كشفت جمعيات أوربية حملاتها التبشيرية، في الآونة الأخيرة، قرب الحدود المغربية، بعد تضييق المصالح الأمنية الخناق على أنشطتها داخل التراب الوطني. وذكرت مصادر مطلعة بسبتةالمحتلة، أن مجموعة مبشرين استقروا في المراكز الحدودية، ويستقبلون كل وافد مغربي ليسلموه كتيبات وأقراصا مدمجة تتضمن دروسا في الإنجيل وأفلاما سينمائية عن حياة عيسى عليه السلام، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن المبشرين عادة ما يعرضون خدمات متنوعة على المغار بة في محاولة لاستقطابهم، ويحثونهم على الاتصال بهم في أية لحظة. وكشفت المصادر ذاتها أن من بين المبشرين مغاربة اعتنقوا الديانة المسيحيه ́ وفرنسيين وإسبانيين، مجهزين بوسائل دعم لوجستيكية كبيرة تسهل عليهم التنقل وحمل مئآت الكتيبات والأشرطه ́ والأقراص المدمجة التي تقدم مجانا . وقالت المصادر نفسها إن نشاطا غير مسبوق لهذه المجموعات ابتدأ منذ طرد السلطات المغربية 27 مبشرا أجنبيا ثبت قيامهم بعمليات تبشيرية بملجأ “الأمل” الخيري بمنطقة عين اللوح، وأنها اتخذت سبتةالمحتلة مركزا لها لانطلاق عمليات التنصير الموجهة إلى المغاربة. وأفادت المصادر ذاتها أن الفئات المستهدفة عادة تتمثل في المهاجرين المغاربة القاطنين بأوربا وبعض الفئات المعوزة التي تمتهن التهريب المعيشي، وأن ضعف الإقبال والاستنكار الشعبي لم يثن عزيمة المبشرين في مواصلة حملاتهم. وذكرت المصادر نفسها أن عدة جمعيات مسيحية استقرت بالمدينة المحتلة وشيدت مراكز تابعة لها، مثل “حركة الكنيسه ́” و”شهود يسوع”، في حين فضلت جمعيات أوربية أخرى بعث موفدين إلى مدينتي سبتة ومليليه ́ المحتلتين، وحرصت على أن تضم هذه البعثات بعض المبشرين الذين أثبتوا كفاءتهم في التنصير، مستعينين بمغاربة من المدينتين، ضمانا لتوآمل مع كل العابرين للمراكز الحدوديأ ́. وأوضحت المصادر ذاتها أن تعدد التقارير الأمنية والصحافية حول التبشير بالمغرب أقلق مسؤولي هذه الجمعيات، ما دفعهم، في الآونة الأخيرة، إلى تقليص أعداد المبشرين داخل المغرب، إذ تقلص عددهم بشكل كبير بعدما كان يقارب، منذ سنة ، حوالي 800 يتوزعون على مدن مراكش وأكادير وسلا وخنيفرة ومكناس ووجدة وتارودانت والرباط والبيضاء وطنجه ́ وتطوان، كما تخلت الجهات المحتضنة عن بعض أهدافها المتمثله ́ في رفع عدد المنتصرين المغاربة إلى نسبة 10 في المائه ́ (أي حوالي 3 ملايين شخص) في أفق سنة 2020 ، حسب التقارير نفسها. وقالت المصادر ذاتها إن هذه الجهات لجأت أمام المراقبة الأمنية للمبشرين إلى اختيار الوسائل التكنولوجية لتمرير “رسائلها” إلى المغاربة، باستغلال الإقبال الكبير على الشبكة العنكبوتية، وبعض الإذاعات الأوربية الناطقة بالعربية وقنوات تلفزيونية من أجل ضمان الوصول إلى أهدافها.