بحضور وفد رسمي يتقدمه رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان السيد أحمد حرزني وعامل الإقليم السيد عبد الواحد لفتيت وممثلو بعض المصالح الخارجية ووكيل الملك بمحكمة الاستئناف ورئيس المجلس العلمي وكذا فعاليات مدنية وجمعوية وممثلو منابر إعلامية وصحفية وجموع من ساكنة مدينة الناظور وفي أجواء اختلط فيها الحزن والفرحة شيعت جنازة جثث ضحايا أحداث يناير 1984 والبالغ عددها ستة عشر جثة كانت بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالناظور منذ أن تم اكتشافها بثكنة الوقاية المدنية الواقعة بحي المطار في أبريل من 2008 في الوقت الذي كانت الأشغال جارية بالموقع المذكور لتوسيع مرافقه. وحسب مصدر من المستشفى الإقليمي فإن خمس جثث من بين الستة عشر لم تعرف هوية أصحابها أو أهلها حيث تقرر دفنها وانتظار ظهور معلومات تشير إلى نسبها وقد أقيمت صلاة الجنازة في عين المكان. فيما تعد هذه ثاني زيارة يقوم بها رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في ظرف سنتين، إذ كان قد حل بالمدينة يوم 29 من أبريل مرفوقا بأعضاء من المجلس للوقوف على عملية اكتشاف رفات الجثث التي صرح إبانها السيد أحمد حرزني أنها تتطابق من حيث العدد مع ما توصلت إليه تحريات هيئة الإنصاف والمصالحة بخصوص ماشهدته مدينة الناظور سنة 1984. وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الاستشاري كان قد أصدر بلاغا في الموضوع عقب اجتماع عقد بمقر عمالة الناظورثم لقاء آخر مع عائلات الضحايا أحداث يناير خلص إلى مواصلة التحقيقات والكشف عن كل الجوانب المرتبطة بالموضوع في إطار برنامج وتوجه المجلس الرامي إلى تحقيق مصالحة مع الماضي. كما حلت بالناظور في يونيو 2008 قافلة تضم فاعلين حقوقيين نظموا خلالها وقفة أمام مقر الوقاية المدنية وندوة طالبوا فيها بتسريع البحث والكشف عن كل المعطيات المتعلقة بأحداث 1984 وقد أكد السيد أحمد حرزني بالمناسبة أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان حريص على تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ويندرج الكشف عن ضحايا أحداث 1984في سياق إعادة الاعتبار إلى عائلات وأسر الضحايا وأن دفن ضحايا الأحداث التي شهدتها الناظور قبل 25 سنة هو واجب إنساني ووطني وأخلاقي، بل إن عملية الدفن تمت وفق الشريعة الإسلامية بشكل عادي وفي قبور فردية ووصف حضور وفد رسمي لتشييع الجثث هو إشارة قوية ودلالة على الرغبة القوية والأكيدة للمجلس بغية طي ملف يعد صفحة من الصفحات المؤلمة كما أشار إلى أن ملف كهذا قد طوي بشكل قانوني وفق ماتنص عليه المواثيق الدولية كما تمنى رئيس المجلس الاستشاري من عائلات الضحايا التعامل مع هذه المرحلة وفق رؤية مستقبلية تقوم على الصفح والتطلع بتفاؤل للمستقبل كما جاء في خطاب جلالة الملك في 6 يناير 2006 وهو مايتطلب من الجميع التعبئة لبناء مغرب جديد.