في إطار اللقاءات التواصلية التي دأب على عقدها من حين لآخر مع مختلف فعاليات الشأن الديني بإقليم أزيلال، من مرشدين و مرشدات وخطباء و أئمة و وعاظ وواعظات ، نظم المجلس العلمي المحلي لأزيلال يوم الخميس 25 دجنبر 2014، بالغرفة الفلاحية، لقاء تواصليا خاص بالسادة القيمين الدينيين، بمبادرة من فضيلة العلامة الأستاذ محمد حافظ رئيس المجلس العلمي المحلي لأزيلال، حول موضوع " رسالة القيم الديني بين الواقع و الآفاق"بحضور مندوب الأوقاف و الشؤون الإسلامية بإقليم أزيلال وأعضاء من المجلس العلمي المحلي، ومرشدين ووعاظ وواعظات وخطباء و فقهاء من مناطق مختلفة بالإقليم . أفتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم للمرشد مراد الادريسي، بعدها ألقى الأستاذ محمد السوسي عضو المجلس العلمي المحلي لأزيلال كلمة بالمناسبة رحب من خلالها بالحاضرين كما شكرهم على تلبية الدعوة بالحضور وشكر الطاقم التقني لقناة السادسة , مشيرا في كلمات مختصرة إلى موضوع اللقاء مبينا أهميته و أهدافه . إلى جواره أشار السيد جمال الدين أمحمدي مندوب الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالإقليم في مداخلته إلى أهمية تكوين الأئمة المؤطرين الذي بلغ هذه السنة 1500 إمام ,حيث تستغلهم الأمة و تنتفع بخيراتهم لقيادة الركب و تنزيل الخطة في التدبير الشأن الديني , و أن كانت تحول دونها عوارض عدة كالعنصر البشري و الغايات و الأهداف...وأكد ان الوزارة انصبت على التعجيل بتسريع برنامج تكوين الأئمة, وقد استندت إلى لجنة من العلماء التي انكبت على صياغة خارطة الطريق , و ذلك بتفقد الأئمة للمساجد و سلامة العاملين فيها و إبعاد العناصر التي تزرع الخلاف و الشقاق بين المواطنين و تثير الفتن, و لحماية المذهب المالكي ...كما أشار الى عمل المرشدين حول تأطير الأئمة و تكوين عموم الأمة من خلال إتباع مسلك تأهيل الأمة و تفقيه الائمة في مباحث دليل الباحث و الواعظ...و في آخر مداخلته تطرق إلى واجبات الإمام كعنصر بناء في تدبير الشأن الديني المحلي, وتحليه بالأخلاق الحميدة , وإتباعه لسياسة القرب من خلال التواصل مع المحيط و الاستماع الى همومه و حاجياته..مع التقيد بالإدارة المشرفة عليه للاستفادة من الأنشطة التربوية و العلمية التي تنظمها حيث تعطيه القدرة على التبليغ ..... إلى جانبه فضيلة الأستاذ محمد حافظ رئيس المجلس العلمي المحلي المغرب لازيلال، و قد تناول في كلمته أهمية و ضرورة التمسك بثوابت الأمة.و الحفاظ على النموذج المغربي وخصوصية المغرب الحضارية كالاهتمام بالحزب الراتب و تحفيظ القرآن و الانفتاح على العالم و الثقافة الإنسانية و عدم الانغلاق على الذات....هذه التجربة التي ألقت إقبالا كثيرا من طرف الأشقاء العرب و الأفارقة في الآونة الاخيرة.... أما مداخلة الأستاذ محمد السوسي عضو المجلس العلمي المحلي فتمحورت حول "مهام الامام المؤطر",أبرز فيها مجموعة من المهام ضمن خطة العمل الوطنية للأئمة المرشدين, وهي تفقد المساجد و القيمين الدينيين, ومواكبة حلقات تأهيل الأئمة و الخطباء للارتقاء بالمستوى العلمي لديهم, و تفقيه الإمام بدليل الإمام و الخطيب و الواعظ, وترسيخ القيم الدينية السمحة , و التفاعل مع مضمون الخطة و أجرأتها كما يجب.... إثر ذلك تم توزيع بعض الجوائز تكريسا لثقافة الاعتراف بالجميل على بعض الوجوه النشيطة و هم الفقيه محمد شكري الذي قض 55 سنة بنفس المسجد, و الواعظ و المحفظ للقرآن الكريم محمد القاضي الذي تخرج على يديه ثلث من أكبر الأئمة و الخطباء, و الأستاذة حياة مهان واعظة و محفظة بأزيلال.. تلته مداخلة الأستاذ إبراهيم ايت لحسن عضو المجلس العلمي المحلي حول "دور الارتقاء الديني في الارتقاء برسالة المسجد"تحدث فيها عن قيمة و دور المساجد , وعن دور القيم الديني في هداية الناس للخير و توجيههم للإصلاح و تحبيب الدين إليهم, وهذا لا يتأتى إلا بكفاية علمية واسعة و تربوية و أخلاقية ... وفي الأخير تدخل الأستاذ أحمد هريمش منسق الأئمة المؤطرين, عن طريقة العمل الجديدة التي سيتم العمل بها مستقبلا , و التذكير بالواجبات الملقاة على عاتق الأئمة المؤطرين, و الاتفاق عن طريقة تسيير العمل المنوط بهم.. و للإشارة ، فهذا اللقاء التكويني لاقى استحسانا و ترحيبا كبيرين من جميع المرشدين و المرشدات و الواعظين و الواعظات و الأئمة و غيرهم من الحاضرين، حيث أنهم استفادوا منها كثيرا و مكنتهم من تطوير معارفهم حسب ما صرح لنا به العديد منهم ، و قد حظيت بمتابعة و اهتمام كبيرين ، نظرا لما للموضوع من أهمية عظيمة و شأن رفيع في الإسلام و فائدة و نفع عميم ، من تذكير الناس بربهم ، و تفقيههم أمور دينهم و غير ذلك .و اختتم بقراءة البرقية المرفوعة الى السدة العالية بالله, وبالدعاء الصالح لأمير المؤمنين محمد السادس و لعامة المسلمين و المسلمات...