أماطت وسائل إعلام أمريكية وإسبانية الغموض عن هوية الطائرة التي نفذت اغتيال قائد فيلق القدسالإيراني، اللواء قاسم سليماني، فجر الخميس الماضي بالعاصمة العراقية بغداد، كاشفة أن الأمر يتعلق بطائرة بدون طيار متطورة جدا، تملك دول قليلة نظيراتها وجميعها من حلفاء واشنطن، من بينها بلد عربي وإفريقي واحد هو المغرب. ورغم أن الإدارة الأمريكية تحفظت على الكشف عن تفاصيل العملية بما في ذلك الطائرة المستخدمة، إلا أن تقارير إعلامية كشفت أن الأمر يتعلق بالطائرة الموجهة عن بُعد MQ-9-Reaper، والملقبة ب"قاتل السماوات"، وهي عبارة عن "درون" عملاقة يصل طولها إلى 11 مترا وعرضها عبر الأجنة إلى 20 مترا، ويصل إجمالي وزنها إلى طنين، كما تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات. ووفق تلك التقارير فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية تملك 93 نسخة من مثل هذه الطائرات التي تصنع بالمصانع العسكرية لمؤسسة "General Atomics Aeronautical Systems"، متخصصة في تصنيع "الدرونز" وأنظمة الرادار وتطبيقات الملاحة الجوية المدنية والعسكرية، غير أن دولا أخرى في العالم تملك مثلها جميعها تصنف في خانة حلفاء واشنطن. ويعد المغرب الدولة العربية والإفريقية الوحيدة الوارد ذكرها في تلك التقارير التي تتوفر على هذه الطائرة، إلى جانب دول أخرى ذات وزن عسكري واقتصادي كبير، ويتعلق الأمر ببريطانيا وفرنسا وتركيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا، علما أن منها من يتوفر على الطراز القديم ومنها من يتوفر على الطراز الحديث الذي تم بواسطته تنفيذ عملية اغتيال سليماني. وتتميز هذه الطائرة بقدرات عالية، إذ تبلغ سرعتها 370 كيلومترا في الساعة (أسرع من القطار فائق السرعة "البراق" الرابط بين طنجة والدار البيضاء)، ويمكنها التحليق على علو يزيد عن 15 ألف متر، وفي نطاق واسع يصل إلى 1850 كيلومترا، وتستخدم ذخائر هجومية موجهة بالليزر من طراز "Unit-12 Paveway II" و"GBU-38"، كما تحمل 4 صواريخ أرض جو من نوع "AGM-114 Hellfire". وكانت الطائرة قد رصدت سليماني إلى جانب نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فور خروجهما من مطار بغداد لتقوم بتصفيتهما باستهداف سيارتهما، وهي العملية التي دفعت إيران وحلفاءها بالشرق الأوسط إلى التوعد بالرد وب"إخراج" القوات الأمريكية من المنطقة، في الوقت الذي سحبت فيه واشنطن قواتها من العديد من دول العالم ومن بينها المغرب، صوب الخليج استعدادا لأي تطورات وشيكة.