بمناسبة إحياء الطبقة العاملة بمدينة طنجة لعيدها الأممي في فاتح ماي لهذه السنة في جو يطبعه اللا استقرار المهني لكافة الأجراء والمأجورات والعمال والعاملات بالعديد من القطاعات، وفي مناخ يتسم بتهديد العمال في مصدر عيشهم اليومي عبر سياسة الطرد والتسريحات الجماعية للعمال، وتلفيق التهم لهم ومحاكمتهم، أبت التنسيقية المحلية لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب إلا أن تشارك الطبقة العاملة احتفالها بعيد الشغل، معلنة تضامنها ودعمها للمطالب المشروعة للطبقة العاملة. بدأت التنسيقية المحلية لطنجة مسيرتها على الساعة العاشرة صباحا مرددة كافة الشعارات المتناولة للمطالب الإجتماعية، والمرتبطة منها بالطبقة العاملة أساسا، موزعة تصريح التنسيقية العامة لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب بمناسبة فاتح ماي 2012، معبرة من خلاله عن رفضها البات والمطلق أن يكون الحقل الإجتماعي، وعبره الطبقة العاملة، كبش فداء لتصريف الأزمة الإقتصادية والمالية، إلى جانب بيان التنسيقية المحلية لطنجة بشأن الأحكام الصادرة في ملف مناضل المنتدى محمد جلول ومن معه، واصفة المحاكمة بالسياسية، والتي شكلت منعطفا خطيرا وتهديدا مباشرا للحق في الإحتجاج وتراجعا سافرا في الحريات العامة، على حد نص البيان، بالإضافة إلى فتح عرائض من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي وعلى رأسهم الأستاذ محمد جلول، على إثر الأحداث الأخيرة التي عاشتها بني بوعياش، تم تعميمها على جميع المناضلات والمناضلين والمتعاطفين والغيورين على الشأن الحقوقي بجهة الريف الكبير، وكذلك على كافة الفعاليات والإطارات السياسية والحقوقية وفعاليات المجتمع المدني، تجاوب معها الجميع بعفوية وبدون تحفظ، تعبيرا عن تضامنهم مع معتقلي الرأي وعلى رأسهم الأستاذ محمد جلول. تخللت المسيرة شعارات قوية تعبيرا عن تضامن التنسيقية المحلية لطنجة اللامشروط مع ساكنة آيث بوعياش والمعتقلين في ما أصبح يعرف بمجموعة جلول، من قبيل ” يا مخزن يا لعين.. بوعياش في العيون.. يال مخزن يا لقيط.. شعب الريف لا يهان”، و “جلول خلا وصية.. لا تنازل عن الحرية.. جلول ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح”، إلى جانب شعارات تستحضر مطالب الجهة الشمالية، مبرزة جصوصيات الريف الكبير في الآن ذاته. لاقت مشاركة التنسيقية المحلية لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب استحسانا كبيرا من طرف العديد من الإطارات والفعاليات بمختلف تلاوينها السياسية والنقابية والحقوقية والمجتمع المدني على خطوتها الجريئة والشجاعة في التعبير عن دعمها للطبقة العاملة في مطالبها المشروعة، وكذلك على وضع نفسها رهن إشارتها لتبني ملفاتها الحقوقية بدون قيد ولا شرط، بالإضافة إلى استجابة منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب الفورية للملفات الحقوقية في ما يرتبط بالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على مستوى الجهة الشمالية، سواء ما تعلق منها بماضي الإنتهاكات الجسيمة المرتكبة في حق الريف، أو ما يرتكب في حقه آن، بدء من الحسيمة وتازة والناضور، ووصولا إلى آيث بوعياش وإمزورن وبوكيدارن. أنهت التنسيقية المحلية لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب مسيرتها بتلاوة تصريح التنسيقية العامة بمناسبة فاتح ماي 2012، تاركة لنفسها الإعلان في الأيام القليلة القادمة عن أشكال احتجاجية نضالية غير مسبوقة لإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، وعلى رأسهم الأستاذ محمد جلول.