قام أعضاء في الحكومة الإسبانية بزيارة سرية إلى الجزائر، في خضم طرح المستشار الألماني، أولاف شولتز، فكرة جديدة قد تجعل هذه الأخيرة المورد الرئيس للغاز إلى الاتحاد الأوروبي عوض روسيا، الأمر الذي يعني إمكانية وصول الطرفين إلى اتفاق ينهي القطيعة الاقتصادية بينهما على الرغم من تأكيد حكومة بيدرو سانشيز استمرارها في دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وأكد موقع "أوكي دياريو" قيام أعضاء في الحكومة الإسبانية بالسفر سرا إلى الجزائر يوم أمس الجمعة، الأمر الذي لم يتم تأكيده أو نفيه بشكل رسمي، غير أن طائرة رسمية جرى رصدها بواسطة تطبيق للطيران إذ نزلت في مطار العاصمة الجزائر في حوالي الساعة الواحدة ظهرا وعاودت الإقلاع بعد الساعة السادسة مساء، ولم يكشف المصدر عن هوية من كانوا على متنها. الطائرة التي أقلت الوفد الاسباني إلى الجزائر وتأتي هذه الخطوة تزامنا مع اقتراح المستشار الألماني تمويل بلاده لإنشاء خط أنابيب الغاز لنقل هذه المادة من البرتغال إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي على أن يمر من الأراضي الإسبانية والفرنسية، مبديا أسفه لعدم توفر البنى التحتية اللازمة لتنفيذ هذه الفكرة في وقت سابق، ما كان سيسمح لدول أوروبا تفادي خطر انقطاع الإمدادات الروسية في ظل تهديدات الرئيس فلاديمير بوتين. وأبانت إسبانيا بشكل فوري عن دعمها لهذا المقترح، حيث أعلنت وزيرة التحول البيئي، تيريزا ريبيرا أن بلادها مستعدة للانخراط فيه، مبرزة أن خط الأنابيب قد يكون قيد التنفيذ في غضون ثمانية إلى تسعة أشهر، الأمر الذي سيعني أن هذه المنشأة التي ستُعول على الغاز القادم من القارة الإفريقية، ستكون المسار الرئيس لإمدادات الغاز المتجهة إلى أوروبا عوض الخط الروسي، كما ستصبح إسبانيا الميناء الرئيس لواردات الطاقة في الاتحاد. وتحتاج إسبانيا لإيجاد نقطة تلاقي مع الجزائر التي ستكون، بهذه العملية، شريكا لمعظم دول الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة وليس إسبانيا وحدها، وذلك في ظل الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين بسبب إعلان حكومة مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، وقيام الجزائر بتوقيع اتفاقيات جديدة مع إيطاليا تجعل من هذه الأخيرة شريكها الأوروبي الأول في مجال الغاز الطبيعي.