أمل التغيير هُناك الكثير من الأمور التي تجعل الإنسان إما راقيا في تفكيره، مُحْسنا في تعاملاته، مُتَرفِّعاً في علاقاته، أو غارقا في وضَاعَتِه، مُتَلَوِّناً في علاقاته، كَذُوباُ في أحاديثه، فارغاً قلبُه من كل إحساس نبيل، حيث ينافق الجميع ولا يفرق بين عدو وصديق. فالمبادئ والقناعات هي من تحدد نوعية هذا الإنسان، لذلك كان خطابُ الديانات السماوية دوما مُوَجَّهٌ للسُّمُوِ بهذه المبادئ إلى مصاف الأنبياء والفضلاء والصلحاء عبر التاريخ الإنساني الطويل، وكل من تَشَبَّهَ بهؤلاء واقْتَدَى بهم وسار على دربهم أَمِنَ السقوط في الصنف الثاني وابتعد عن النفاق والكذب والحقد، وللأسف هذا ما ينتشر على نطاق واسع في زماننا البئيس، رجالٌ ونساءٌ انعدمت فيهم كل معاني الإنسانية، وأعدموا ضمائرهم إلى الأبد، فَغَدَوْا بدون إحساس ولا مبادئ ولا أخلاق، همهم إشباع نزواتِهم، والاستمتاع بشهواتِهم، والاتجار في كل شيء، حتى في آلام الناس وأعراضهم وكرامتهم، حتى أصبحت مجتمعاتُنا مُشَتَّتَةٌ ومنْهوبةٌ تبكي إلى خَالِقِها ظُلْمَ العباد وجَوْرَ الحُكَّام واْنِبطَاحَ العلماء وَزَيْغَ النُّخَبِ من المفكرين والمثقفين، واسترزاق المتصدين للشأن العام والسياسيين. الأمل الوحيد لهذه المجتمعات المقهورة هو انتفاض أبنائها من أصحاب المبادئ والمواقف، السائرون على نهج الفضلاء والصلحاء ليُحْدِثُوا تغييرا جذريا يضعوا من خلاله حدا للظلم و الكذب والنفاق واللعب على كل الحبال. الأمل موجوووود إذن التغيير قرييييب !!!!!!