" عبد المالك أبرون " اسم طفا على السطح خلال السنوات الأربع الأخيرة بشكل كبير، بعدما بدأ اسمه يتحول من عالم التجارة إلى ملاعب الرياضة، حيث تختلط في هذه الأخيرة جميع العوالم بما فيها التجارة والسياسة، المدني والعسكري ... فمن يكون عبد المالك أبرون ؟ ولد عبد المالك أبرون سنة 1959، وهو ينحدر من قبيلة بني حزمار التابعة لقيادة بني قريش إقليمتطوان، لا تعرف مصادر ثرواته التي تبقى تتخبط بين الشائعات التي تطلقها هذه الجهة أو تلك، إما بسبب العداوة مع الرجل أو كحقيقة تائهة. "" لكن يبقى الحدث البارز في مسار حياته هو استفادته من عفو ملكي سنة 1996 عندما تم ضبطه في تهرب ضريبي بميناء الدارالبيضاء، وهي السنة التي شهدت حملة التطهير التي قادها وزير الداخلية القوي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني إدريس البصري، حيث عرفت سقوط أسماء بارزة في عالم الذهب الأخضر أمثال المخلوفي، احميدو الديب، رشيد التمسماني، الدرقاوي وغيرهم. إلى حدود سنة 2002 لم يكن اسم عبد المالك معروفا لدى عامة الناس، ولم تكن شركة فيزيون نور عبر علامتها التجارية المعروفة بها كولد فيزيون نور معروفة أيضا، إلا أن مؤسسته التي ستحتضن أو تبتلع على الوجه الصحيح الفريق التطواني لاحقا، ستفتح صالات عرض بشكل كبير على المستوى الوطني ابتداء من سنة 2003 وهي السنة التي عرفت سقوط بارون المخدرات منير الرماش. مباشرة بعد ذلك، ستبدأ أولى محاولات عبد المالك وباقي أفراد أسرة آل أبرون للتغلغل داخل المجال الرياضي التطواني، مما يطرح أكثر من علامة استفهام عن سبب اختياره لهذا القطاع بالضبط عبر الفريق الأول للمدينة؛ هل بسبب حبه للعبة الأكثر شعبية في العالم مما دفعه لمساندة الفريق الأول بتطوان ؟ أم بسبب محاولته تقليص ميزانية إشهار الشركة والاستفادة مما تتيحها لعبة كرة القدم في هذا المضمار وهو ما يجعل الهاجس الاقتصادي البحث وراء دخوله غمار الرياضة؟ أم أن للرجل طموحات أخرى لا يعرفها إلا الله ؟؟؟ هذا الملف يأتي لإلقاء الضوء على مسيرة المغرب التطواني تحت إدارة التسيير لآل أبرون، كيف بدأ تغلغلهم داخل سراديب القلعة التطوانية ؟ علاقتهم بالمنتخبين ورجال السلطة؟ وفي النهاية ماذا استفاد الفريق الأول بالمدينة وماذا خسر ؟ بدايات الظهور الرياضي لآل أبرون كانت البدايات الأولى لظهور أبرون في المشهد الرياضي منذ أربع سنوات حيث كان الفريق الأول بالمدينة يحاول استعادة أمجاده الغابرة في بطولة القسم الثاني من اجل العودة لقسم الأضواء. ليدخل في تلك الأثناء عبد المالك أبرون على الخط مقدما دعما حقيقيا من خلال احتضان شركته فيزيون نور للفريق، ليتعدى ذلك بكونه مجرد مساهم في عودة النادي للقسم الأول من خلال المنح المالية والإغراءات التي كانت تقدم للاعبين للفوز بالمباريات وحضوره المكثف معهم أثناء اللقاءات الأخيرة، ومنها المباراة التي جمعت الفريق التطواني بهلال الناظور خلال موسم 2005-2006، والتي حسمت بشكل نهائي في أمر الصعود إلى قسم الأضواء. رئاسة الفريق والطموحات القادمة لم يقف طموح عبد المالك أبرون عند حد دعم الفريق والبقاء في الواجهة الخلفية كسائر المساهمين، فكان لابد من اتخاذ خطوة جريئة وقفزة عالية توصله لدواليب تسيير الفريق التطواني وتلبية طموحاته التي خطط لها بدهاء، ليبدأ مسلسل شد الحبل بينه وبين الرئيس السابق( محمد الناصر)، حيث بدأت مؤسسة فيزيون نور تعلن عن عدم رغبتها في دعم الفريق متهمة مكتب الناصر بانعدام الشفافية، إلا أن بعض العارفين بخبايا الأمور أكدوا على أن ذلك لم يكن سوى ورقة ضغط لانسحاب الرئيس السابق من الرئاسة، فلم تفلح تلك الضغوطات خاصة مع البداية الموفقة للفريق في البطولة وحصده من خلالها على سبع نقاط من أصل ثلاث مباريات، وهو ما ساهم في خلق الثقة داخل صفوف المكتب المسير وعشاق الفريق، لكن ذلك لم ينل من عزيمة عبد المالك أبرون في سعيه لرئاسة الفريق. ليتعرض الرئيس( محمد الناصر) لاعتداء في أحد مقاهي مرتيل في غمرة الانتصارات التي يحققها الفريق، والتي ربما كانت رسالة جادة وصريحة لدعوته للانسحاب، إضافة إلى أن احد أعمدة الفريق لعب دور المختلق للبلبلة والمشاكل وتحريض اللاعبين ضد المكتب المسير، وبدأ أبرون يضغط بورقة المجلس الجهوي للحسابات للدخول على الخط وكشف ما يجري داخل دهاليز ميزانية الفريق إبان تلك الفقرة، خصوصا أمام مساهمته المالية. ليبدأ الفريق في حصد النتائج السلبية وإرغام محمد الناصر على تقديم استقالته. ليجد بذلك الباب مفتوحا على مصراعيه للدخول إلى نادي المغرب التطواني مقدما نفسه كمنقذ للفريق من المشاكل التي يتخبط فيها، وجعل ماله ووقته في خدمته، كما صرح في العديد من المناسبات، بل شبه المغرب التطواني بفريق الأحياء الذي يلعب بالقسم الأول بسبب الوضعية المتردية التي كان يعيشها، إلا أن القانون الأساسي للجمعية لم يكن يسمح له برئاسة الفريق باعتباره لم يكمل سنتين كمنخرط بالنادي الشيء جعله يترأس لجنة مؤقتة إلى حين عقد الجمع العام، كما أنه لم يقم خلال تلك الفترة بتغيير تركيبة المكتب المسير السابق واحتفظ بكافة العناصر باستثناء أمين المال، قبل أن يعمد إلى تغيير جذري وتدريجي داخل تركيبة المكتب، ولم تستثنى من ذلك حتى كاتبة الجمعية. ولتوطيد مكانته وكسب ثقة الجماهير عمل على جلب أكثر من لاعب خلال مرحلة الانتقالات الشتوية وبمبالغ خيالية إلا أن اغلب اللاعبين المجلوبين لم يكونوا في مستوى تلك المبالغ المرصودة لهم، حيث لم تعرف نتائج الفريق أي تحسن واستمر في التخبط في النتائج السلبية ليكون القرار الحاسم هو إبعاد المدرب يوسف لمريني ومسلسل الاتهامات والاتهامات المضادة بينه وبين الرئيس المنتدب وصلت حد المواجهة على أثير الإذاعة والصحافة قبل أن تم تسوية الأمر معه عبر مبلغ مالي كبير ظل طي الكتمان مما يبرز بشكل كبير غياب الشفافية التي كثيرا ما طالب بها عبد المالك المكتب السابق، لينتهي الفريق محافظا على مكانته بالقسم الأول بشق الأنفس. المرحلة التالية بطعم آخر المرحلة الثانية عرفت سياسة خاصة للرئيس عبد المالك أبرون انطلاقا من الجمع العام الذي أعطاه صلاحية تشكيل المكتب، فتم إبعاد غالبية أعضاء المكتب السابق ليحيط نفسه بأقرب مقربيه بدءا من العائلة ومرورا بالصداقة وبعض مستخدمي شركة كولدفيزيون، ومن بين تلك الأسماء : محمد أشرف أبرون- الرئيس المنتدب – إبن الرئيس. عبد العزيز الخنيفري- النائب الأول للرئيس : صهر الرئيس. يوسف الزنان- مستشار بالمكتب- معلم. مصطفى الخراز- مسؤول البروتوكولات بالنادي- مقيم سابق بالديار البلجيكية وجار الرئيس. عماد أبرون – رئيس الفئات الصغرى- إبن الرئيس. وهكذا قدم الرئيس للجميع مشروعا رياضيا يتمثل في تحويل المغرب التطواني من مجرد فريق بسيط إلى نادي يسير بطريقة احترافية على طريقة الشركات الكبرى، هذا البرنامج وهذه الرؤى المستقبلية كان لابد من أن تسوق للجماهير التطوانية ومن ثم للفعاليات الاقتصادية بهدف جلب الدعم المالي للفريق وربط علاقات جديدة مع رجال أعمال جدد، فعمل أبرون بعد استتباب الأمر له إلى رفع قيمة الانخراط إلى عشرة آلاف درهم سنويا لقطع الطريق أمام المنافسة على دواليب التسيير من الغير مرغوب فيه، وظلت أغلب أسماء المنخرطين تتأرجح بين أفراد عائلته ومستخدمي شركته وبعض معارفه وقلة من الغيورين. كما عمل على استقطاب الصحافة الوطنية بالخصوص، حيث أصبحت تطوان قبلة لمختلف المنابر الإعلامية المتخصصة والغير المتخصصة، وعملوا على إجراء حوارات مطولة مع الرئيس والرئيس المنتدب وتقديم برامجه وخططه المستقبلية والمرور بالفريق من مرحلة التسيير الهوائي والعشوائي لمرحلة التسيير الاحترافي على النموذج الأوروبي حتى وصل الأمر إلى حد تشبيهه بأبراموفيتش المغرب وناديه بتشلسي، نظرا للإمكانيات المادية التي رصدت له، وبطبيعة الحال لم يكن هدف أغلب الصحافيين الوقوف على حقائق التسيير بالمغرب التطواني بقدر ما كان هدفهم نيل رضا الرئيس وإعلانات شركته التي غزت معظم الجرائد الوطنية، أما على الصعيد المحلي فقد عمل على استقطاب بعض صحفيي المدينة في المرحلة الأولى قبل أن يتم التخلي عنهم، والتعاقد مع مجموعة جديدة دشنت أولى عملها بانطلاق مجلة المغرب التطواني الناطقة باسم الفريق وفئاته والتي رأى فيها بعض المحللين على أنها لم تكن مجلة لتقريب الجماهير التطوانية من أخبار فريقها بل مجلة إشهارية للمكتب المسير ومنتجات مجموعة أبرون التجارية تحت وصاية شركة الرئيس المنتدب محمد أبرون كوميماج، بل وصل الأمر حد تخطيها مجال كرة القدم وقيامها بتغطية لبعض الأنشطة كالفروسية ومهرجان تطوان السينمائي ... وهو ما جعلها تفقد ذلك الصيت الذي اكتسبته في البداية ويكون مآلها التوقف في فترة سابقة. كما تم خلق لجنة للإعلام من أجل التواصل مع الصحافة لكن عملها كان محدودا ومقيدا ببعض الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، وظل الإطار الذي تشتغل فيه هو تقديم الورقة التقنية لرجال الإعلام بمنصة الصحافة والتحضير للندوات الصحفية التي تلي المباريات، حيث كان الخبر الخاص بالفريق وكل ما يتعلق به من تعاقدات مع اللاعبين والمدربين والاستغناء عنهم مقتصرا على الرئيس المنتدب الذي نصب نفسه ناطقا رسميا باسم الفريق ساحبا البساط للجنة الإعلام التي توقف عملها خلال بداية الموسم الحالي مع ظهور خلافات مالية مع بعض أعضائها قبل أن يتم تسويتها لاحقا واللجوء مجددا لبعض الصحفيين السابقين للإشراف على لجنة الإعلام من جديد. كسب عبد المالك بذلك علاقات عديدة مع رجال الصحافة والإعلام محليا ووطنيا وظلوا – في أغلبهم – يكررون خطبه، ولم تتجرئ أغلبها في انتقاد تسييره أو حتى طرح تساؤل عن علاقة شركة فيزيون نور بالفريق التي اكتسحت جميع المساحات الإشهارية بالملعب والمطويات الخاصة وأقمصة اللاعبين ... وهو ما جعل الشركة بذلك تستفيد من إشهار بثمن بخس على حساب فريق عريق بمجموعة النخبة. مع العلم أنه مباشرة بعد دخول عبد الملك أبرون على خط تسيير الفريق حتى أنهى عقدة الإشتراك في اللوحات الإشهارية على المستوى الوطني، وهو ما جعله يستفيد من تقليص كبير في مصاريف الإشهار وعمل في مقابل ذلك بضخ دعم هزيل بحساب النادي أمام ما جناه من استحواذه على سوق الإشهار بجمعية المغرب أتلتيك تطوان. كما دخلت بعد ذلك شركة الإبن المنتدب محمد أبرون المسماة كوميماج المجال الرياضي عن طريق استفادتها من أغلب صفقات الإشهار الخاصة بالفريق دون إعلانات السمسرة وفتحها أمام باب المنافسة، واستفادت بذلك من مبالغ مالية لا يعلمها إلا الله والراسخون في تسيير فريق العائلة ... ليظل الرئيس الأب يشتكي أمام الميكروفونات والمنابر الإعلامية من قلة الدعم من طرف الجهات الرسمية والمقاولات الاقتصادية، في حين تشهد تقارير الجموع العامة أن ما استفاد منه الفريق من دعم الجهات الرسمية والمقاولات الاقتصادية خلال فترة رئاسته يعد الأعلى. المجموعة الوطنية من أجل ترسيخ الوجود الخطوات السالفة الذكر لم تكن كافية لكي يرسخ الرئيس مكانه على رأس الفريق ويدعم علاقته مع رؤساء الأندية الوطنية والمكتب الجامعي الذي يوجد على رأسه الجنرال حسني بن سليمان الرئيس الشرفي للفريق العسكري، فكان لابد من القيام بمجموعة من التحصينات الخارجية، حيث بدأ الطموح يكبر باستغلال الجمع العام للمجموعة الوطنية وتجديد الثلث لكي يضع آل أبرون قدمهم داخل مكتبها حيث عملوا على عقد تحالفات كان أبرزها مع داهية الخميسات محمد الكرتيلي الذي هيأ لهم كل الظروف لدخول الرئيس المنتدب أشرف أبرون للمجموعة الوطنية، والذي يعتبر خرقا للقانون لأنه لا يسمح بدخول المجموعة الوطنية للأفراد الذين لم يتموا سنتين متتاليتين في ميدان التسيير، ويكون بذلك عضوا داخل لجنة التسويق والإشهار ليظهر ذلك بشكل جلي أن عالم الإشهار هو الأسباب التي دفعت آل أبرون إلى التسيير. وقد خلف ولوجهم مكتب المجموعة الوطنية الدخول في حرب مع الوداد البيضاوي وبعض أندية البيضاء الذين رأوا أن ذلك تم بتواطئ مع بعض الجهات بهدف إبعاد الوداد عن المجموعة لتقوية حلف الرباط ضد خصمه الدارالبيضاء، وقد كان لهذا الحادث تبعات كان أبرزها الأحداث التي عرفها ملعب البشير بالمحمدية بمناسبة مقابلة الوداد ضد المغرب التطواني التي جرت دون جمهور، والمواجهات التي شابتها بين مكتبي الفريقين، وسياسة شد الحبل بينهما ليصل الأمر إلى تقديم الطعن والاحتجاجات لدى الجامعة والاتهامات المتبادلة بينهما عبر وسائل الإعلام قبل أن يتنازل المغرب التطواني عن شكواه لحاجة في نفس يعقوب، وإنهاء هذه الخلافات بفتح صفحة جديدة بينهما عبر اتفاقية شراكة لم تفعل وظلت مجرد حبر على ورق. علاقة المغرب التطواني برئيس اتحاد الخميسات كانت ومازالت محط استفسارات وتساؤلات داخل المدينة وخارجها في ظل الزيارات المتكررة للكرتيلي لتطوان بمناسبة أو بغيرها، وهو ما دفع بالعديد من المهتمين بالشأن الرياضي المحلي إلى تفسير ذلك بكون هذا الشخص له يد في العديد من قرارات المكتب بل ورسم سياسته وعلاقته ببعض المسؤولين الوطنيين خاصة في ظل الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس أبرون خلال الجمع العام الأخير لأعضاء المجموعة الوطنية والتي رأى فيها بعض المحللين على أنها كانت بتحريض من الرئيس الزموري لتصفية حساباته مع بعض أعضاء المجموعة الوطنية ورئيسها، إلا أن هذه الانتقادات وإن كانت في محلها لم تفتح على الفريق التطواني سوى نيران بعض الأشخاص المسخرين لذلك، حيث تم حرمان المدرب الفرنسي نوفو من رخصة التدريب في المغرب وتحميل الفريق خسارة مالية جديدة دون أن يتم الفصح عنها واعتبرت رد الصاع على تصريحات رئيس المغرب التطواني عبد الملك ابرون ضد أوزال. كما جرت تصريحاته تلك الغير محسوبة العواقب، خسارة كبيرة للفريق بعدما أصدرت المجموعة الوطنية قرار بإغلاق ملعب سانية الرمل قصد إصلاح أرضيته والتأخر بشكل شبه عمد في انتهاء الأشغال، فاضطر الفريق التطواني إلى إجراء لقاءاته بملعب مرشان بطنجة محملة إياه بذلك خسارة كبرى، وهو ما جعل الرئيس الأب يلوح بالتهديد بالاستقالة لتأليب الشارع التطواني، كما دست شائعات وأخبار بأن الجامعة لا تريد للفريق التطواني التواجد بمجموعة النخبة. ليأتي بعد ذلك الفرج عبر تقديم المغرب التطواني للقرابين عبارة عن لاعبين هما المناصفي وقبلي للفريق العسكري لنيل رضا المسؤولين بالجامعة. ويرى بعض المتتبعين على أن طموح آل أبرون في تعزيز مكانتهم تجاوز الحدود الوطنية نحو الجانب الأوروبي وبالخصوص مع الإسبان. وسرعان ما ظهر ذلك حيث قام المكتب بعقد عدة اتصالات مع مسؤولي فريق أتلتك مدريد لتقوية علاقات الشراكة بين الناديين وتم إقناعهم بفتح مدرسة كروية. ومن أجل كسب ثقة المدريديين كان لابد من زرعها بتأسيس جمعية العربي بنمبارك لمحبي وأنصار أتلتك مدريدبتطوان، وكالعادة لم تخرج رئاسة الجمعية عن صهر الرئيس عبد العزيز الخنيفري حتى تبقى أوراق اللعبة في يد آل أبرون، وقد كانت الاتفاقيات الرياضية غطاءا ساترا للاتفاقيات التجارية كما أشيع حينها حيث حضر الوفد الإسباني لمدينة تطوان مدعوما ببعض رجال الأعمال، وقام بزيارة لمقر شركة فيزيون نور بموازاة تدشين مدرسة أتلتيك مدريدبتطوان بطريق سبتة جماعة الملاليين . صفقات المكتب والحقيقة الضائعة يعتبر ملف الصفقات الأكثر غموضا داخل دهاليز التسيير بالمغرب التطواني بشقيه الإشهاري والتقني، حيث طرحت العلاقة بين نادي المغرب التطواني وشركة كوميماج التي يديرها نجل الرئيس محمد أشرف أبرون أكثر من علامة استفهام وخصوصا استفادتها من أغلب الصفقات الخاصة بالنادي كما ذكر سابقا، أما على المستوى التقني فقد أثبتت الكثير من صفقات اللاعبين عن فشلها الذريع، وخصوصا اللاعبين الذين تم جلبهم مؤخرا من أوروبا حيث لم تعرف قيمة تلك الصفقات ولا المسؤول عن إتمامها. ورغم رحيل جل اللاعبين إلا أن ميزانية الفريق لم تتأثر جراء ذلك لتطرح معها أكثر من علامة استفهام، هذا ناهيك عن صفقات المدربين والتي لا تعرف قيمتها ولا الأجر المخصص لمعظمهم الذين أشرفوا على تدريب الفريق إلى حدود الآن. كما انه لا يتم الإعلان عن مبالغ فسخ العقد بالتراضي كما حصل مع جميع المدربين اللذين أشرفوا على تدريب الفريق إبان فترة رئاسته من طرف آل أبرون، ليبقى الباب مفتوحا لتأويلات الإعلام والجماهير التطوانية. كما لا يجب أن ننسى أن الوعاء العقاري سواء الذي بني فوقه ملعب التداريب أو المقترح كمشروع مدرسة بشراكة مع المدريديين لا زال في وضعية غير سلمية لوجود نزاع عقاري كبير لدى المحكمة الابتدائية بتطوان بين الدولة والخواص، وأن صاحب التفويت المتمثل في مكتب التعاونية الفلاحية الحسنية لا يحق لها القيام بأي شكل من أشكال التفويتات وذلك طبقا للظهير الشريف الصادر في سنة 1972، حيث عرضت إحدى الجرائد الوطنية لشكاية مجموعة من الفلاحين حول استفادة جمعية المغرب التطواني منها والمسؤول عن تفويتها، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الطريقة التي تم بها التفويت الذي هو عبارة عن اتفاقية، وموقع مندوبية وزارة الفلاحة بتطوان منها، نفس الشيء ينطبق على إدارة الفريق التي بنيت فوق أرض جماعية – ملعب سانية الرمل – بثمن باهض كلف ميزانية الفريق 375 مليون سنتيم، وهو ما يطرح انعدام الرؤى لدى الفريق ومسيريه من حيث خلق إدارة وهياكل للفريق في وضعية سليمة .. أبرون وعلاقته بالسلطة والمنتخبين يرى الكثير من المتتبعين على أن علاقة عبد المالك أبرون بالسلطة المحلية بتطوان تميزت بين المد والجزر، حيث عرفت في مناسبات عديدة توترات باتهام رئيس المغرب التطواني رجال الأمن بالسماح لعدد كبير من الجماهير بالولوج مجانا للمدرجات، مما تسبب ذلك في الكثير من الفوضى وتحميل المكتب المسؤولية للسلطات الأمنية عن ذلك أثناء لقاء المغرب التطواني والجيش الملكي.وكادت الأمور أن تتطور للأسوأ في علاقة السلطة برئيس الفريق بسبب الخرجات التي كان يقوم بها هذا الأخير قبل وبعد المباريات بطوفانه حول الملعب وتلويحه بيديه للجماهير. دخول عبد المالك أبرون غمار التسيير الرياضي ودغدغته مشاعر الجماهير التطوانية خلق تخوفا لدى منتخبي المنطقة من تصاعد شعبية الرجل أمام قرب للانتخابات البرلمانية للسابع من شتنبر 2007. مما جعل البعض منهم يدخل في علاقة صداقة وشراكة في الحضور الشبه الدوري بملعب سانية الرمل لمعاينة مباريات الفريق، بينما دخل البعض الآخر وعلى رأسهم رشيد الطالبي العلمي في مواجهة شبه مباشرة مع آل أبرون تخوفا من أي مفاجآت عبر خلق إشاعات على عزم عبد المالك أبرون الترشح للانتخابات البرلمانية والذي لم يحصل مما جعله يخلط أوراق السياسيين بالمدينة أو الدفع بالعديد من أتباعه داخل صفوف المنخرطين بالجمعية لتتوج العلاقة بينهما بحضور أبرون الأب المهرجان الخطابي لحزب الحمامة. إنها صورة مبسطة عن مسيرة آل أبرون في دواليب التسيير الرياضي، منتظرين ما قد ستحمله الأيام، الشهور والسنوات من مفاجآت قد تكشف المستور، وما خفي كان أعظم. ملف من إعداد طاقم تحرير جريدة كواليس [email protected]