أحمد حرزني : المصالحة مع الماضي لا تعني نسيانه بل عملية لاستئناف دينامية الربط مع المستقبل الرباط 4-12-2009 أكد السيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة بالرباط، أن عملية المصالحة مع الماضي لا تعني نسيانه ومحو آثاره بل تعد عملية لربط واستئناف دينامية تأتي من الماضي مع المستقبل “الذي نريده خاليا مما شاب الماضي من تعسفات وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”. وأشار السيد حرزني، خلال افتتاح يوم دراسي نظمه المجلس لفائدة الجمعيات حاملة المشاريع المتعلقة بحفظ الذاكرة المنفذة في إطار جبر الضرر الجماعي، و الذي شارك فيه ممثلون عن جمعيتي إلماس و أوسان بالناظور الذين حصلا على تمويل مشروعين بخصوص إنتاج برنامج وثائقي عن أحداث 84 و مركز الريف للذاكرة و لكتابة و توثيق أحداث 58/59 بالريف إلى أن هذه المشاريع تكتسي أهمية محورية في إطار مسلسل المصالحة، وباعتبارها نوعا من التحدي. ودعا إلى تشجيع ثقافة الاعتراف من أجل رفع تحدي حفظ الذاكرة الإيجابية، مسجلا التوفر على عدد من المؤهلات التي تمكن من النجاح، تتمثل، بالأساس، في الإرادة القوية لدى المجتمع المدني في مختلف المناطق، موضحا أن التحدي الأساس يتمثل في “عدم صدم الوعاء الاجتماعي الذي نشتغل داخله”. وبعد أن ذكر السيد أحمد حرزني بتوقيع اتفاقية بين المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي مؤخرا، تم تخصيصها للأرشيف وحفظ الذاكرة، أبرز أن أهمية هذا اللقاء تتمثل في تمكين مختلف الفاعلين من التحكم في مفاهيم الموضوع، في أفق بناء مشاريع أكثر طموحا. وقد تم خلال هذه الجلسة تقديم المجموعة الأولى من المشاريع تشمل كلا من جمعية النهضة بفكيك، ومركز الريف لحفظ الذاكرة الجماعية، وجمعية الدارالبيضاء الذاكرة، ومنتدى بني زولي للتنمية بزاكورة، وجمعية مقورن للتنمية (ورزازات). وقدمت هذه الجمعيات جردا لمختلف الأنشطة التي تقوم بها في مجال حفظ الذاكرة الجماعية والإيجابية وتحسين الشعور بالإنصاف لدى الساكنة، وتنظيم حملات تحسيسية لفائدة الشباب، فضلا عن التعويض المعنوي للضحايا وعائلاتهم والتربية على حقوق الإنسان. كما ركزت العروض على أهمية حفظ الذاكرة في إدماج المواطنين في النسيج الاجتماعي التنموي عبر خلق شروط المصالحة مع الذاكرة والتاريخ الجماعي، مركزة على ضرورة تدوين الروايات الشفوية في سبيل حفظ الذاكرة. وتطرقت الجمعيات إلى دور الإعلام في التعريف بالمبادرات الرامية إلى إلى حفظ الذاكرة الجماعية، وخلق نواد للتربية على المواطنة لنشر ثقافة الحقوق والواجبات. ويندرج هذا اللقاء في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، ومواكبة للجمعيات الحاملة للمشاريع التي تعنى بالحفظ الإيجابي للذاكرة، والتي تتمحور حول بناء وترميم فضاءات تزاوج بين الحفظ الإيجابي للذاكرة والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، والتوثيق في جانبه المكتوب السمعي والبصري ودعم أنشطة المواطنة والنهوض بحقوق الإنسان. ويتمثل الهدف من هذا اللقاء تقديم مشاريع حفظ الذاكرة ومستوى تقدم إنجازها، ومناقشة الإشكالات المطروحة على مستوى المنهجية والمضمون ودراسة طرق معالجتها، وكذا ضمان المواكبة والتوجيه والتتبع للمشاريع من طرف مجموعة العمل الخاصة بالتاريخ والأرشيف والذاكرة التابعة للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. يشار إلى أنه كان قد تم في إطار طلب اقتراح المشاريع الأول، الذي أعلنت عنه مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، المكلفة بتدبير برنامج جبر الضرر الجماعي، لفائدة الجمعيات المحلية بغلاف مالي يبلغ 14 مليون درهم سنة 2008، اختيار 32 مشروعا تهم أقاليم ورزازات والرشيدية والدارالبيضاء والحي المحمدي والناظور وزاكورة وفكيك والحسيمة وخنيفرة. وستتواصل أشغال هذا اليوم الدراسي بعد ظهر اليوم بتقديم مشاريع أخرى من طرف جمعيات تعنى بالحفظ الإيجابي للذاكرة. روبورتاج عن اليوم الدراسي ضمن نشرة الاخبار