خطا الحزب الاشتراكي العمالي، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز والذي يملك أكبر كتلة في البرلمان الإسباني، خطوة مهمة لنزع فتيل الأزمة مع شريكه في الائتلاف الحكومي تحالف "بوديموس"، بعد أن توصل الطرفان لصيغة تُمكن هذا الأخير من تمرير قرار برلماني يعلن دعم جهود الأممالمتحدة في الصحراء ويدعو للالتزام بقراراتها، مقابل اعتماد صيغة لا تتحدث عن "الاستفتاء" أو "تقرير المصير"، وهو المقترح الذي سيتم التصويت عليه في اليوم نفسه الذي يُتوقع أن يتوجه فيه سانشيز إلى الرباط. وتمكن الحزب الاشتراكي العمالي وتحالف "بوديموس"، اليوم الاثنين، من إيجاد صيغة توافقية قد تمثل طوق النجاة للائتلاف الحكومي، والذي شهد انقساما واضحا إثر رسالة سانشيز إلى الملك محمد السادس، المُعلَن عن مضامينها بتاريخ 18 مارس 2022، والتي أكد فيها دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الصحراء، ما دفع شركاءه المنتمين إلى اليسار الراديكالي لإعلان رفضهم هذه الخطوة والتحرك من أجل إصدار موقف برلماني يدعم "استفتاء تقرير المصير". وأكد هيكتور غوميز، المتحدث باسم الحزب العمالي الاشتراكي بمجلس النواب وجود توافق بين أحزاب الائتلاف الحكومي من أجل التصويت للصيغة التي ستُقدمها كتلة "بوديموس" معتبرا أنها تتماشى مع ما دافعت عنه الحكومة والحزب دائما، ويتعلق الأمر بتفويض حل قضية الصحراء إلى الأممالمتحدة والشرعية الدولية، وهو ما يعني أن ال PSOE سيُسهل على شريكه الحصول على أغلبية الأصوات خلال التصويت المقرر أن يجري يوم السبت المقبل. وأوضحت تقارير إسبانية أن الاتفاق بين الطرفين كان هو الوصول إلى صيغة وسطى، حيث جرى حذف عبارتي "دعم الاستفتاء" و"الحق في تقرير المصير"، على أن تتضمن الصيغة دعما لجهود الأممالمتحدة والمبعوث الشخصي لأمينها العام ولبعثة "اليمنورسو"، وكذا احتراما للقرارات الأممية، وهو ما يرى الحزب الحاكم أنه لا يتعارض والموقف المعبر عنه مؤخرا من سانشيز في رسالته للعاهل المغربي، والتي أشار فيها أيضا إلى دعم مدريد للمسار الأممي. ويأتي طرح هذا الموضوع في وقت حساس للغاية، فمناقشة الصيغة النهائية ستجري يوم الأربعاء على أن يتم التصويت يوم الخميس، أي في الوقت الذي يُفترض أن يكون فيه سانشيز في المغرب للقاء بالملك محمد السادس، وهي الرحلة التي يعول عليها رئيس الوزراء الإسباني لطي صفحة الخلاف الطويل مع الرباط بشكل نهائي، وحسم مجموعة من الملفات الشائكة على غرار عدة نشاط النقل البحري بين البلدين وفتح الحدود البرية لمدينتي سبتة ومليلية.