هذه زاوية خاصة، تفتتحها جريدة أسيف، ليطل عبرها قراؤها، ويتعرفوا على مجموعة من الأسماء، التي بصمت على مسار رياضي رفيع المستوى، إن على مستوى اللعب أو على مستوى التدريب، أسماء جابت كل ملاعب الوطن، وتعدت الحدود، منها ما زال مرتبطا بالمجال، ومنها ما انقطع مكرها عنه وفي حلقه غصة...من لم يساير الدفاع الحسني الجديدي خلال سنوات السبعينات وبداية الثمانينات لن يعرف اللاعب والجناح الأيمن الخطير الذي كان يزرع الرعب في الجهة اليمنى كلها، ومن لم يشاهد إحدى مبارياته لن يقف على المستوى الذي كان يظهر به إلى جانب كل من صديقيه شيشا وكريمو وإلى جانب كل من المصطفيين، يغشى وأبهج والمدافعين الحسنيين وبابا واسبانيا، أيام خوال كانت فيها الدفاع الحسني الجديدي تخيف أعتى الفرق الوطنية، وكانت تسجل في كل المباريات وبالأربعة والثلاثة وبلا حساب، وجدناه جالسا يرتشف قهوة الصباح في مقهاه المفضلة منذ أن أحيل على التقاعد الطوعي، واستطعنا أن نفرض عليه هذا الحوار القصير، إنه اللاعب والمدرب عبد الله بن بيي، تابعوه معنا..................................................................................................................... أسيف: كنت من بين أحسن اللاعبين سنوات السبعينات، كيف التحقت بالدفاع الحسني الجديدي؟ ككل اللاعبين المغاربة بدأت اللعب بفرق الأحياء بللا زهرة، وكنا نلعب ضمن بطولة لفرق الأحياء وانضممت إلى فريق المولودية وسني لا يتجاوز خمسة عشرة، ولم يكن السن في هذه البطولة محددا، كان بوكري رحمه الله يشرف على فريقي الفتيان والشبان بالدفاع الحسني الجديدي، وتم ضمي وكذا اللاعب الشريف والدزاز وعكادي، إلى فريق الفتيان لعبت معهم سنة واحدة والتحقت للعب مع الشبان منذ سنة 1969، إلا أن المدرب ديدي ألحقني للعب مع الكبار وأنا لا زلت شابا، حيث لعبت سنتين مع الكبار ببطاقة الشبان، ومنذ ذلك الوقت وأنا ألعب ضمن الفريق الأول للدفاع إلى غاية موسم 1985، حيث اقتنعت بضرورة التوقف عن اللعب بمحض رغبتي وإرادتي، وتجدر الإشارة إلى أنني لعبت مع المنتخب الوطني المدرسي سنة 1974 بالجزائر ولعبت ضمن المنتخب الوطني حرف ب والذي كان يتهيأ لبطولة إفريقيا سنة 1976 تحت إشراف ماردريسكو وبلحسن مدير المعهد الوطني آنذاك، ولكن هاجس الحصول على الكفاءة المهنية والخوف من ضياع المستقبل جعلني أنسحب من المشاركة مع هذا الفريق... أسيف: لعبت في وقت كانت الدفاع الحسني الجديدي تصول وتجول، ولكنكم لم تحققوا ألقابا لا مستوى البطولة ولا على مستوى الكأس، ما السبب في ذلك؟ فعلا كانت الدفاع منذ سنة 1970 إلى حدود سنة 1977 من الفرق التي يحسب لها ألف حساب، وما عدا نهاية كأس العرش الخالدة ضد الرجاء، لم نحقق أية نتيجة تذكر، وأستطيع القول أننا ضعينا العديد من البطولات بفعل أخطاء بسيطة، حيث كنا نسيطر على البطولة باحتلالنا للصف الأول طيلة الموسم ونجد أنفسنا في نهاية المطاف بدون لقب، كما أن المسييرين مع احترامي الشديد لهم لم تكن لهم طموحات كبرى وكان همهم الأول والأخير الحفاظ على مكانة الفريق والبحث عن سيولة لأداء منح المباريات وواجبات التحكيم وغيرها من المصاريف... أسيف: بعد توقفك عن اللعب خضت تجربة التدريب، هل استفدت من تداريب وتكوينات تقنية؟ بالفعل بعد اعتزالي كرة القدم كلاعب، انخرطت في مجال التدريب، وشاركت في عدة ملتقيات كان أهمها التدريب الذي أشرف عليه الخبير الألماني شنيتغر وشاركت إلى جانب العديد من المدربين الحاليين ومنهم امحمد فاخر وعبد الرحمان السليماني وأتوفر على شهادة التدريب من الدرجة الثانية والتي تخول لي تدريب فرق المجموعة الوطنية الأولى والثانية، وعلى المستوى التطبيقي دربت فتيان الدفاع الحسني الجديدي منذ موسم 1987، ومنهم رضا وعقران وأسمار ودلال والذين استطاعوا تحقيق الصعود خلال موسم 92/93 والعودة إلى فرق الصفوة، وأشرفت في مرات عديدة، على مختلف الفئات بالدفاع الحسني الجديدي، كانت آخر تجربة لي معهم خلال السنة الماضية، حيث انطلقنا من لاشيء وحصلنا على الرتبة السادسة، وكل مرة كنت انسحب لاختلاف وجهات النظر مع المسييرين والذين لا يعطون أهمية كبرى للفئات الصغرى والتي تعتبر الرافد الأساسي والضامن الوحيد لتواجد أي فريق بالبطولة والكأس.. أسيف: انطلاقا من تجربتك الكبيرة في اللعب والتدريب والتصاقك بالرياضة، بحكم مهنتك كأستاذ للتربية البدنية، ما هي معيقات انطلاق الدفاع الحسني الجديدي من جديد؟ من اكبر المعيقات إهمال الفئات الصغرى، فالمسير عادة لا يهمه من النادي سوى الفريق الأول، متناسيا أن أهم ركيزة هي الفئات الصغرى وهذه كانت أهم نقط الخلاف بيني وبين المسؤولين ومنذ مدة، فغير معقول أن لا يوفر المسييرون للفتيان والشبان الأحذية والجوارب وواقيات الساق والكرات والملاعب ووسائل النقل والتغذية، فمصاريف الفتيان والشبان لن تتجاوز 10 ملايين، ولو تم استثمارها على الوجه الأحسن، لحصل الفريق في كل سنة على أربعة أو خمسة لاعبين متميزين ولما احتاج إلى تطعيم الفريق في بداية كل بطولة بعشرة وعشرين لاعبا لا يصلح منها إلا ثلاثة أو أربعة في أحسن الأحوال، والعبرة من السنة الماضية، حيث تم جلب العديد من اللاعبين منهم من لم يلعب قط، ومنهم من لم يسجل ولو إصابة واحدة، رغم انه يلعب في الهجوم، هذه هي معيقات انطلاق الفريق كما كان ينطلق... أسيف: تم مؤخرا تجديد مكتب جمعية قدامي الدفاع الحسني الجديدي، ولاحظ الجميع غيابك إلى جانب بعض اللاعبين الآخرين، ما السبب في ذلك؟ خلال السنة الماضية عندما جددنا المكتب الحالي برئاسة عبد الكريم الشركي، كنا قد وضعنا تصورا جديدا يقضي بالتعامل مع الدفاع الحسني الجديدي من باب إسداء خدمات له ولفئاته الصغرى وجلسنا مع المكتب المسير واتفقنا على تسطير برنامج، مع الآسف لم يتم احترامه، نحن كمؤطرين وكلاعبين قدامي كنا نرغب في تذليل الصعوبات، والعمل إلى جانب الفريق الجديدي، من أجل خلق سياسة جديدة مبنية على العمل الجاد والعلمي ولكننا وجدنا صعوبات جمة، وأتمنى أن ينجح الإخوة، في المكتب الحالي للجمعية، فيما فشل فيه السابقون، مع العلم أننا على اتصال دائم ببعضنا البعض...بطاقة تقنية:تاريخ الازدياد 1952 بالجديدةحصل على الباكالوريا سنة 1972.تخرج من المركز التربوي الجهوي بعين السبع سن1974.التحق للعب مع فريق الدفاع الحسني الجديدي سنة 1969.لعب للمنتخب الوطني المدرسي سنة 1974.لعب ضمن المنتخب الوطني حرف ب سنة 1974.اعتزل اللعب سنة 1985.حاصل على دبلوم الدرجة الثانية.درب فئات الدفاع الحسني الجديدي.عمل أستاذا للتربية البدنية.تقاعد طوعا سنة 2004 .