لعدة أشهر ماضية تحولت الساحة الجمعوية و الإعلامية بالناظور لما نطلق عليه نحن الريفيون في تراثنا الشفاهي “أورار ن بوقيوع” و المقصود به عرس شخص يسمى بوقيوع ترك ضيوفه يفعلون ما شاءوا في عرسه دون نظام او ترتيب حتى عمت الفوضى و من هنا جاء المثل للتعبير عن حالات الفوضى العارمة و هذه الحالة بحسبي هي ما عاشته الناظور طيلة الشهور الستة الماضية إحتجاجات بلا معنى مدفوعة الاجر و مقالات و جرائد و سب و قذف في مواجهة كل من ينتقد الفوضى و إغلاقات و فيزات و ترويج إعلامي مدفوع لأشخاص معروفين على الساحة بأنهم ما دخلوا دارا حتى خربوها و تركوها تصفر فيها الرياح و تنعق على أسطحها الغربان كل ذلك وسط صمت رهيب من أجهزة الدولة التي تحول بعضها لحماية بعضهم؟؟ و مع عاصفة الفوضى هذه فضلت طاقات الناظور الحية الإنزواء بعيدا حتى لا يمسها شيئ من براز العملاء و باعة الأسطر بالتقسيط، الذين تحولوا بين ليلة و ضحاها لنجوم على الورق يقلبون و يشقلبون المدينة على هوى أسيادهم و لكن الاحداث المتتالية الأخيرة و التي دفعت بعض “النجوم” للهروب و آخرين للإختباء و بعضهم للسجن أثبتت للجميع أن الأجهزة الحية للدولة كانت تمهل بعضهم إلى حين، حتى آن أوان قطف الرؤوس بالادلة الدامغة التي لا تبقي و لا تذر و البقية تأتي؟؟؟ و لكن إن كانت الدولة تقوم بواجبها بأسلوبها و على طريقتها و بأجندتها الخاصة فإن تخلي الطاقات الحية للإقليم عن دورها في المبادرة و القيادة خطأ تاريخي سيمنح الفراغ الذي سيستغله تجار الجمعيات و الكلمات و الوقفات ليعودوا من جديد إن تدخل الامن للقبض على المشاغبين الذين أفسدوا عرس بوقيوع لا يعني إستتباب النظام فعلى بوقيوع و من معه أن يستفيقوا من غفلتهم و يأخذوا مقاليد الامور و يملؤوا الفراغات التي يستغلها تجار الفوضى إن لم يقف المجتمع المدني الناظوري اليوم و ليس غدا ليعبر عن نفسه فإن الفرصة ستفوته مرة أخرى و سيترك الدولة لاعبة وحيدة أمام شرذمة تجار الفوضى و سنعيد إنتاج نفس التاريخ الذي لم نقف لنقرأ صفحاته جيدا و سيعود عرس بوقيوع كما كان إلى الأسبوع المقبل [email protected] لقراءة الأعمدة السابقة للكاتب المجهول إضغط على الروابط فليسقط الخونة ؟ هل تعيش الناظور حقا أزمة مالية؟ البنك الحشيشي الناظوري معركة ميضار و الدريوش : الخديعة الكبرى ضحايا رالي الفطواكي صديقي أبو حشيشة