واجه وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، اليوم الثلاثاء أمام البرلمان، منتقدي قرار الحكومة دعم المقترح المغربي القاضي بمنح أقاليم الصحراء الحكم الذاتي لحل النزاع الذي عمر لما يقارب 5 عقود، حيث وجه انتقادات حادة إلى أحزاب المعارضة وأيضا إلى شركاء الحزب الاشتراكي العمالي في الائتلاف الحكومي، موردا أن موقف بيدرو سانشيز سبقه إليه رؤساء وزراء آخرون من اليسار ومن الحزب الشعبي، فيما وصف المحتجين بأنه أشخاص "لا يتقنون إلا الكلام". وأمام مجلس الشيوخ، وجد ألباريس نفسه محاطا بمجموعة من الأسئلة المنتقدة للخطوة المغربية، كما لقي أعضاء يمثلون أحزاب أقصى اليسار، بما فيها حزب "بوديموس - نستطيع" وحزب "إثكييردا أونيدا – اليسار الموحد"، المشاركين في الائتلاف الحكومي، وهم يحملون أعلام جبهة "البوليساريو" عليها رسائل دعم لهذه الأخيرة، غير أن وزير الخارجية الإسباني أصر على موقف بلاده الجديد، والذي رأى فيه مساهمة في حل مشكلة طالت ل46 سنة. وقال ألباريس إن المقترح المغربي حظي في السابق بدعم من حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، ثم من حكومة ماريانو الذي خلفه في المنصب والمنتمي للحزب الشعبي، موردا أن الموقف الإسباني الحالي ينسجم ومقررات الأممالمتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن الأخير، كما شدد على أنه يلقى دعما من رؤساء حكومات مناطق ذاتية الحكم، وخاصة إقليم الكناري وسبتة ومليلية، وهي المناطق التي دفعت تكلفة كبيرة للأزمة مع المغرب. وفي انتقاد صريح لليساريين الداعمين ل"البوليساريو" من الذين عبروا عن رفضهم قرار الحكومة الإسبانية الأخيرة، أورد ألباريس أن المهتمين بقضية الصحراء في إسبانيا نوعان، الأول لا يجيد سوى الكلام، والثاني يعمل على إيجاد حل لقضية عمرت طويلا، مشددا على أن إسبانيا لا زالت تدعم جهود الأممالمتحدة وهو ما أكده شخصيا للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا عند لقائه به يوم أمس الاثنين، كما أنها تبتغي الوصول إلى حل مقبول للطرفين استنادا إلى مبدأ الحوار. وشدد المتحدث نفسه على أن الخطوة الإسبانية الأخيرة لا تخرج عن نطاق الشرعية الدولية عكس ما يزعمه العديد من السياسيين، مبرزا أنه تحظى بإجماع دولي واسع، وقبل إسبانيا تبنتها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، كما أن ألمانيا قامت بالخطوة نفسها التي أقدمت عليها مدريد، مجددا التأكيد على أن بلاده تعتبر مبادرة الحكم الذاتي الأقدر على طي صفحة الصراع حول الصحراء.