بالرغم من الأهمية التي تكتسيها المساحات الخضراء في القطاع الحضري بالمدينة إلا أن العديد منها تشهد أوضاعا مزرية بسبب حالة الإهمال واللامبالاة التي باتت تميزها خاصة بقلب مدينة الناظور، ونخص بالذكر الحديقة الموجودة بمحاذاة محطة وقوف الحافلات والمعروفة بحديقة “الشمكارة”، التي تعيش حالة كارثية رغم صغر سنها ورغم “الزبابل”ديال لفلوس التي صبت في هذا المشروع بسبب الإهمال الذي أدى إلى تراكم القمامة.. وتحول هذا الفضاء إلى مرتع لشتى أنواع الانحلال الأخلاقي، فضلا عن تفشي سلوكات منافية للآداب العامة وأخرى يندى لها الجبين، كما أصبحت مرحاضا في الهواء الطلق لكل من أراد أن يفرغ مافي بطنه أومثانته كما أصبحت ملتقى للمنحرفين ومستنشقي السسيون والجوارب.. ورغم تواجدها بالقرب من قلب “المدينة”، إلا أنها باتت نقطة سوداء لها ولزوارها، وما زاد من حجم هذه الحالة السيئة تراكم الأوساخ وقارورات الخمر في كل مكان. ويتكرر هذا السيناريو أيضا في مناطق عدة وبالرغم من بعض التدخلات التي يقوم بها البعض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن الوضع الراهن تجاوز الجميع ، في ظل صمت مطبق للسكان الذين أداروا ظهورهم للمساحات الجميلة وحولوها إلى مفارغ للنفايات وبقايا البناء.،وذا في ظل غياب دور للمسؤولين في هذا الشأن إلى درجة أن العديد من المواطنين يستحيون من نعت الناظور بالمدينة نظرا لغياب شروط تفقدها هذا الإسم وتجدر الإشارة أن عدد كبير من الناظوريين يقومون بشراء منازل بالبوادي والقرى بحثا عن أماكين للصغار والشباب والعجزة على حد سواء هروبا من روتين الحياة القاتلة بالمدينة، وكذا بحثا عن خضرة تلاعب بؤبؤا شاحبا، وهواء نقيا ليبحر كل بهواه إلى حيث يريد.