تنظم يوم 26 غشت الجاري إنتخابات المجلسين الإقليميين للناظور و الدريوش... الإنتخابات المنتظر أن تفرز لنا 21 عضوا بالمجلس الإقليمي للناظور في حلته الجديدة شهدت صراعا كبيرا في الكواليس قبل أن يتأكد أن ثلاثة فقط بقوا في السباق نحو زعامة المجلس... أولهم محمد بوجيدة الرئيس المنتهية ولايته و الذي يتربع على عرش المجلس منذ سنين و المعروف عنه الشنآن الدائم مع السلطات الإقليمية و التي تصل أحيانا للمواجهة المباشرة مع عدة عمال و خاصة العامل الحالي عبد الوافي لفتيت... و بوجيدة الذي يفضل الترشح دائما بوصفه لا منتميا معروف عنه أيضا أنه كان و لا يزال يحظى بدعم فريق الأحرار و مصطفى المنصوري الرئيس السابق للمجلس... المنافس الثاني هو عبد العزيز مكنيف النائب الثالث لرئيس المجلس البلدي للناظور و الذي تتحدث دهاليز السياسة المحلية عن صفقة حصل عليها مع مجلس طارق يحيى لمساندته للوصل لكرسي الرئاسة بعدما تم الحسم في دعم جمال شوراق لمقعد رئاسة غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات... اما المنافس الثالث فليس إلا محمد أبركان إمبراطور إعزانن الذي يعتقدالملاحظون أن بينه و بين بوجيدة ثأر سابق خاصة و أن أبركان كاد أن يضع إبنه المختفي منذ شهور عماد على كرسي بوجيدة نفسه لولا تدخل السلطات في عهد علوش زميل دراسة بوجيدة ليشغل عماد بعدها منصب النائب الأول...و قصة الثأر هذه قد تعود لظروف شخصية عدة أهمها ما عرف عن التوتر الدائم الذي كان يجمع بوجيدة بأبرشان الإبن... حمى المنافسة التي يستثنى منها على غير المتوقع مصطفى أزواغ خاصة بعد أمر المحكمة الإدارية بإعادة إنتخابات المجلس البلدي للناظور، تحمل عددا من التحالفات الجديدة و القديمة... فبوجيدة الذي تصارع طويلا خلال الولاية السابقة مع مقرر ميزانية المجلس و رئيس جماعة بني سيدال الجبل سعيد البركاني عاد للتحالف معه من جديد بعد جلسة صفاء يغلفها وجود عدو مشترك هو أبركان الذي سبق و أوقف راتب البركاني الذي يشغل منصب الكاتب العام لجماعة إعزانن، كما أن بوجيدة عاد ليتصالح في جلسة خاصة مع يحيى يحيى رغم المعركة التي خاضها الطرفان سابقا و أدت لخسارة يحيى منصبه كرئيس لغرفة الصناعة التقليدية لصالح القدوري صديق بوجيدة الحميم...؟؟؟ بوجيدة يحظى أيضا بدعم مصطفى أزواغ و فريقه إضافة لدعم الأحرار في أزغنغان بقيادة سلامة و العروي بقيادة المنصوري و قد يحظى أيضا بدعم البكاي في قرية أركمان اما مكنف فيحظى خاصة بدعم طارق يحيى و فريقه و كذا بدعم القدوري حليفه الجديد في غرفة الصناعة التقليدية كما يعول مكنف على إمكانياته الخاصة جدا... للتغطية على ضعف تحالفاته في المناطق الأخرى من عمالة الناظور أما محمد أبركان و الذي يسعى لدعم مرشح خاص به أو التحالف مع مكنف في الأقصى لإسقاط بوجيدة فمعروف عنه الطريقة التي يعمل بها لذا فلا فائدة من الإستفاضة في هذا الموضوع... أخيرا تثبت الإستعدادات القائمة حاليا لإنتخابات المجلس الإقليمي أن الفوضى السياسية التي تتميز بها كل المحطات السياسية بالإقليم تنطبق على هذه المحطة أيضا... فطارق يحيى صديق بوجيدة لسنين سيدعم منافسه مكنف و القدوري رفيق دربه كذلك و يحيى يحيى و البركاني أعداء بوجيدة أمس يدعمانه اليوم... و مرة أخرى ينطبق المثل الحكيم: في السياسة لا صداقة دائمة و لا عداوة دائمة و إنما مصالح دائمة و صلى الله و بارك و على المواطنين السلام و في العمالة الجديدة أما بخصوص المجلس الإقليمي للدريوش و مقاعده 15 فإن المعركة مفتوحة بين الثلاثة الكبار اليوم بالعمالة الجديدة و هم الحركة الشعبية و صقرها محمد الفضيلي و الاتحاد الدستوري و صقره امحمد البوكيلي و القادم الجديد حزب الأصالة و المعاصرة و صقره المتخفي وراء أبناءه و حلفاءه “عبد السلام بوثبراثين” القادم من طنجة و الذي يهدد عرش الفضيلي في آيث وريشش (بني وليشك) كما يهدد الآخرين و على العموم فإن هناك خلخلة سياسية للموازين تقع بهذه المنطقة التي طالما تقاسمها الفضيلي و الوزاني و البوكيلي و المبنية على تكتلات ذات طابع قبلي فدخول التراكتور القوي و انضمام عدد من الشخصيات المؤثرة اليه دفعت التحالفات القديمة للإنهيار حيث شاهدنا كيف تحالف الفضيلي في بن طيب مع عدوه اللدود مكنيف الأكبر و كيف داخل عبد السلام أزعوم المعروف ببوثبراثين المعترك بقوة هو العائد من طنجة حيث إمبراطوريته... هذه التحالفات سرعان ما تغيرت حيث انقلب بوثبراثين على الفضيلي و تتحدث المصادر المحلية عن أنباء تحالفه مع الوزاني و حزبه ضد صقر الحركة الشعبية فيما لا أحد يستطيع دخول قلعة البوكيلي الصامدة و لكن هذا الصراع الذي تلهج به ألسن السياسيين بالمنطقة سيدفع و لا شك بخريطة جديدة للمجلس الإقليمي للعمالة الجديدة و ينتظر الجميع نتائجه لمعرفة الفائز و الخاسر في معركة إرتفع غبارها و وصل عنان السماء