"الله يرحمنا ويرفع عنا البلاء" بهذه الكلمات المؤثرة عبر أحد الفلاحين بالناظور ؛ عن ما يخالج في نفسيته من قلق وتوتر لغياب الأمطار وقلتها مع بداية الموسم الفلاحي، واقتراب حلول فصل الشتاء، خصوصا مع حدة الخسائر التي نالها العديد من الفلاحين عبر جهات المملكة بسبب تأثيرات أزمة "كورونا". ويأمل الفلاحين بالناظور بتجاوز عقبة الوباء المفزع، وفي تساقطات مطرية مهمة وضرورية، لبداية وانطلاق موسم فلاحي جيد، يقيهم من الخسائر غير المرغوب فيها، والتي ساهمت فيها جائحة كورونا خلال الموسم الفلاحي المنصرم بشكل رهيب، أربكت حسابات العديد منهم وأدخلتهم في تخبط مثير. ويرى "بوبكر" وهو فلاح من سهل "صبرة" التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الناظور، أنه لابد من جرعة الأمل والتفاؤل وإنتظار كرم السماء ورحمة الخالق عز وجل، ومباشرة الحرث دون وضع احتمالات أو السيناريوهات لسقوط الأمطار أو ارتواء الأرض، رغم أن المؤشرات تشير الى غياب التساقطات خلال الأيام المقبلة حيث ستشهد مختلف الجهات استقرارا في الأجواء. ويربط الكثير من المغاربة شح الأمطار وقلة التساقطات خلال السنوات الأخيرة بكثرة المعاصي والذنوب وارتفاع نسب الجريمة بوتيرة غير مسبوقة، وهو ما ترجمه نشطاء بتدوينات تسير في ذات الإتجاه، حيث يرى مدونون أن انحباس الغيث من السماء، مرده إلى قلة الإستغفار والتوبة الى الله عز وجل من كثرة الذنوب المرتكبة. وينكر آخرون علاقة الرذيلة بنزول الأمطار إذ يرى هؤلاء النشطاء أن الأمطار لا تنحبس في اوروبا وباقي القارات، رغم أنهم غارقين في الإلحاد، وكثرة الفواحش، وزواج المثليين، ولا يطيعون الله، ويؤكد بعضهم أنه لن يتم الرقي في مجتمع يطمح الى التحضر والعقلانية ما لم يتم القطع مع الخرافات والغيبيات. وبين الإتجاه العقلاني والروحاني الغيبي يمنح المختصين اشارات الإطمئنان للفلاحين المغاربة في هذه الفترة، بكون الإضطرابات والتقلبات في الأرصاد الجوية والتي تعرفها الفصول السنوية، سببها الإحتباس الحراري الذي شغل بال العلماء، وصار محورا أساسيا للعارفين تم التطرق اليها كظاهرة في إطار الإتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.