إختيار اللاعبين كان بناء على معطيات والدفاع يقض المضجع أريد تنظيما جماعيا في الدفاع لتغطية الضعف لدي قناعة بأننا سنفوز وليس مسموحا لنا أن نستسلم بداخل مكتب نادي الفتح الرباطي، وحتى في بهوه العام، بدت حركة غير عادية لرجالات الفتح الفنيين واللاعبين بتساؤلات كبيرة طرقت باب المدير التقني حسن مومن في كل دقيقة، لدرجة أن الرجل تلقى العديد من المطارق والحاجات المفروض فيها أن تكون جاهزة بالدقيقة والساعة· وقتها تساءلت جديا كيف للرجل أن يكون مديرا تقنيا بمطارق متسلسلة، كما هو ناخب وطني ومسؤول عام عن المنتخب المغربي· لهذه الأسباب، قدمت إلى حسن مومن من أجل كشف أقوى اللحظات المنتظرة من الرأي العام لمعرفة الحيثيات وكل التفاصيل الهامة بالمنتخب المغربي واللائحة النهائية، وجسور جديد التواصل وتراكمات الماضي المقفولة· إلى كل هذه الخيوط، إقرأوا ما لم تقرأونه في أول حوار إنفرادي ومطول مع حسن مومن المنتخب: رمضان مبارك حسن مومن· مومن: رمضان مبارك سعيد أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين باليمن والبركات· المنتخب: بداية·· حددتم بشكل نهائي لائحة الأسود لمواجهة الطوغو، هل كان الإختيار مضبوطا؟ مومن: بصراحة، كان واقع الإختيار النهائي صعبا وشائكا أملته عدة ظروف خاصة، أبرزها نوع المجموعة، ما هي إمكانياتها، وأي الأطراف أكثر إستعدادا، وعن طريقها سيظهر لك كيفية توظيفها وفق الشاكلة، وثانيا كيفية توظيف أحسن العناصر في وقت واحد وبشكل كامل، ثم هل ستكون إكراهات أخرى ستحول دون توظيف كل العناصر المتكاملة، هذا فضلا عن قراءة المباراة من خلال التغييرات المطروحة·· طبعا تبقى هذه الأمور في شكل معطيات مقبولة دون أن ننسى ما يمكن أن يفرضه الخصم، وكيف ستواجه في لحظة معينة تعرفها جميعا في مرحلة حرجة بظروف طقوس رمضان، والمناخ، ومواجهة الخصم بأرضه، ولا من قيمة النتيجة المحددة لمسار الإقصائيات· المنتخب: كاستنتاج عام ما هي الصعوبات التي واجهتكم في تحديد اللائحة، وتحت أي إكراهات إخترتم الأسماء؟ مومن: الإكراهات الأولى التي يعرفها الجميع هي مرحلة الإستعدادات العامة لكل الفرق الأوروبية أو كل الدول التي انطلقت بها البطولات أو التي إستهلت إنطلاقتها أو منها ما سينطلق الأسبوع الماضي، ما يعني أن هناك تفاوتا زمنيا في التحضيرات لدى اللاعبين، أما الإكراهات الثانية فتتعلق بالأسماء المصابة والتي تشكل حجر الأساس بالمنتخب، وأبرزها خط الدفاع الذي يعرف إصابة قادوري وبصير وحتى وادو بنسبة 80%، فضلا عن إكراه إضافي يتعلق بالبدائل الأخرى والتي هي في أولى المباريات الرسمية عدا جمال العليوي الذي يعتبر أكبر الجاهزين بالدفاع لتنافسيته الدائمة (7 مباريات)· على مستوى الهجوم أيضا تحثم علينا الإكراهات أن لا نختار كل اللاعبين أي (8 مهاجمين) دفعة واحدة، بل نختار القدر الكافي وفق تصوراتنا وجاهزيتهم أيضا، وحسابيا يصعب أن تختار جميع القناصة، ولكن الحاجة تفرض ذلك مثل الشماخ والحمداوي وبنجلون والعلاوي، فضلا عن تصورات إضافية مطروحة في أدوار هؤلاء، لكن في الأطراف، مع الأسف كنا نأمل أن يكون أبوشروان في الجهة اليسرى، لكن إصابته منعته من الحضور، وتبقى بدائل بوصوفة وحجي وزمامة مهمة في الأجنحة، وحتى تاعرابت الذي يمتاز بمهارات عالية يمكنه أن يعطي الإضافة وقت الضرورة· المنتخب: ما نعرفه أن تاعرابت يغالي في الفرديات ويهدر الفرص أكثر من أن يحظى بثقة الجماعة؟ مومن: سنعالج هذا الأمر تدريجيا رغم أن اللاعب بثقة الشباب يراهن على تأكيد الذات، لكن اللعب الفردي لا يعطي أكله إلا بحدود معينة، ونحن نحاول أن نوظف كل إبداع فردي لخدمة الأداء الجماعي· المنتخب: الغريب في الأمر أن منتخبا مغربيا يملك خط وسط وهجوم رفيعين لدرجة الحيرة في الإختيار مقارنة مع دفاع يخيف، أنتم الآن في مخاض عسير لتحصيل تكامل شامل بين هذا الثلاثي؟ مومن: لا أختلف معك في هذا التصور، والظرفية الحالية تحتم عليك أن تختار الأفراد بناء على المعطيات الجاهزة، صحيح أن هناك عدم توازن بين كل الحظوظ سيما في الدفاع مقارنة مع الوسط والهجوم لتواجد وفرة عددية وبدائل جد مهمة، وبحسبة فنية ستجد أن الدفاع غير جاهز في التنافسية أمثال أولحاج ومهدوفي لتأخر انطلاق البطولة، وكذا عصام عدوة الذي يلعب كاحتياطي من دون دخول رسمي (أي بدقائق اللعب)، ثم المهدي بنعطية الذي غاب عن كل مباريات فريقه كليرمون فوت بصفر مقابلة، وأمين الرباطي بصفر مباراة، ثم إصابة وادو بنسبة 80% ، فقط العليوي هو الأقوى في الدفاع على مستوى الجاهزية·· ولذلك حتى عند محاصرتنا للبطولة من أجل إختيار أفضل المدافعين، وجدنا الأفضل منهم قد تجاوز سن 34 سنة·· وهي نقط ستدفعنا للخروج بأقل المجازفات عند بناء الدفاع، وستدفعنا مستقبلا لعدم السقوط في هذه الأخطاء على مستوى الخصاص الذي تعانيه كرة القدم عامة، والمراكز بصفة خاصة، وأعتقد أن هذا الأمر هو موضوع جانبي يتعلق بالتخطيط على الأمدين المتوسط والبعيد·· أتصور أننا إجتهدنا في ضبط الإختيار للوصول إلى أفضل تشكيل بشري لمباراة الطوغو، وثانيا محاولة ترميم الصفوف بالعمل الجماعي لتغطية الضعف الحاصل، أي أن يكون التنظيم الجماعي في الدفاع نقطة قوة تغطي جانب الفرديات الضعيفة، علما أن الخط الدفاعي هو جديد بميزة حضور بنعطية وعدوة كخلف· المنتخب: خط الوسط باختياراته النهائية حسب قراءة المباراة خارج الأرض، هل يقنع وفق تصوركم؟ مومن: هو ما توصلنا إلى ضبطه بالشكل اللائق، هو تصور ينبني على أنها مباراة خارج الأرض وفق طقوس معينة، كما هو اختيار واقعي لرجال المرحلة القادرين حتى على تغطية الفراغ أو النقص الدفاعي، إذ لو فكرنا جيدا في الخط الدفاعي فسنه صغير مقارنة مع خبرة الوسط، ومباراة الطوغو المقروءة تلزمنا بتحضير توابل مهمة لتناغم الدفاع يزيد وسط إرتداد قوي بحسب إمكانيات ومؤهلات اللاعبين الفكرية وتطبيق التعليمات لمحاصرة قوة هجوم الخصم الطوغولي، ما يعني أن الضرورة تفرض إستحضار خطوط متوازنة بحسب توظيف الرجال، أي بمناعة الدفاع ثم إستغلال قوة خط الهجوم· المنتخب: القراءات الخاصة بالوسط ربما لها وصفات معينة حسب توظيف الإرتداد والبناء الهجومي، هل تعتبر أن الإختيارات كانت واقعية؟ مومن: ما هو حاضر أن القاعدة تطرح رجال وسط الإرتداد والبناء الهجومي، بين سفري كرجل وسط إرتداد دفاعي وخرجة وحتى الأحمدي، وقس على ذلك وزنهم التكويني على مستوى البناء الهجومي من معطى الأحمدي وخرجة وزمامة وعادل هرماش، لكن ما آل إليه الإختيار الأخير هو استدعاء الحمداني بدل عادل هرماش الذي يلعب أيضا وسط إرتداد مثلما كان يلعب سابقا دور البناء الهجومي، لكن الضرورة فرضت علينا اختيار الحمداني لتكوينه في الملاعب خارج الأرض وأكثر حضورا من هرماش كأفضل رجل إرتداد، بينما فضلنا الحمداني لأدائه البنائي الرفيع كما أنه رجل يفكر في الخلق الهجومي عن طريق الثنائيات، وقس على ذلك حتى وصفات بوصوفة وحجي والزاييري وتاعرابت في الأطراف لها موازينها الخاصة· المنتخب: ما نعرفه أيضا أن قناعاتكم الخاصة بلاعبي الأطراف تطرح إستفهامات في تراكم الأدوار باليمين مقارنة مع قلتها باليسار؟ مومن: لن يكون هناك مشكل في هذا الجانب، لأن نظام اللعب سيفرض عليك إختيار الوجوه التي ستلعب في الطرفين الأيمن والأيسر، وبإمكان حجي وجواد أن يلعبا في اليسار مثلما يلعبا في اليمين إلى جانب بوصوفة، وحتى بوصوفة له من الإمكانيات ما يجعله يتحول إلى رجل ذي أقنعة يمينية ويسارية، وزد عليهم حتى تاعرابت، لذلك فمشكل الأطراف غير وراد شريطة أن يكون الجميع بألف خير ومن دون إصابة· المنتخب: أي مقاربة نهائية توصلتم بها بعد تحديد اللائحة؟ مومن: المقاربة هي أن تختار أولا 18 لاعبا بداية من حارسين وخمسة مدافعين وستة رجال وسط وخمسة مهاجمين تقيس عليهم خيوطا قوية للمواجهة، فضلا عن أربعة لاعبين إضافيين·· لكن في المباراة لن نخرج عن 16 لاعبا بتعدد الأدوار أي بحارسين معروفين هما نادر المياغري وفكروش ومدافعين في الدفاع الأيمن هما العليوي وعودة، وفي اليسار مهدوفي ثم عدوة أو الرباطي، ما يعني أن هناك تعددا وازنا في الأدوار على مستوى كل المراكز الدفاعية والوسطية وحتى الهجوم، والوجوه الأكثر جاهزية نفسيا ومعنويا هي التي ستكون حاضرة في المباراة· المنتخب: في الجانب الدفاعي هناك سؤال جوهري يتعلق باختيار أمين الرباطي الخارج عن تغطية المنافسة أو بدون فريق؟ مومن: حالة الرباطي درسناها لأكثر من ساعتين، ولم نجد حلا للمشكلة أصلا لأن البدائل غير موجودة، وحتى وادو قد لا يشارك في المباراة المقبلة، وعلى كل فالرباطي لم يفسخ عقده بعد مع الوحدة الإماراتي، وسيلعب أول مباراة قبل أن يدخل التربص، والأمر أيضا ينطبق على أولحاج ومهدوفي ما دامت البطولة انطلقت نهاية الأسبوع الأخير· المنتخب: ما نعرفه أيضا أن مدافعا صاعدا في قيمة إسماعيل واجغو لم تعط له فرصته؟ مومن: سيكون من ضمن أولوياتنا المقبلة، مادام أن هناك خصاصا، سأقابله لاحقاو وصدقني أننا الآن في موقف حرج، لأنه ليس لدينا أربعة مدافعين جاهزين عدا العليوي·· لقد أبرزت لكم الإكراهات التي نواجهها بسبب الأعطاب وبسبب نقص التنافسية· المنتخب: هل لديكم تصور مستقبلي لمعالجة قضية قابول وغيره؟ مومن: ليس يونس قابول وحده من يستأثر بإهتماماتنا، بل حتى عادل رامي يدخل هذا الإتجاه، ومثله في ذلك المدافع الصاعد نعيم أعراب المحترف باليونان وإسماعيل العيساتي وإسماعيل واجغو·· وغيرهم<· المنتخب: هو مشكل خطير أصلا في البطولة الوطنية التي تنعدم فيها إمكانية إيجاد خلف قوي في كل الأدوار الفارغة بالمنتخب الوطني؟ مومن: لكي نقلع أصلا، هناك عمل كبير ينتظر الأندية لتفريخ الأجيال، كما أنه من اللازم خلق منتخب محلي مواكب للتنافسية الودية كما كان ذلك مطروحا في الأزمنة السابقة بتحضيراته المرحلية والشهرية حتى يتعود لاعبوه على الدولية والخبرة ويكون بالتالي جاهزا للمنتخب الأول، ومن غير المنطقي أن تختار لاعبا محليا بالمنتخب ولا يملك أي مباراة دولية في رجله كما يقال، وأعتقد أنها مغامرة حمقاء· المنتخب: أول مباراة لكم كطاقم رباعي كانت أمام الكونغو، ماذا ترك لك ذاك المحك من إستنتاجات ذاتية وموضوعية؟ مومن: خلصنا إلى قراءتين قبل وبعد التربص حول محيط المنتخب، هو أن الفريق يمر بمرحلة صعبة، يحصد نتائج غير محمودة وهنا تذمر فردي، وهدفنا كان هو فتح نقاش مع اللاعبين والتجاوب معهم، وخلق جسر المصالحة مع الذات، وتذويب الإختلافات في الرأي والتفكير، وتبين لدى مناقشة اللاعبين أن هناك شجاعة كبيرة لتذويب كل شيء، وظهر جليا الفكر الإحترافي لدى الكل، كما تبين بجلاء أنهم يغلبون جانب المصلحة الجماعية على الفردية، وتغليب روح المسؤولية فوق كل اعتبار·· وفي الجانب التقني كنا أمام عامل أساسي، هو تأكيد الروح الجماعية من خلال إعطاء الفرصة للكل دون النظر للنتيجة، أي بخلق التعايش والإنسجام والإلتئام حتى داخل الرقعة ومع الجماهير·· طبعا كانت لدينا قراءات فنية خاصة أبرزها التفكير الجماعي للاعبين وحب القميص والنشيد الوطني، وثانيها عودة الروح للاعبين من خلال حركة سفري التضامنية مع خطأ وادو لتذويب خلاف الطرفين الماضي، ما يعني أن صفحة جديدة فتحت بالواضح قبل وبعد المباراة، وأعتقد أن ما كان يهمنا جميعا هو إسترجاع الثقة بالنفس وبالمحيط والإيمان بالحظوظ القادمة وأبرزها مباراة الطوغو· المنتخب: هل يشعر اللاعبون بقيمة المباريات الحاسمة التي يقبلون عليها؟ مومن: لا أنكر أنه منذ لقائنا الأول، شعرت وقرأت في عيون اللاعبين نوعا من الفتور والإنتظار، لكن بعد مرور اليومين الأولين، تغيرت الأمور، واستعجل اللاعبون الإنتفاضة لأنهم كانوا معنيين بالنتائج السلبية السابقة، كما برز لديهم إيمان قوي بتغيير الوجه الحقيقي، ونحن كطرف ثاني قبلنا الدخول معهم في نفس القطار بتجاوب كبير من خلال قبولنا بتحدي المعركة كطاقم لم يكن طرفا في نتائج الماضي· لي اليقين أنه بغض النظر عن الإكراهات والإصابات، سيقدم الفريق الوطني روحا هلامية في مبارياته الثلاث القادمة· المنتخب: طيب، ماذا وضعتم كإستراتيجية لمعرفة أدق التفاصيل عن خصمكم المقبل الطوغو؟ مومن: هناك ضرورة إستراتيجية لقراءة هوامش المباراة لتلافي الوقوع في الأخطاء، سواء من جانب اللاعبين أو من جانبنا كتقنيين، إذ نحتاج حتما للتركيز وللصبر لنربح أي مباراة، ولا يفقد اللاعب سلاحه طيلة المباراة لأن الطوغو هو بنفس وضعية المغرب، والذي سيفقد الصبر والثقة بالمجموعة فسيخسر، ونحن واعون بأدق الجزئيات والتفاصيل· المنتخب: كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إعتزال الحمداوي، هل هذا صحيح؟ مومن: قطعا·· لا·· هناك قراءتان، أولاها أن الحمداوي كان أكثر تذمرا من غيره، فقد اختار الفريق الوطني وكله أمل أن يقدم شيئا كبيرا له، وإحباطه كان كبيرا لأنه كان يطمح لأن يكون لامعا مع المنتخب كما هو الحال مع ألكمار وميوله كان وما زال كبيرا مع المغرب، وتذمر لأنه لم يعط ما كان ينتظر منه، وبالفعل مر الحمداوي بمرحلة تأمل وتفكير ليس لدرجة إشهار الإعتزال كما تدوول، وبالتالي فالحمداوي رجل مؤمن ومسلم، وفهم في نهاية المطاف أنه إجتاز لحظة قدرت عليه أن تكون، وفهم أيضا أنه قادم بوجه مخالف لتأكيد حظوظ المغرب· المنتخب: لننتقل إلى الأهم وهي قراءة الخصم·· تدركون طبعا أن الفوز أكثر ضرورة حتى من التعادل، وتدركون أن الفوز بالطوغو هو صعب بدرجة مستحيل، هل أنتم قادرون على تحقيق الفوز، هل تعرفون خصمكم جيدا؟ مومن: هناك قراءتان·· أولهما قراءة فريقي كيف استعد؟ وما هي نقط قوته؟ وكيف سنوجهه لأن يكون الأقوى؟ والقراءة الثانية هي للخصم أجزئها في ثلاث محطات، أولها حضوره خارج الميدان بمجموعة غير متكاملة، وثانيها حضوره داخل ميدانه وبمجموعة ستكون متكاملة، وثالثها حضوره في ملعب محايد، وبالقراءات الثلاث يتبين أن الطوغو فريق غير مستقر في نتائجه، وفريق يمكن أن يلعب الهجوم كليا مع ترك مساحات فارغة يمكن إستغلالها، كما أن قوته تتأسس على مهاجمه أديبايور ووراءه شريف توري ماماه، وأولفادي أديكامبي، والجهة اليمنى تتحرك أكثر من اليسرى، لذلك تبقى قراءتنا الخاصة نابعة من كيفية إستعدادنا لإستغلال الظرفية الحالية للخصم، سواء من ناحية علاقة المدرب بلاعبيه، ثم مدى عودة أو غياب اللاعبين الرافضين للمدرب بناء على قناعة الرجل أديبايور الذي يزن كل شيء في الفريق، وكل هذه الأمور يجب أن نأخذها بحذر لا بثقة مفرطة·· ما يبقى أساسيا هو كيف مواجهة الخصم وتحت أي ظروف مناخية، وكيف سنتعامل مع طقوس رمضان، علما بأن المباراة ستلعب في الثالثة والنصف عشية واحترام مشاعر واختيارات لاعب لطقوس صيامه، ثم تأتي لمستنا الأخيرة بناء على ما سيكون عليه منتخب الطوغو، هل سيحضر بعناصره الأساسية أو بغيرها، ثم كيف سنلعب مباراتنا من بدايتها إلى نهايتها، وبأية قراءات منهجية لزمن المباراة وبالأسلحة الفنية المطروحة، وكيفية تعامل الخصم مع وسائله الفنية·· لذلك أضع كل هذه المؤشرات في الأجندة، ويصعب جدا أن تطرح هذه الأمور من الآن·· فقط ما أطرحه هو البحث عن العنصر الأكثر إستعدادا للنزال، وثانيا البحث عن المجموعة المتكاملة، وثالثا البحث عن الأوراق السرية للمنتخب الطوغولي بما فيها كافة الإحتياطات، وكيف يفكر وكيف يطمح من أجل أن يفوز·· عموما علينا أن نستعد لكل الإحتمالات· المنتخب: من خلال التقرير المفصل للناصري وهيفتي الموفدين إلى الطوغو، هل توصلتم بنقطة هامة بين الإيجاب والسلب؟ مومن: الأشياء الثابتة لدينا هو أن تعامل الطوغو بدا إيجابيا، ولكن في نفس الوقت يوجب بعض الحذر، وبالنسبة للطقس سيكون الجو معتدلا بحسب التقرير، فهو لا حار ولا بارد·· ويمكننا أن نتوقع تغييرا في ذلك، لكن ما جرى الحديث عنه على مستوى الإقامة بالفندق على أعلى مستوى، فقد شعرنا بتغيير الموقف واللهجة من الطوغوليين لإستفادتهم من الفندق الممتاز، وهو ما أشر على بداية الحرب النفسية، لكن ما يهمنا هو أن نكون جاهزين لأي شيء أثناء وصولنا سواء في الإقامة أو خلال التداريب، كما يجب علينا أن نواجه جميع العراقيل للدفاع عن كامل حظوظنا، وفي نظري يجب علينا أن نسافر مهيئين لأي تصدع أو طارئ، وفي حال ما إذا وجدنا ظروفا مريحة سنكون سعداء، لكن من الواجب علينا أن نتوقع الصعوبات على أرض الواقع· المنتخب: أعتقد أن دوركم الرئيسي في تنبيه كل المحترفين رغم أنهم متعودون أساسا على الحروب والضغوط النفسية خارج الأرض؟ مومن: هذا ما أريد إيصاله بشكل عام، فأنا أريد من الذين خبروا الأدغال الإفريقية أن يساعدوا غيرهم على الإستئناس بها، تحضرني هنا حالة بوصوفة الذي لم يلعب ولو لقاء واحد بأدغال إفريقيا، ما يعني أن بوصوفة عليه أن يكون جاهزا للحدث، كما يمكن أن ننتظر ردة فعله كيف سيتعامل مع الطقوس الإفريقية؟ وكيف سيلعب؟ وما سيتأكد أصلا، هو أن نصل بألف خير، ونتكيف مع الأجواء، لذلك يجب علينا أن نفكر في جميع الإحتمالات، وليس من حقنا بعد المباراة أن نختلق مبررات لأي إخفاق تقني· المنتخب: هل من الصعب أن تفوز بالطوغو؟ مومن: كرة القدم هي مجال سهل وصعب في نفس الآن، وما أحبذه أصلا هو أن نكون جاهزبن مائة بالمائة مع ضرورة الإحتياط، لكن الأقوى عندي هو أن نتهيأ قبل المباراة لكي نفوز، كرة القدم تلعب في 90 دقيقة ويجب أن نقرأ جيدا هذا الزمن، ما يسبقه أيضا ،وثانيا يجب الدفاع عن حظوظنا بقراءة كل شيء·· والله يكون معانا·· المنتخب: أنتم الآن بمثابة كومندو تقني يتجانس مع كومندو اللاعبين داخل الرقعة،· هل تدركون قيمة هذا الشعار رغم أنكم رجال طوارئ؟ مومن: قوة الكومندو التقنية في نظري هي أن نكون أكثر تماسكا وتجاوبا وأكثر إيمانا بحظوظنا وأكثر عقلانية في تهييء المنتخب الوطني، وهذا الحضور يراه اللاعبون أصلا في الخطاب والحوار المسبق، قلت لهم أننا جميعا في مركب واحد ولنا مسؤولية مشتركة، وقوتنا ستزيد بسرعة كبيرة، لكن شتاتنا لن يؤدي إلا للكارثة، لا أنكر أنني أشعر بقدرة اللاعبين على التحدي وبخاصة في مباراة الطوغو كمفتاح أولي للمباريات القادمة، كما لدي قناعة بأننا سنسير في الإتجاه الصحيح شريطة تقوية الصفوف وتقديم صورة ملحمية في المباراة من أجل الفوز، لإن الإقصائيات تمر، لكن المباريات تسجل أمام إنتظارات الشعب، وليس مسموحا لنا أن نحط السلاح بطريقة لا تشرف المغرب، أتمنى أن تكون قناعاتنا منسجمة مع قناعات اللاعبين· المنتخب: هل أنتم منسجمون كتركيبة رباعية؟ مومن: الحمد لله، نحن منسجمون لأبعد حد ومختلفون فيما يعطي للقوة للقرار الذي نتطلع باستمرار لأن يكون قرارا يصب في مصلحة الفريق من دون خلفيات ومن دون تصلب في الرأي·· الكل راض عن قيمته وفكره ورأيه، وأعتقد أنه حان الوقت للإنتقال من الفكر الفردي إلى الفكر الجماعي بمثل ما وصلت إليه إمبراطوريات كرة القدم، أي بطاقم كبير على أعلى درجة من الإحترافية، والفريق الوطني يفرض علينا أن نتوحد في الإختلاف· المنتخب: هل سيكون الربان الرباعي حاضرا بمحض القانون داخل دكة البدلاء؟ مومن: الإتحاد الدولي لا يؤكد على الأشخاص، بل على عدد الأشخاص في دكة البدلاء، أي دون الصفة المحددة، ما ينتظرنا هو كيف سنتواصل مع اللاعبين، وكيفية إستيقاء أبرز المعلومات الخاصة بهم، قبل تحديد اللائحة النهائية، وكيف سنتابعهم في الحصص التدريبية، طبعا الأمر الصعب هو داخل المباراة، من سيقود المباراة، وكيف سنتواصل جميعا في لحظات المباراة، ونوعية الأخطاء التي يمكن أن نقع فيها، وهو ما أشرت إليه بالكومندو التواصلي والفكري وكلنا جميعا بمن فيهم مدرب الحراس ومدرب اللياقة البدنية مستعدون للأخذ برأي الآخرين، ومرحبا بالإستشارة· المنتخب: المباراة ستلعب عشية بطقوس رمضانية، أي موقف إتخذتموه إزاء آراء العلماء حول جواز إفطار اللاعبين؟ مومن: إذا كان هناك شعب كبير يتعامل مع طقوس رمضان فهو المغرب، وأعتقد أن الأمر يتعلق بفتاوي العلماء والطاقم الطبي، ولكن بدرجة كبيرة أقول عنها أنها هي من قناعة اللاعب إن كان مستعدا للعالِم والطبيب، أو سيعمل بقناعته الخاصة، أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن نصل إلى المباراة بقناعات راسخة والحل الصائب لصالحنا· المنتخب: في ظل المشاكل المطروحة على مستوى الطيران هل رتبتم جيدا للرحلة؟ مومن: ما هو مؤكد أن المسؤولين وعلى رأسهم السيد علي الفاسي الفهري لا يغفلون إطلاقا مثل هذه النقط الجوهرية، وأكيد ستأخذ جميع الإحتياطات اللازمة تماما كما حصل لنا مؤخرا عندما تعذر على جمال السلامي التوجه إلى البرتغال لمتابعة مباراة الطوغو وأنغولا لإضراب ربابنة الطيران، وضاعت علينا المعلومات الخاصة بالمباراة، وهو حريص على أن يؤمن لنا جميعا أفضل الأجواء لنحضر مباراة الطوغو متحررين من أي ضغوط خارجية· المنتخب: أخيرا، أنت رجل بمطرقتين، مطرقة المنتخب ومطرقة الفتح، كيف توفق بين الطرفين؟ مومن: هي مسألة تنظيمية لا غير، لكل محطاته وزمنه وتوقيته، فالمنتخب له أولوياته وأجندته وتحضيراته، مثلما هو الأمر حاضر أيضا مع الفتح الرياضي، طبعا كان هناك ضغط قوي خلال الأيام الأخيرة من الجانبين سواء على مستوى تحديد اللائحة النهائية للمنتخب وأجندة التربص، أو على مستوى الإشتغال مع الفتح لإنهاء محطات تحضيراته وانتداباته الجديدة كمرحلة صعبة، إلى جانب العديد من الأمور التقنية واللوجيستيكية· المنتخب: نهاية الحوار، أرجو أن لا تكون منزعجا من ركام الأسئلة؟ مومن: بالعكس أنا رجل محاور ومنفتح على كل الإخوة الإعلاميين، وأشكركم على هذا السخاء الكبير مع خالص تقديري لجريدة المنتخب الرائدة·