كان موعد الجمهور يوم الأحد 24 جمادى الثانية 1437ه الموافق ل 03 أبريل 2016 مع يوم دراسي نظمه المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور بتنسيق مع مندوبية الشؤون الإسلامية في موضوع : منهج الاستدلال عند الامام مالك . وقد اختير رحاب مسجد الأميرة للاآمنة لهذا النشاط الذي انطلق ابتداء من الساعة العاشرة صباحا . وانفض مع صلاة الظهر . وتناوب على منصة الندوة كل من السيد رئيس المجلس العلمي ورئيس لجنة الأبحاث والدراسات بالمجلس في الجلسة الافتتاحية ، حيث تم الترحيب بالسادة العلماء الوعاظ والواعظات والخطباء والأئمة والطلبة الباحثين والأساتذة والحضور الفضلاء والحاضرات الذين هبوا من أجل الاستماع إلى محورين اساسيين في اليوم الدراسي هما : للأستاذين الباحثين : عبد الحفيظ العبدلاوي عضو المجلس العلمي بالحسيمة وأستاذ الحديث وعلومه بالكلية المتعددة التخصصات بسلوان ، ومحمد زريوح الطالب الباحث في سلك الدكتوراه في الفقه والحديث . وقد استعرض فضيلتهما ما تحلى به الامام مالك من آداب وأخلاق التعليم والتعلم ما مكنه من الالمام بعلوم عصره التي ورثها الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم . مشيرين إلى أمور جعلت من مالك بن أنس يتربع على كرسي الإمامة العلمية ويتفوق على غيره من معاصريه ك : الذكاء ، والنباهة والأخلاق ، والجد ، والمثابرة ، والاجتهاد ، والتواضع ، والحرص ، والانضباط مع شيوخه وملازمة المدينة المحضن الأساسي للعلوم والتربية السليمة والصحيحة في البيت وغيرها من الشروط التي تشترط في طالب العلم التي تبوئه المكانة اللائقة . وقد اختار المجلس العلمي هذا المحور اهتماما منه بضرورة العمل على ترسيخ ثوابت الأمة المغربية واختياراتها والتي تتجلى في العقيدة الأشعرية ، والمذهب المالكي ، والتصوف السني وإمارة المومنين ، وفي كلمة السيد رئيس المجلس العلمي إشارة إلى كون هذه الأيام الدراسية تأتي في سياق العناية بالثوابت التي يخصص لها حيز مهم من البرنامج السنوي ، ولذلك استدعي اليوم للحضور كل القيمين الدينيين من وعاظ وواعظات وخطباء وأئمة . وبعد الاستماع إلى هذه العروض والكلمات فتح باب المناقشة التي تطرق فيه المتدخلون إلى إشكاليات تتعلق بأصول المذهب المالكي وفقهه وكونه مذهب المملكة المغربية ، وعلاقته بالمذاهب الأخرى خاصة بالمذهب الحنفي ، والحنبلي ، وطرحت قضية عمل أهل المدينة ، وعلاقتها بالحديث النبوي ، والراجح والمشهور في المذهب ، وغيرها من القضايا ، وقد أجاب السادة المحاضرون إجابات شافية . وفي نهاية هذا النشاط تم تكريم أحد المحسنين وهو السيد الحاج الغادي مسعودي المولود سنة 1931م بكبدانة وهاجر إلى المانيا وهو ابن 17 سنة ، حيث كون هناك نواة للاحسان التي أصبحت تتعهد هذه المنطقة ، وكان يتردد كثيرا ذهابا وإيابا على مسقط رأسه متفقدا أهله وذويه محسنا ومنفقا وحاملا اليهم ما يراه مناسبا لصلة الرحم ، كما زود بعض الجماعات بسيارات الاسعاف والعربات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة . وأما عن مشاريع بناء المساجد ودور القرآن فكانت مساهمته متنوعة ، وجيدة حتى أصبح يلقب ب : " أبو المساجد " ومن إحسانه الذي يذكر به بناؤه لمسجد على شاطئ قرية اركمان يحمل اسمه ، بناه على أرض هي ملكه ، وأصبحت منارته الآن تتراءى للعيان من بين فيلات الشاطئ ورماله ومياهه الزرقاء . وكرم الحاج الغادي مسعودي تكريما رمزيا بشواهد تقديرية وتهنئة من الجمهور الحاضر ، وكان ختام الندوة الدعاء الصالح لأمير المومنين .