على غرار عدد من القطاعات، يشهد قطاع إنتاج البيض في المغرب أزمة وصفها مصدر مهني ب"الحادة جدا"؛ وهو ما يُنذر بزيادة في أسعار البيض، بسبب اضطرار أرباب الضيعات إلى تقليص معدل الإنتاج. ويُنتج المغرب، حاليا، 18 مليون بيضة في اليوم؛ غير أن الإنتاج ماضٍ نحو التقليص بنسبة 30 في المائة، مما سيؤدي حتما إلى ارتفاع الأسعار. ويرجع سبب تقليص أرباب ضيعات البيض للإنتاج إلى غلاء أسعار المواد الأولية؛ فقد أفاد خالد الزعيم، نائب رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك بالمغرب، بأن سعر الذرة ارتفع من ما بين 1.5 دراهم إلى درهمين، إلى 4.85 درهما للكيلوغرام حاليا. وفي المنحى نفسه سار سعر الصوجا، حيث يُباع حاليا بثمانية دراهم للكيلوغرام، بعدما كان في السابق يباع بثلاثة دراهم. والشيء ذاته بالنسبة للعلف، الذي ارتفع من 3.20 درهما إلى 5.15 درهما حاليا. واعتبر خالد الزعيم أن منتجي البيض "يتكبدون خسائر فادحة"، مشيرا إلى أن البيض الذي يكلف إنتاجه 0.95 درهما للبيضة الواحدة يباع الآن ب0.57 درهما. وأضاف أن المنتجين لم يجدوا حلا آخر سوى تخفيض الإنتاج؛ في حين أن عددا منهم تكبدوا خسائر ستعيق عودتهم إلى دورة الإنتاج العادية، معتبرا "أن المواطن سيكون هو المتضرر الأول في حال استمر الوضع على ما هو عليه". علاقة بذلك، قال نائب رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك بالمغرب إن المهنيين يضطرون إلى التخلص بكثافة من الدجاج البياض، تفاديا لتكبُّد مزيد من الخسائر. ويشتكي مربو دجاج اللحم من المنافسة التي يشكلها بيع الدجاج البياض بالنسبة إليهم في سوق الجملة، ووجهوا رسالة في الموضوع إلى مجلس المنافسة. في المقابل، قال خالد الزعيم إن منتجي البيض يبيعون الدجاج البياض "لأنهم واحْلين"، مضيفا: "هاد الدجاج كُلّو خطية بالنسبة إلينا حاليا". وذهب المتحدث ذاته إلى القول إن منتجي البيض "لم يعودوا يبحثون عن الربح؛ بل يبحثون فقط عن تجنب مزيد من الخسائر"، مشيرا إلى أن "الدجاجة البياضة تُقام بسعر 70 درهما، ويبيعونها في السوق بخمسة دراهم".