أثار المستشار البرلماني، وعضو مجلس جماعة الدريوش، بوجمعة أشن، خلال مداخلة له أمام رئيس الحكومة عزيز أخنوش، خلال جلسة عمومية بمجلس المستشارين، العديد من المطالب التي تهم ساكنة إقليم الدريوش، في عدد من القطاعات والمجالات. واستهل أشن مداخلته بموضوع البطالة، حيث طالب بتبسيط المساطير الإدارية والقانونية للمستثمرين وتحسين مناخ الأعمال، لتستفيد المنطقة من استثمارات ابنائها، خصوصا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لامتصاص البطالة التي تراكمت خصوصا في فئة الشباب بعد الركود التجاري الذي عرفته المنطقة، وغلق المعابر الحدودية بين الناظور ومليلية المحتلة. وتطرق البرلماني المذكور، في المحور الثاني من مداخلته لقطاع التعليم، حيث طالب القطاعات الحكومية المعنية بالتربية الوطنية والتعليم العالي والابتكار، بتحسين جودة التعليم بالعالم القروي، وإحداث مدارس جماعاتية وتوفير حافلات النقل المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي، خصوصا في صفوف الفتاة القروية التي لا تلج المؤسسات التعليمية قط بداعي الفقر وصعوبة التنقل، مطالبا في ذات الصدد بإحداث نواة جامعية لحل المشاكل التي يتخبط فيها الطلبة، بداية من النقل الجامعي، وما يصاحبه من ارتفاع أسعار التنقل عبر سيارات الأجرة وحافلات النقل العمومي. وفي المحور الثالث تطرق عضو مجلس جماعة الدريوش، لقطاع الصحة، حيث أشار أنه يشكل أحد أهم المشاكل التي تؤرق ساكنة الإقليم، وذلك لضعف المراكز الصحية، ونقص خدماتها التي تظل دون تطلعات المواطنين، مشيرا للعبث الذي يسري في أكثر من مركز صحي، معرجا على موضوع تأخير افتتاح المستشفى الإقليمي على الرغم من جاهزيته، والذي أزم معاناة الساكنة، التي أصبحت ملزمة لقطع مسافات طويلة لولوج مستشفى الحسني بالناظور، والذي يعاني بدوره من الاكتظاظ وقلة الأطباء واللوجستيك اللازم ومحدودية الموارد البشرية. ولم يفوت المستشار البرلماني بوجمعة أشن الفرصة للحديث عن قطاع السياحة بالإقليم، حيث أشار إلى أن السياحة الشاطئية من أهم الأنواع السياحية انتشارا بالمجال السياحي "أمجاو-تروكوت"، حيث يمتد ساحل إقليم الدريوش على مسافة تقدر ب65 كلم، تتخلل هذه المسافة مجموعة من الشواطئ التي عملت الطريق الساحلية على التعريف بها، على الرغم من غياب الطرق المعبدة، مشيرا إلى أن هذه الشواطئ كانت تستقطب في السابق السكان المحليين فقط، فيما أصبحت اليوم تستقطب مصطافين من مختلف الجماعات بالإقليم، الأمر الذي ساهم في تنشيط الرواج التجاري بالمنطقة، داعيا إلى تهيئة هذه الشواطئ وفتح الممرات المؤدية لها، وتجهيزها. وفي ذات المحور، تطرق المتحدث ذاته إلى المواقع السياحية التي يمكن تصنيفها في خانة السياحة الاستشفائية، مثل الحمامات بدار الكبداني، والتي تتميز بمياهها الدافئة، إضافة إلى حامة الشعابي التي لا تزال منسية، ويقتصر زوارها على أبناء المنطقة، على الرغم من مرور الطريق الساحلية بجوارها، نهيك عن العديد من المناطق والمواقع والمعالم التاريخية مثل جبل "دهار أوبران" المعروف إبان المقاومة الريفية سنة 1921 بالمنطقة. وختم البرلماني بوجمعة أشن مداخلته بالقول، إن هذه الموارد تتطلب إحيائها من خلال التعريف بها، وفك العزلة عنها، عن طريق ربطها بالطرق، وكذا تخصيص الدعم لها بغية تحقيق التنمية القروية الشاملة والمستديمة للمنطقة.