التعبير الأمريكي الجديد لثقافة المحاصصة الطائفية والفتنة والتقسيم وهي النقيض للثقافة الوطنية ، ثقافة المقاومة والاستقلال والوحدة . إذاً فلنحاول أن ندخل معترك السياسة والثقافة كي نتصور الواقع ونبحث عن الحلول . التركة الثقافية للنظام:ثقافة الاستبداد ... إضعاف للثقافة الوطنية و القومية لا اعتقد أن الانحدار الفكري و الثقافي قد ولد فجأة بعد الاحتلال ، غير أن الاحتلال ساعد على انتشاره و تشريعه و توسيعه ليشمل طبقة لا بأس بها من مثقفي الأمس ، هذا الانحدار كانت له أسبابه و دوافعه و مبرراته أهمها على الإطلاق الفقر الذي تولد في المجتمع بسبب الاستبداد الذي قاد البلاد لحروبٍ غير مجدية آلت لتبذير ثروات الأمة لجيوب تجار السلاح و لزعماء الدولة الاستبدادية و رفاهية "خدامها" و لشراء ذمم البعض من "المثقفين" و السياسيين من مختلف الأقطار و القوميات و دفعهم للتغافل عن جرائم النظام ضد أبناء شعبه دون استثناء بما فيهم "الأخوة البعثيين" . و في حين كان الفقر سبباً لانتشار "ثقافة" الجهل و الانحراف العقائدي لدى الطبقات الفقيرة "الغالبية العظمى من أبناء العراق" فأن الثراء الفاحش و المبالغ فيه في أجزاء أخرى عن طريق استخدام الطاقات البشرية في بعض المناطق لتعزيز قوة السلطة الأمنية و العسكرية في الداخل ليس ضد قوى غزو خارجي محتمل من الخارج كما بينت لنا أحداث الحرب الأمريكية 2003 ذلك ، فقد كانت المقاومة الأكبر للغزو في مدينة البصرة التي شهدت فقراً مدقعاً بسبب الإهمال المتعمد من السلطة ، بينما دخلت قوات الغزو لمناطق أخرى "بوثائق بيضاء" دون مقاومة على الإطلاق بينما لا تزال "بعض هذه المناطق" اقل مقاومة من غيرها للسبب ذاته و هو بروز ظاهرة "الثقافة الذيلية" التي تردد مقولات النظام على سؤها و ضحالتها،" وقد جربت الأمم التربية القائمة على هذا النمط العسكري فوجدتها تشجع على خلق تفكير الجماعات ، وتؤدي إلى عبودية العقل ، وانحطاط التفكير ، وفقدان القدرة على الابتكار ، وشدة الإحساس بالحزبية والخضوع التأم للتقاليد والصيغ ، والاستمساك بالأوامر والنواهي الخالية من المعنى عقلية الجماعات )علي أدهم (. مجلة العربي الكويتية حزيران (يونيو)1982 " . و بالتأكيد فأن اول ما حاولت السلطة الاستبدادية ، التي هيأت لكل ذلك أن تجير الحزب "الجماهيري" و تاريخه "النضالي" لمصالحها و على التحديد لمصالح رأس السلطة فقط ، بعد أن اجتثت كل العناصر "الخيرة" و "المثقفة" و "القومية" و "الاشتراكية" من مؤسسات الحزب و قياداته بعد انقلاب "النظام على قيادة الحزب في تموز 1978 ، و استمر في "انقلاباته" لتصحيح الأوضاع لمصلحة رأس القيادة فقط كلما وجد عناصر تفكر بعقلها وليس بتوجيه الإرادة الديكتاتورية .لقد ولدت ثقافة في العراق نتيجة لسوء السلطة و إدارتها و تصرفاتها ... على الرغم من المقولات التي طرحتها في مجالات الفكر السياسي القومي و الديني التي تسترت خلفها الرغبة في البقاء ، و الالتفاف على مطالب الإصلاح و الديمقراطية و إشراك القوى السياسية الأخرى "حتى قبل سقوط النظام بأيام فقد تحايل النظام على عرض القوى القومية و الوطنية الذي طرحه كلاً من الربيعي و الكبيسي لدى حضورهما بغداد قبل أيام من الغزو ، ناهيك عن المبادرة الإماراتية".لقد كانت السلطة من خلال طرح مشروعها الديني "الحملة الإيمانية" أن تمسك العصا من النصف ، في حين أنها "السلطة" لا تملك من خلال الممارسة أن تكون جزءاً من جانبيها "طرفيها" ، فالمحاولة كانت وضع معادلة تخدم استمرار تسلطها ، فُعِلت هذه السياسة بعد سقوط النظام جراء الاحتلال تحت أفق سياسي )دستوري( لتكون سياسة رسمية ، بأن تحولت لخطر حقيقي و جسيم أدى لفرض فوضى أمنية و سياسية و اقتصادية و تنافر اجتماعي استفادت منه "أطراف" متعددة من الجهلة و الظلاميين و الشعوبيين.إننا إذ نقول هذا ، فإنما نقدم تحذيراً ... بأن ثقافة الاستبداد هي الخطوة الأولى التي تفتح الطريق نحو الاحتلال و الهيمنة و عودة الاستعمار لأنها على الإطلاق لا يمكن أن تكون ثقافة وطنية و قومية شاملة ... و هي عامل لزعزعة الانتماء الوطني و القومي و الترويج لتغريب الثقافة الوطنية " وبيان ذلك أن كل نظام صارم سواء أكان سياسياً أم مدنياً أم اجتماعيا يُفرض على الناس فرضاً ، ويأخذون به أخذاً يُنزل العقل من عليائه ، ويستتبع ذلك خضوع الفرد خضوعاً تاماً مزرياً ، وتخاذل تفكيره ورقدة ضميره وانحلال شخصيته )نفس المصدر السابق(.ثقافة الفوضى "الخلاقة"في سنة 2004 و بعد فضيحة الاعتداء على المعتقلين العراقيين في سجن أبي غريب من قبل أفراد السطو الأمريكي ، جاءتنا دعوة من )حركة الإخاء و السلام( للمشاركة معها في تظاهرة استنكارية شاجبة لهذا الحدث و كنت حينها عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الناصري الذي تأسس من اندماج "لم يستمر طويلاً" بين الحزب الاشتراكي و الحزب الطليعي الناصري ، و قد رُشحت للتفاهم على تفاصيل هذه المسيرة حيث التقى عدد من ممثلي الأحزاب و الشخصيات في نادي المهن الصحية في المنصور (حيث كان الدكتور مصطفى الهيتي الأمين العام لحركة الإخاء و السلام نقيباً لها) و كان من ضمن الحضور أطراف "ادعت" إنها تمثل المقاومة و طُرًحت خلال الجلسة المقترحات و كان من ضمنها رسالة ل "بوش" ، جاء في نصها تقديم الشكر لبوش لقيامه ب "تحرير العراق" ثم تنبيهه أن هذه التصرفات التي تجري داخل السجون الأمريكية ضد المعتقلين و الأسرى العراقيين "لا تليق" بمفاهيم الحرية و الديمقراطية التي جاءت بها "قوات بوش" ، اعترضت فوراً و أيدني الذين ادعوا صلتهم بالمقاومة كما أيدني ممثلو حزب العمال الثوري العربي و أيدني آخرون ، فتقرر تغيير الجملة بما يتناسب و الحدث ، و قد جرت المسيرة فعلاً و شارك فيها من الحزب الاشتراكي الناصري عددا لا بأس به منهم الأخ عبد الرزاق الحلفي "المختطف حالياً" و الذي استطاع أن يحول هذه المسيرة لمسيرة قومية ناصرية حقيقية ضد الاحتلال حيث اقنع الفرقة الموسيقية التي كانت ترافق المسيرة لغرض عزف موسيقى "عزائية" إلى عزف أناشيد الثورة الناصرية و منها نشيد بلادي و نشيد الله اكبر ، همس في أذني الدكتور مصطفى الهيتي و كنا في مقدمة المسيرة: إن هذه الأناشيد تحفز في نفسي مشاعر المقاومة .اذكر هذه الحادثة لأدلل منها على نوع المفارقة الثقافية التي كانت تسود المجتمع العراقي بداية الاحتلال ، فبين الشكر لبوش و مشاعر المقاومة مساحة كبيرة ، كان من الممكن حكمها لصالح المشاعر الوطنية الرافضة للاحتلال وقد كان هذا بعض شغلنا ، ونحن نعتقد بأننا قد أنجزنا جزءً مهماً في هذا الميدان .أن ما حدث و يحدث في العراق ، لم يكن على غير تخطيط مسبق ، فالحضور الأمريكي الداعم للمعارضة العراقية في الخارج في مؤتمرات لندن و واشنطن و صلاح الدين كان متناغماً و متوافقاً بل منسجماً مع الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة لأن (التوجه نحو فرض النظام الشرق أوسطي مالياً و اقتصادياً و سياسياً و أمنياً و حتى ثقافياً بما يحمله ذلك من تقنيات للشخصية العربية الإسلامية و مقوماتها و قيمتها و تدمير للمؤسسات الحامية لها و ما تضيفه الشخصية الشرق أوسطية من هوية و خصوصية على المنطقة و أهلها ، و ما يقود إليه غياب الإحساس بالتمايز الذي تمنحه الهوية و الشخصية القوميتان من خلال مواقف ، و ما تحركه من تيارات تفكير و تدبير و تحرر ، و ما تؤدي إليه جهودها إذا سارت في نهج حقيقي للتحرير ) من التقرير الفكري لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي طرابلس ليبيا2005)لذلك فقد فرضت الولايات المتحدة رؤيتها السياسية بتقسيم سكان العراق لثلاث فصائل أو مجموعات (سنية شيعية كردية) و قد كان هذا منسجماً مع النظرة الضيقة والآنية غير البعيدة لزعماء من الأطراف الثلاثة ، غير مستدركين أن هذه الوصفة ... وصفة جنونية ،وأنها تحمل بذور فتن و حروب أهلية متعددة ، و أنهم بهذا ... سوف يتحولون لرموز و آليات تغيير ليس للنظام ...و إنما للخارطة السياسية و الثقافية و الجغرافية و الدينية و القومية في المنطقة ، و استمر الكثير منهم يحمل لواء الكراهية و العداء للعروبة ظاناً انه سوف يستطيع أن يفرض نفسه زعيماً لقومية جديدة ، في حين انه باستمرار كان يذهب مع الريح ، إذا لم يدرك نفسه قبل نهايته ، دون أسفٍ عليه من "أهله" أو "حلفائه المحتلين" .لقد تحولت "أحزاب و حركات سياسية" تاريخية فيما بعد ... نتيجة لحاقها ب "مؤتمرات و قرارات" مؤتمر لندن التي تتعارض كلياً مع تاريخها الثقافي و الأيدلوجي ، لمنظمات مصلحية تتسابق في الاستغناء عن ثوابتها الفكرية والثقافية مقابل "نعيم السلطة" و هدرت بذلك تضحيات و دماء مناضليها و شهدائها، إذاً هل ننتظر من هذه الأحزاب أن تقدم ثقافة يمكن أن تقود لبناء مجتمع يتناسب مع احترام الإنسان و قيمه ؟ في حين أنها لم تفعل غير أنها شاركت في جريمة العصر، و قدمت شرعية مجانية للاحتلال ، الذي سوف يتبين لاحقاً انه لا يمكن أن يمد حباله طويلاً (لهؤلاء القادة) للدرجة التي تجعلهم أحراراً في اتخاذ قرار ما ...عقد في بغداد ، بعد الاحتلال ، مؤتمر بغداد الذي ضم أعضاء مؤتمر لندن و الراغبين باللحاق ، ثم تكون مجلس الحكم ، و قبل مجلس الحكم عاد لبغداد عدد من القيادات القومية التاريخية من بينها ... أحدهم !!! ، و جرب ال !!! حظه "القومي" في انتخابات مهنية على منصب النقيب ، ففاز بغالبية ساحقة ، و لكنه قد آثر الوزارة في أول تشكيلة وزارية لمجلس الحكم على أن يكون قائداً وطنياً من خلال قيادته لنقابة ... و عزله خوفه عن الشارع العراقي ... ثم ما لبث أن ضاع الخيط و العصفور ، فانتهى للتفريط بماضيه و فقد أمكانية الاستفادة من الحاضر! .وكان من الممكن مثلاً أن يؤدي الحزب الشيوعي صاحب السبعين عاماً و نيف دوراً بالغ الأهمية في الصراع الوطني ضد أعداء الوطن .... ثقافياً و سياسياً... و لكن ... قبوله المشاركة في السلطة و ضمن شروط المحاصصة جاءت ضربة قاضية للكثير من رواده و مناصريه!!!ثم رغم هذا و ذاك ... فلم تكن كل القوى الأخرى غير الطائفية في العملية السياسية سوى أجزاء تتأثر بالواقع السياسي المحصصاتي و لا تؤثر فيه ... و هي بالتالي تشترك في رسم الثقافة الطائفية العنصرية التجزيئية التي تستهدف المجتمع العراقي بوحدته و ثقافته الوطنية العربية الإسلامية الموحدة ، و تحولت نظرتها "للحول" المزدوج ... فعينٌ تتجه للماضي الذي يشد جماهيرها .... و عينٌ نحو نعيم السلطة الذي يعزز إمكانياتها المادية .هذه القوى ... هل تستطيع أن تحافظ على ثقافة تنشأ يشكلٍ مستقل؟ هل تستطيع أن تقدم ثقافة وطنية و إن جددتها؟ ففي حين أنها لم تستطع الصبر على إغراءات الحكم و خافت فأعرضت بنفسها عن حلفائها التاريخيين!!أن أشد المخاطر ما يترافق في ظل المحاصصات الطائفية ، فعاليات طائفية مؤسساتية ، كالأحزاب والتنظيمات التي تستطيع أن تستقطب لجانبها تخندق طائفي ، يقود لا محالة لفرض نوع من العنف والتطاحن المذهبي وفي جوٍ مثقل بالمتناقضات والشك والريبة ، وتضارب في القيم الاجتماعية والثقافية ، كانت العودة لأصول الصراع الطائفي والاجتهادي حلقة خطرة زعزعت السلم
الاجتماعي ، وحقق أهداف مهمة للإستراتيجية الأمريكية التي تحتل قواتها العراق ، كما حققت مزايا " لنزعات قيادية" لأطراف "دينية" وفي حين أن الأصولية الإسلامية " تمثل عودة إلى الأصول الأولى للإسلام بالنقاء الذي كانت عليه حين تنزل بها وحي السماء على "محمد بن عبد الله" صلى الله عليه وسلم محمد حسنين هيكل خريف الغضب " ، وقد كان هذا ممكناً في مصر ، فهي تنعم بتماسك بين مذاهبها .. أما في العراق فأن هذه "العودة" تعني بالون من المتفجرات يُعرض المجتمع لتقطيع أوصاله .لقد استخدمت كل الحكومات العراقية تقريباً نوع من السياسة المتوازنة في العلاقة بين الأطراف المذهبية ، وكانت في أفضل أوقاتها خلال فترة الحكم الجمهوري من 1958 1968 وكانت الأنظمة تدرك أن أي خلل في الموازنة تكون له نتائج وخيمة على وحدة الشعب العراقي ومفتاحاً" لتدخلات" أجنبية وإقليمية ، وكانت "الأنظمة" تعتمد التوجيه المعنوي والسياسي في نشر بعض ما يتلاءم مع سياستها بما يحقق الأمن والسلم الاجتماعي ، حتى سادت المجتمع الثقافة العربية الإسلامية المنفتحة وصار الجميع بأمان في ظل "بلداً إسلامي يعيش أبناؤه سنة وشيعة في حبٍ ووئام عشرات السنين خميس الربيعي حزمة ضوء جريدة الدستور 20 كانون الأول ديسمبر 2006 " لقد أسيئ للمقاومة ... و أسيئ لثقافة المقاومة من خلال هذا المجال الخطير الذي حول المقاومة إلى "مجاهد" بالمعنى الحرفي و ليس الشرعي أو الثقافي الوطني (و كذلك معنى "الجهاد" شرعاً ، ينصرف إلى ما هو اعم من الحرب و القتال و الصراع المسلح ليشمل كل سبل "الدعاء إلى دين الحق" و عندما ينصرف إلى القتال فأنه يختص بقتال من لا ذمة لهم من الكفار الإسلام و السيف الدكتور محمد عمارة )، و قد كان هذا الأمر "الإساءة للمقاومة" من المبررات التي جعلت الصراع العراقي العراقي .... اشد عنفاً من الصراع الوطني العراقي ضد الاحتلال و أدواته... أن استهداف أي شيعي في الطريق الواصل بين بغداد و كل من دمشق و عمان (الكيلو 160خصوصاً) يحول الأحداث الجارية في العراق لصالح فكرة الإبادة الصهيونية و بالتأكيد لصالح إستراتيجية الاحتلال ، كذلك فأن استهداف الأخوة السنة من قبل "الميليشيات" و ضرب مناطقهم بالهاونات و تهجيرهم .... لا يمكن أن يكون ردعاً لقوى "الإرهاب" و لا يمكن أن يكون نصرة لحق على الإطلاق "ولن يكون منهجاً لمقارعة الاحتلال "حتى عندما كان اليهود يمارسون مع الرسول خلقهم العريف و اللصيق ، و هو نقض العهود و خيانة المواثيق ، كان الوحي ينزل من السماء : فيما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسية ، يحرفون الكلم عن مواضعه و نسوا خطأ مما ذكروا به ، و لا تزال تطلع خائنة منهم الا قليلاً منهم ، فأعف عنهم و أصفح ، أن الله يحب المحسنين الإسلام و السيف محمد عمارة" و حينما يتساءل العراقيون و أخوانهم العرب عما يحدث "ما الذي حدث؟ ما الذي حول التراحم و التواد و التجانس و التقارب و التعايش و المشاركة ، إلى كل ذلك الحقد و كل ذلك الغِل ؟ إن ساعة صمت للمراجعة ، لحوار الذات كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح ، فليس هنالك من يريد أن يجرد الطرف الآخر من مزاياه و لا من هويته الوطنية ، و ليس هناك من يتمنى أن يرى أخاه طريداً مهمشاً مهاناً أبداً ، ما حصل من أفعال و ردود أفعال هي الواقع بالنتيجة من نتائج الاستقطابات الأجنبية و لدول الجوار ، و سلطات الاحتلال التي تحمل المسؤولية القانونية و الشرعية و الأخلاقية عن كل الجرائم التي حدثت " حليم الاعرجي الدستور 20كانون الأول 2006 مع الحقيقة.إن الثقافة الطائفية من ذبح و تهجير و تفخيخ كانت من نتائج لا يختلف اثنان على أنها وردت مع الاحتلال ، و لا ننكر على الإطلاق أن ذلك قد عزز "كنتيجة لهذه الثقافات الطائفية" لنوع من الإحباط قاد لرضوخ الناس لتلك الثقافات ، إلا أن فهم أسباب هذا الإحباط ضرورية "رغم تأخرها" و قد يكون هذا الفهم هو الاقتراب من وجدان الناس ، و من فهم تجارب التاريخ المعاصر في عالمنا القومي العربي بمواجهة مثل هذه الظروف ، فالانعزال الذي لا مبرر له هو الذي يقود للعكس و ذلك يعني "التقوقع نحو الصفر" أو الانتحار و لا بأس أن نذكر إن الإحباط نتيجة ضمنية لمسار الحكومة ، و سلوك قيادي الكتل في العملية السياسية و بعض رجال الدين المتطرفين ، الاحتلال ،الاقتصاد المتدهور ... و أن كل ما عداه من ميليشيات و مسلحين و فساد إداري و فوضى أمنية إنما هي ظواهر لذلك الذي ينحسر في "العملية السياسية" الخطيرة ، و السلبية في أكثر فقراتها. إن الطائفيين في الحكومة أو في المعارضة لا يسعون لمصالح طوائفهم إذا كانوا قد تخلوا عن مصالح الوطنية و القومية بل لمصالح ضيقة ... فالفريقين يرغبان بالتسييد على أبناء طوائفهم و تحقيق "أحلام" سوداء و ليست وردية باقتطاع جزء من جسد الوطن ليقيم عليها دويلة في منظومة الشرق الأوسط الجديد تابعاً للكيان الصهيوني ... همه أن تكون له سلالة "خديوية" عراقية جديدة على شاكلة "الخديوية" الخليجية .نظرة سريعة للبرلمان و الكتل النيابية يؤكد أن القوى التي (تحضره) أو أكثرها هي قوى "لجنة التنسيق و المتابعة لمؤتمر لندن" و التي عقدت آخر اجتماع لها تحت هذا الاسم في "اربيل عام 2003 و قبيل سقوط النظام و شكلت أربع عشرة لجنة و وضعت برامجها لإدارة الدولة مسيرة الحوار الوطني عادل عبد الرحيم المركز الوطني للتنمية الثقافية بغداد 30 آب 2006 " و لا نشك إطلاقاً بأن برامجها لإدارة الدولة هي التي تنفذ خصوصاً و أن المؤتمر جاء وفقاً "للتحول" في سياسة الحزب الجمهوري بعد "تفجيرات" نيويورك في 2001 "كما جاء في كراس مسيرة الحوار الوطني العراقي لعادل عبد الرحيم المصدر السابق" "من جراء هذا التحول هو إسقاط النظام في أفغانستان و التصميم أيضاً على إسقاط نظام صدام الاستبدادي و إقامة النظام الديمقراطي في العراق و السعي لإحداث تغيير و تبديل في وضع العراق السياسي و الاقتصادي و الثقافي و الاجتماعي"؟ و أن هذه القوى التي كانت خلفيتها مؤتمر لندن قد حملت في طياتها بذور فرقتها و تصادمها و لم يكن ذلك عن طريق الصدفة بالنسبة للولايات المتحدة و الحزب الجمهوري راعي هذا المؤتمر ، و راعي العملية السياسية في العراق ، خصوصاً و أنها "الولايات المتحدة" لا تتحاور مع أي طرف عراقي إلا كونه كردياً أو شيعياً أو سنياً "بدأت الإدارة الأمريكية الاتصالات مع أطراف عراقية سياسية عديدة كردية و شيعية وأخرى سنية نفس المصدر" إذاً ... كل هذا الضجيج يهدف لتقسيم البلاد نحو هذه الخارطة السياسية التي وضعها مؤتمر لندن تحت الإشراف الأمريكي المباشر ، و كنا نظن أن أحداث السنين الماضية سوف يحدث شكاً في أهمية هذه التقسيمات لدى" قادة" بعض الكتل ، إلا أن يطرح يومياً من البعض يؤكد استمرار "الالتزام" به . و إذا كان حقاً أن المصالحة الوطنية " تمثل نمطاً جديداً من التفكير السياسي الناضج و المستوعب لدروس التاريخ و خبرته ،و التفاعل مع حقائق الواقع" كما بين حميد مجيد موسى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي في بحثه حول مشروع المصالحة المقدم "للمؤتمر" فأن ذلك يعني التراجع عن المشروع الطائفي و ما يعنيه ذلك من بطلان كل ما ترتب على هذه الثقافة و السياسة في الميدان العملي و عدم الخوض في أسمائها بعد الآن.ولا بأس أن نلفت الانتباه مرات ومرات للخطاب الرسمي للأكراد الذي يصر على التقسيمات "والمكاسب" التي تحققت "للقادة" الأكراد ، وهي التي لا تزال تحكم حركاتهم وأقوالهم ، فهدف الانفصال عن العراق والترتيبات الجارية في كل الميادين لتحقيقه يستحوذ على المشاعر الكردية بالكامل ابتداءً من العمل للتحالفات الجديدة التي تنسجم مع بناء أقاليم .. إلى عقود النفط مع الشركات الأجنبية .. وأخيراً وليس أخراً فتح بعثات دبلوماسية في دول العالم .بعد طول صراع ، أستمر أعوام الاحتلال ، فأن نضال الأخوة المؤمنين بانتمائهم لعروبتهم لم يذهب سُدى ، فقد استطاعوا بقدرة الله رد الدعوة الشعوبية ضد انتماء العراق لأمته العربية وصدح من جديد صوت العروبة ، واضطر "الآخرون" لوضع عروبة العراق كأحد الثوابت الأساسية في مسألة المصالحة الوطنية " نؤكد أن العراق جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية ، ولا نقبل بأي نحو من الأنحاء رغبات الانفصال عن العروبة والإسلام بيان منظمة العمل الإسلامي حول مؤتمر المصالحة والحوار الوطني 16 / 12/ 2006 .قوى المقاومة للأحتلال والمعارضة للعملية السياسية وسلبياتها أن الطرف الأخر ، القوى المقاومة للاحتلال ( بكل أنواع المقاومة السياسية والعسكرية والثقافية والتربوية ) والمعارضة للعملية السياسية ، فأن ضعف هذا الطرف .. في التشرذم بين أحزابه وحركاته وقياداته ، ولا بأس أن نضع الأصبع على الجرح الأكثر خطراً ، وهو الانغماس في المستنقع القذر .. مستنقع الطائفية ، وهو ليس إلا فخاً أو شركاً "للمغفلين" نصبته إدارة الاحتلال .. والذين يجب أن تتعافى من شرورهم حركتنا الوطنية ، فقيادات الحركة الوطنية العراقية يجب أن تفهم ، أنها لا يمكن أن تستوعب الفكر الطائفي ، أو تنغمس فيه ، أو حتى تظهر على اتجاهاتها وثقافاتها وحوارها ومناهجها ومفاهيمها وأسلوبها ، ميولاً نحو طائفة ٍدون أخرى ، إلا فيما يقود نحو تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز المعركة التاريخية التي يجب أن تحشد كل الإمكانيات لانجاز نصرٌ حاسم فيها .. نصراً للمبادئ والقيم ، ويحافظ على ثقافتنا الوطنية القومية الإسلامية .أن أي عزل أو تقوقع داخل حدود الطائفة ، أو المنطقة ، أو العشيرة يفقد هذه الحركة أهم عناصر قوتها ، ويضيع جهدها ويعرض جهد الوطنين الآخرين للخسارة ، وفي عكس ذلك تتمكن الحركة الوطنية أن تستقطب أطرافاً متعددة من المترددين ، ومن المعارضة السلبية ، ومن الصامتين ، بل ربما حتى من "المتورطين" .لقد حاول كثيرون أن يركبوا موجة المقاومة والمعارضة من الأطراف الطائفية والمصلحية من الذين لم يجدوا لهم مكاناً في "المؤسسات" والأجهزة "الحكومية" ، بما فيهم من الذين سبق لهم أن سلطوا سيوفهم وأقلامهم وألسنتهم لذبح شعبنا بين منافقٍ للمحتلين وحاقدٍ على عروبة العراق وغاضبٍ على القومية العربية وقياداتها التاريخية !! وعليه يجب الانتباه لفرض شرطاً لمنع هؤلاء من اختراق الحركة الوطنية والوصول لمراكز القيادة فيها .بعض الأعلأم له دورٌ سلبي يلعب الإعلام دوراً مهماً في تأجيج ونشر ثقافة غير وطنية في العموم ، ولا تواجه حملة التأجيج هذه الاقلةً من الوسائل الإعلامية التي تلتزم بمبادئ الصدق والحرص على مصالح الشعب العراقي والأمة العربية .ففي مجال الفضائيات التي زاد عددها بشكل ملفت ، فان القنوات العراقية الملتزمة بالمنهج غير الطائفي وغير المحرض على الفتنة تبدوا ضئيلة . وقد أضطر للإشارة لقناتين مهمتين في هذا المجال وهي "البغدادية" التي تتمسك بسياسة إعلامية يشعر المتابع لها انطلاقها من ثقافة وطنية وإصلاحية ، وكذلك قناة الشرقية صاحبة الإمكانيات الواسعة ، وهناك المزيد من الفضائيات والقنوات المهتمة بنشر دعاوي وآراء تقود في أكثر الأحيان لتأجيج الاحتقان الطائفي .أما القنوات العربية فان مصطلحات الشيعي والسني تتداولها القنوات الفضائية العربية لم يسبق له مثيل ، وذلك يجر المستمع والمتكلم معاً للاصطفاف في جانب معين ضد الآخر ، وعلى العموم فان القنوات العربية التي تنحى جانباً من هذا الموضوع هي السورية والليبية والسودانية . إن على الإعلام العربي أن لا يعبر عن فكر متزمت اتجاه إخوانهم العرب من أبناء الطوائف الأخرى ، و أن لا يكونوا منابر تخدم الغرض الامبريالي والصهيوني بعلم أو بغيره .إن قادة الإعلام .. هم قادة الحقيقة التي تؤدي للعلم والمعرفة التي يعني وجودهما .. غياب الجهل والانقياد الأعمى للأفكار الهدامة والشعوبية . مسيرة التعليم إلى أين ؟لا يشك عاقلان على أن مسيرة التعليم المدرسي والجامعي والمهني .. كلها .. دلائل تنامي قدرة الأمة وعظمتها خصوصاً و "إننا نعيش في عصر تسوده نظرية التعليم المستمر فالتطور العلمي ، يتسارع بصورة انقلابية كل يوم احمد بهاء الدين افتتاحية مجلة العربي حزيران يونيو 1978 " ولكن الهجوم الهائل الذي تتعرض له دور العلم من مدارس ومعاهد وجامعات ، والتصفية التي يتعرض لها
"قادة" العملية العلمية من أساتذة وعلماء ومدرسين ومعلمين وطلبة أيضاً "اغتيل العديد من الطلبة بسبب عدم الامتثال للأوامر الصادرة من البعض على ترك دراستهم وكان آخر ما علمته وسمعته اختطاف ثلاث طالبات جامعيات من الجامعة المستنصرية والاعتداء عليهن ثم قتلهن واستشهادهن " ، وقد بلغت هذه الهجمة ذروتها بمداهمة احد أهم كبريات المؤسسات العلمية "دائرة البعثات والعلاقات الدولية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي " التي تقع في وسط بغداد وعلى مقربة من وزارة الداخلية واختطاف ما لا يقل عن "120" من موظفيها ومديريها وأساتذتها ومراجعيها ، وقُُتل أثر ذلك عدد كبير وأطلق سراح البعض ولا يزال الغموض بشأن البقية !؟ ولا ينحو الفساد الإداري بالأجهزة العلمية جانباً والذي ساهم في أنجاز الكثير من السلبيات ومن التلاعب في القبول وفي تدقيق ومراقبة الامتحانات العامة ، وفي القبول بالجامعات ، وقد شكى الكثير من الطلاب وأهاليهم من عمليات بيع أسئلة الامتحانات ومن عمليات الرشا التي تنتشر في الكثير من مراكز ومدارس التعليم .و تم بشكل مذهل العودة لسياسة النعليم أيام"الحكم الملكي في العراق" الذي مضى على زواله ما يقارب الخمسين عاماً"الذي تميز بمحاربة العلم والطلبة والهيئة التعليمية "تشديد الحصار الفكري الذي حاولت السلطة القائمة آنذاك فرضه على عقول الأساتذة والمعلمين والطلاب على السواء بغية عزلهم عما يجري في مجتمعهم وإبعادهم عن المساهمة في أي عمل يعزز حركة التحرر القومي سياسة التعليم في العهد البائد نجيب محي الدين مجلة المثقف كانون الأول 1958"وقد مارست لجان التصحيح "من غير المتخصصين" في الامتحانات العامة للطلبة في المراحل المنتهية ظلماً شديداً ، كما كانت نتائج القبول في الجامعات تعتمد المحسوبية والطائفية والحزبية ، كما قل الاهتمام بالفروع العلمية، وألغي في كثير من الجامعات التعليم المسائي كما رُفِعت أجوره مقارنة ومقاربة بأجور الجامعات الأهلية . ناهيك عن أن الدراسة الجامعية لم تنتظم لحد اليوم ونحن في نهاية عام 2006 . ولإدارة الاحتلال بما تملكه من إستراتيجية "شرق أوسطية" رؤيا خاصة للتعليم والعملية التربوية بما يؤثر سلباً على الثقافة الوطنية القومية للأمة "وقد شهد هذا المنحى تطويراً كبيراً وخطيراً مع طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي هو طبعة أمريكية مطورة للمشروع السابق وفيه تركيز شديد على التدخل في الشؤون العربية الإسلامية في الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية كافة ، وتوجه تحت تغيير البنى الثقافية والتربوية والقيم التي بنيت عليها ، ومشروع نحو اللغة العربية يهدف إلى أضعافها التقرير الفكري لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي طرابلس 20005" ، ولا نشك على الإطلاق شموله بتطوير جديد بعد كتابة النص السابق لمعالجة ظاهرة المقاومة العراقية ، واللبنانية بعد حرب لبنان فتغيرت تسميتها إلى الشرق الأوسط الجديد . ومن جراء الفوضى الأمنية ، ووجود "منظمات" مشبوهة مرتبطة باستخبارات دول تعادي تطلع أبناء العراق نحو بناء تقدم حضاري و علمي يتلاءم مع تاريخ أبناء هذا الوطن وهذه الأمة ، فقد اغتيل العديد من الأساتذة من أصحاب الدرجات العلمية المتقدمة ، وفر الكثير منهم لكثير من البلدان حرصاً على حياتهم ، مما ترك آثراً سلبياً على الحياة التربوية في العراق . ولا يخفى على أحد أن "من المسلم به أن رأس حربة التغيير الجذري في هذه المجالات وقاعدته المتينة هو الفكر والإبداع والعلم ، وما تؤدي إليه من ذلك التربية والمناهج والجامعات والبحوث العلمية نفس المصدر السابق" بغداد العروبة 27 كانون أول ديسمبر 2006 عن رأي حركة القوميين العرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.