من غريب الصدف ، كنت منهمكا في هذين اليومين الاخيرين قيد اعداد دراسة نقدية لكتيبين صدرا مؤخرا الاول تحت عنوان : " الريف بين العدوان و التهميش و البحث عن الذات " صدرعن سلسلة الشروق في عددها الثاني بتاريخ يونيو 2009 ، ثم الكتيب الثاني تحت عنوان : " اعلام الشعر الامازيغي – الشاعر الخسن المساوي – " طبع بمطابع انفو برانت بفاس بنفس التاريخ تقريبا من 2009 ، و الكتيبان هما من اعمال الدكتور جميل حمداوي ، و اعتذر عن كلمة " كتيب " لأنهما لم يرتقيا الى مستوى الكتاب ، رغم كل ما اكنه له من احترام وتقدير و رغم كل ما عرفناه عنه بمواقفه الثابتة و النضالية من الناحية البحثية في تاريخ و ادب منطقتنا العزيزة ، ورغم كل ما يتسم نقده الادبي و التاريخي البناء سواء في حقل الشعر او الفن او الادب بصفة عامة ، الا اني تفاجات بدراسته النقدية التي ارسلها الى هيئة تحرير موقع : " ناظور سيتي " و التي تضرب عرض الحائط وقائع تصوير فيلم باللغة الريفية الذي مازال قيد التصوير و المونتاج ، رغم كل ما عرف عن الدكتور من حياد طيلة السنوات الماضية ، و يتجلى ذلك في دراساته النقدية سواء اكانت على شكل مقالات في جرائد محلية او مواقع الكترونية ، او ما نشره على شكل كتب و دراسات ، و باعتباري متتبع لدراساته النقدية وجدت ان الدكتور جميل حمداوي قد ادى بسيرة ادبه الطويلة الى الهاوية حينما دخل باب الحسابات الضيقة التي هو في غنى عنها ، و ليعذرنا دكتورنا عن هذه الدراسة النقدية التي نحن بصددها ، و لكي اطمئن الاطراف الاخرى سواء اكانت هيئه تحرير الموقع او القارئ الكريم ، انه ليست لدي اي حسابات او عداوة مع الدكتور، الا اني وجدت اننا نحن الريفيين قد وصلنا الى مستوى يؤهلنا للحكم على النوازل ، كما ان التجربة علمتنا كيف نتعامل مع المواضيع الحساسة التي تمس هويتنا و تقاليدنا على وجه الخصوص و في وطنيتنا بشكل عام ، و لسنا بحاجة لمن يملي علينا ما نقوم به ازاء اية نازلة او دعوتنا بالعزوف عن اي شيء اخر ، فالحمد لله منطقتنا او بالاحرى ريفنا يزخر بطاقات ادبية و ثقافية شابة بالخصوص وغير شابة قادرة على التمييز والنقد في شتى المجالات ، الا ان ظروفها الاجتماعية و الاقتصادية تحول دون تتبعها لأحوال الشارع العام ، و هذه العوامل تؤدي الى عرقلة طريقها ، و نحن نرفض رفضا تاما استبلاد هذه الطاقات و أمرها او دعوتها الى الحكم او العزوف عن اي شيء ، فالدكتور في اخر دراسته إن لم نقل بلاغه او مقالته الصخافية ، لانه لم يرتق الى مستوى النقد الذي عودنا عنه دائما بالإتيان بالحجج و الدلائل ، كيف يقول او يدعو الريفيين الى عدم اعتبار فيلم " ثامنت ءوريري " و ادخاله خانة السطحية و المستهلكة و الرخيصة في اغراضها ومراميها ، مستندا بذلك على ان السيناريو متوفر بكثرة فى رببيرتوار الدارالبيضاء ، في حين انه يناقض كلامه ان السيناريو من اصل سوسي ، اذن من اين اتى الى الدارالبيضاء ؟ ، ثم ينتقل الى عدمية خصوصيات المؤلف بهذا الفيلم فالسيناريو من تاليف عمر حيضر و محمد انفلوس و من تمزيغ " ذ/فؤاد ازروال " لكنه ايضا يناقض كلامه المندرج في كتابه الصادر مؤخرا كما سبق لنا الذكر كتاب : " الريف " و الذي نحن بصدد دراسته ، حيث يشيد باعمال فؤاد زروال بمدحه و الاعتراف له بمزاياه المتميزة في الحقل الفني المسرحي و السينمائي ، حيث يقول في كتيبه بالحرف : " و نستنتج كذلك ان فؤاد ازروال هو اول من وظف المسرح الفردي و اول من التجا الى الى الاقتباس و تمزيغ النصوص العربية و الاجنبية ، كما انه اول من تحدث عن الهوية الامازيغية و ما يتفرع عنها من اشكاليات و قضايا جوهرية خاصة تتعلق باللغة و الكتابة ....و نضيف كذلك انه اول من استعمل ثلاث لهجات امازيغة في عرض مسرحي في مسرحيته : " اورتي ءورلين / الحديقة الموهومة .." (ص: 79-80 )، ليضيف ان اسهامات ازروال كثيرة و ذلك انه ساعد على فتح باب حركية الاخراج المسرحي على مصراعيه في منطقة الريف ، كما ساعد على ظهور مؤلفين مسرحيين في منطقة الريف ك : احمد زاهد ، محمد بوزكو و عمر بومزوغ ....و يضيف الدكتور في كتابه الريف ان ازروال ساعد في تنشيط الحركة الثقافية الامازيغية بالناظور بعروضه المسرحية لمدة عقد من الزمن ، كما يعترف الدكتور ان اختيار فؤاد ازروال من طرف المعهد الملكي للثقافة الامازيغية كان عن جدارة و استحقاق ( نفس الصفحة : 80 ) و نفاجأ به اليوم يضرب مجهودات فؤاد زروال في فيلم " ثامنت ءوريري" عرض الحائط بحجة ان عمليات التصوير يسودها ارتجال و عشوائية في اختيار الممثلين بدون اعتماد الكاستينغ ، و ذلك قصد اختيارهم على اساس علمي مضبوط و دقيق ، و لست هنا ادافع عن الفيلم او عن منتجيه ، و للعلم فقط لست على علاقة البتة مع الاطراف الممثلة او المخرجة او المنتجة ، كما نعلم و بتجربتنا المتواضعة مقارنة بتجربة الدكتور الكبيرة ان كل الافلام العالمية عامة و الوطنية بالخصوص ، يضطر فيها المنتجون والمخرجون الى الارتجال ، عن اي اساس علمي سيتم اختيار الممثلين في الريف ؟ و كما صرح في نفس المقال فالمنطقة تفتقر الى عدد الافلام المنتجة ، اذن فمن اين لنا من الممثلين في الريف ؟ الا من استثناءات معدودة على رؤوس الاصابع ، امثال سعيد المرسي ، فاروق ازنابط ، محمد الحياني ، سعيد عبيد ، لويزا بوسطاش ، طارق الشامي ، كما ذكرها في مقاله ، و نشير الى نسيانه الجانب الانثوي التي تقاسم البطولة مع الفنان القدير سعيد المرسي ، الممثلة " ثريا العلوي" و التي أعطت للفيلم شيئا من الشهرة ان صح التعبير على المستوى الوطني و هذا دور مشهود لها به ، كما نضيف آخرين و منهم : بنعيسى المستيري ، عبد الواحد الزوكي ، عبد الله انس و نعيمة علاش و غيرهم ، فهذا استناد ضعيف كي نحكم على فيلم لم يعرض بعد و لم يتعرض بعد للمونتاج ، اما الاستناد الى ضعف او انعدام الاجور لدى الكومبارس او ما اسماه الدكتور بالاستغلال البشع للممثلين و الكومبارس ، فنحن نرى انها مسألة شخصية بالنسبة للممثلين و الكومبارس على حد سواء ، وتبقى هذه ظاهرة ان صح الفول متجذرة في وطننا العزيز لان المشرع المغربي مازال لم يصل الى سن قوانين تنظم هذا المجال و ناخذ على سبيل المثال لا الحصر: لم لم يتطرق الدكتور في نقده من قبل الى صالونات ورزازات التي يتعرض فيها ابناءها الى شتى انواع و ابشع الاستغلال و الزبونية ؟ و لم لم يتطرق الى نقد البرامج التلفزيونية الكثيرة التي تتميز بالرداءة ؟ و تذهب فيها اموال الشعب سدى ان صح التعبير ، ولكن هنا لدينا نقطة يجب التطرق اليها ، ان كانت كل تلك الافضال لفؤاد ازروال على مجال الفن و السينما بالريف عامة و بالناظور بوجه خاص ، فاننا نعتبره الاليوم قدوة لنا لانه تقدم بنا خطوات كثيرة في هذا المجال و لولاه لكان مازال علينا ان نخطوها و بذلك يكون قد قفز بفن المسرح و التمثيل في الريف قفزة نوعية الى الامام و بالتاكيد طبعا نحن نشجع و نؤكد دعمنا على استقدام المنتجين سواء اكانوا امازيغ او غيرهم ، وذلك قصد اثراء الحقل الفني الريفي و دون النظر الى الناحية الموضوعية سواء اكانت مستهلكة ام لا لان هدفنا اليوم هو ان نتعلم ، وذلك طبعا باعتبارنا مبتدئين باحثين عن ذوي التجربة ، الى ان نقفز قفزة نوعية اخرى في هذا المجال و طبعا الى الامام كي نصبح في مستوى ما وصلت اليه السينما الوطنية ولم لا العالمية بصفة عامة و السوسية تحديدا ، و هذه المهمة ملقية على عاتق النسيج الجمعوي و الثقافي للمدينة او المنطقة ، و لاني استغرب لم لم يكتب الدكتور و لو كلمة نقدية في هذا الشان؟ حيث ينظم مهرجان للفيلم الهولندي كل سنة في الناظور و لا ينظم مهرجان للفيلم الامازيغي مثلا كي نتعلم الدروس و العبر من تجربة الاخرين، ام ان الدكتور بازدواجيته و تناقضاته في نفس المواضيع يقر بدنيوية هذا الشعب ، و ذلك بايراده مجموعة من المفاهيم التي تضرب في صميم الهوية الامازيغية و الريفية و المغربية بالدرجة الاولى ، و التي تخدش جل ان لم نقل كل فرد في هذه المنطقة بالخصوص ، وفي العالم الامازيغي بشكل عام و في نفس الوقت يشير بشكل مقتضب الى الهوية الحقيقية لهذا الشعب المناضل ، ثم في نفس الوقت يضرب في صميم مبادئه و يشكك في بعض الاحيان في تشبث الريفيين بوحدة الوطن متبعا بذلك متبنيي الفكر الشرقي ، وهذا ما لانقبله البتة ، كقوله في نفس كتابه " الريف " بالحرف : " و لتطبيق الجهوية الموسعة في منطقة الريف لابد من توعية المواطنين باهمية هذه السياسة الترابية الجديدة ، التي ينبغي ان تقوم على التخليق و التسامح و احترام الاخر ، و تبني الديمقراطية ، و الابتعاد عن فكرة الانفصال ، و ترك كل مشاعر الحقد و العرقية و العنصرية تجاه العرب و المسلمين و خلق مؤالفة حميمية بين العربية والامازيغية و الانفتاح على اللغات الاجنبية " (الصفحة 73من نفس الكتاب ) فالدكتور رجع بنا ما يقرب ستون سنة الى الوراء و يثير ما اثارته الالسلطات الاستعمالرية حينما اصدرت الظهير البربري ، فنحن تجاوزنا كل هذه الترهات و التي عجز بها المستعمر في التفريق بين مكونات او بالاحرى بين النسيج الاجتماعي و الخليط الثقافي للمجتمع المغربي قاطبة (التفريق) بين ابنائه ، لهذا نحذر بعدم تمرير هذه المغالطات فنحن الريفين اشد التشبث بوطنيتنا و هويتنا المغربية و التي هي الاساس التي تنبثق منه هويتنا الامازيغية عموما و الريفية بشكل خاص ، و لاننا نعتبر ان هذا اتهام خطيربالنسبة لابناء المنطقة و الذين لا شك في وطنيتهم و تشبثهم بمغربيتهم منذ الازل ان صح التعبير بل هذا اكثر من اتهام في حقنا " باننا انفصاليين " هذا فيما يخص الجانب الانفصالي ، فهذا المقطع من من النص ياخذ ابعادا خطيرة حيث يتهم ابناء الريف و الامازيغ على العموم بالحقد و العنصرية و العرقية ، لماذا لم ينتقد المظاهر اليومية لاستفزاز الاغلبية الساحقة في هذا الوطن على القناتين الاولى و الثانية ؟ و كل مايتعرضون له من حقد و عنصرية ، لماذا لم يتطرق الدكتور الى نقد كل مظاهر العنصرية التي يتعرض لها الشعب في الادارات العمومية بشكل يومي ؟ ، بل يتهمنا بالعنصرية تجاه العرب و المسلمين ام انه عرف للريفيين ديناغير الاسلام ، هذا ضرب في صميم هويتنا ، اما عن خلق مؤالفة بين اللغتين كان الاحرى به ان يوجه الخطاب الى غير الامازيغ الذين مازالوا يناضلون من اجل ترسيم لغتهم دستوريا و اقليميا ، فنحن مازلنا بعد لم نصل الى تحقيق ذلك في حين يتكلم الدكتور عن المؤالفة ، ان الشعب الامازيغي و الريفي بالخصوص يريد هذه المؤالفة ففيها نوع من تحقيق الاهداف المرجوة ، بل يتكلم كما ان الامازيغ يكرهون العرب و انهم اعداءهم او ان الامازيغية تشكل خطرا على العربية و هذا كما نعتبره ضربا من الخيال . نحن الريفيين اليوم محتاجين لمن يستثمر في بعض المجالات كالفن مثلا ، ونحن في غنى عن الحسابات الضيقة و الشخصية ، انا اوافق الدكتور الراي في ان طاقاتنا مهمشة من حيث الدعم ولكن من المؤكد انه ليست لدينا تجربة كالتى وصلت اليها التجربة الوطنية و السوسية ، وهذا ايضا يورده الدكتور في مقالته الصحافية ، و هكذا و لما راينا انه من واجبنا حماية منطقتنا ووطننا ، و كما سنبقى دائما حاولنا تصحيح او بالاحرى التطرق الى بعض المغالطات التي يتم تمريرها الى ابناء المنطقة ، فنحن لسنا بهذه السذاجة كي نصدق كل ما يقال لنا و كل ما يملى علينا مع كل الاحترام ، و نحن ايضا بالمرصاد لكل من يمس وطنيتنا ، او تسول له نفسه الضرب في هويتنا المغربية و الامازيغية بالدرجة الاولى . و في عودتنا الى كتيب" الريف " نجد الكثير من الاخطاء التي وقع فيها الدكتور و بصفته مشهود له في مجال النقد و البحث ، الا انه كان عليه الا يقع في مثل هذه الاخطاء الجسيمة مثلا كقوله : " الريفيين الاصليين" (ص : 9 - 13) في تطرقه لحرب الغازات السامة او قوله مثلا : " ان الامازيغ قاوموا العرب مشيرا بذلك الى الملك و الملكة الامازيغيان (كسيلا و الكاهنة ) " (ص 54 من نفس الكتيب ) ، كان الاحرى به عدم خدش الشعور الامازيغي لدى الريفيين و الامازيغ بشكل عام ، و كان به كتابة (تيهية ) و هو يعلم اشد العلم ان لفظة " الكاهنة" اطلقت عليها قصد شيطنتها لدى المجتمع آنذاك من طرف العرب ، ثم اننا نحن السنا ريفيين اصليين ؟ ام ان الاصليين قد اندثروا و تبخروا ؟ ثم اضفائه الصبغة الصليبية على الحرب الاستعمارية ضد الريف بقوله : " تلكم هي الحرب الصليبة التي شنها الغزاة الاسبان ضد الريفيين المسلمين " ( ص : 34 )بل كان الاحرى به ان يقول : " تلكم هي الحرب الإمبريالية والاستغلالية و البربرية البشعة التي شنها السبان ضد الريفيين " ، فقط لانه كما نعلم انه في ذلك الوقت كان الريف يتكون من خليط ديني كما نجد عند موليراس في كتابه : " المغرب المجهول – اكتشاف الريف " انه كانت في الريف اغلبية مسلمة و اقليات مسيحية و يهودية ، ثم ان الاستغلال الاستعماري البريطاني للصين و الهند سنطلق عليها حربا صليبية ، لا هذا خطا بل اوجدتها الحالة الاقتصادية التي كانت تمر بها الدول الاستعمارية و ذلك من ضعف المواد الاولية و البحث عن اسواق جديدة لتسويق المنتوجات الصناعية الناتجة عن الثورة الصناعية آنذاك ، ثم تعد الاستغلال الاستعماري من طرف اوربا لامريكا الجنوبية حربا صليبية و التي لم يكن الاسلام قد وصل اليها بالمعنى الحقيقي ، ثم استغلال اليابان لمنشوريا هي حرب صليبية كذلك . هكذا يجب ان ننتبه لما نقراه في الكتب البحثية خاصة منها التاريخية ، لانه في اغلب الاحيان تمرر لنا عبرها بعض المغالطات ، مثلا كنقل بعض الاسماء الريفية المغلوطة عن مؤرخين ليسوا ابناء المنطقة كما نجد مثلا عند " جرمان عياش " و الذي يعرف بكثرة اخطائه في تسمية بعض المناطق و الاعلام الريفية ، و لنا في كتيب الدكتور مثلا و هو قوله بالحرف : " كما اثبت ذلك محمد سلام امزيان صديق عبد الكريم في القاهرة " ( ص : 27 من الكتيب ) ، عن أي عبد الكريم يتكلم الدكتور هنا ؟ كان الاحرى به ان يقول : صديق الامير محمد عبد الكريم الخطابي ، او على الاقل ان يقول : صديق الامير الخطابي ، بذلك سيكون قد صحح خطأ اقترفه مؤرخ غير ريفي ، وهو طبعا معذور لانه يجد صعوبة في لفظ الاسماء كما هي ، لكن العيب على ابن المنطقة عندما يقترفها ، او مثلا في نقله عن خوان باندو من كتابه : " التاريخ السري لحرب الريف " في قوله و اخذه حرفيا : " فقد اعدت اسبانيا كل ما لديها من قوة بشرية و مالية و مادية وما تملك من ترسانة من الاسلحة الحديثة الفتاكة لدحر المقاومة الريفية الاسلامية " (ص : 17 ) و نحن نعلم ان كل الكتب التي تطرقت الى تاريخ مقاومة الامير محمد عبد الكريم الخطابي تؤكد على وجود ضباط عسكريين غير مسلمين و منهم المان و فرنسيين و امريكيين و لولاهم لما تمكن المجاهدين الريفيين من التمرن على الاسلحة الحديثة التي تمكنوا من حجزها في معاركهم البطولية . فيما ننتقل الى الكتيب الثاني و الذي نجد فيه على وجه التحديد شوائب في تعريب قصائد الشاعر الريفي " الحسن المساوي " حينما نجده مثلا يترجم قول الشاعر : " ءانسوماث إيشارن دوري تيسوظار " جاء تعريب الدكتور هكذا : " سنفترش التراب و الاحجار " و هذا خطأ في التعريب لدى الدكتور كان الاحرى به ان يقول : " سنفترش التراب و نتغطى بالاحجار " و ذلك لغرض توصيل ذلك النوع من التلاعب اللغوي الجميل الذي اراده الشاعر ، ثم نجد ايضا عناوين القصائد : " طابور- لالايما " ، " أريف ناغ " ، " ناش ذلليف ناس " و الكتيب النقدي مملوء بهذه الاخطاء البديهية التي كان على دكتورنا التجنب الوقوع فيها و التي ترجمها على التوالي ب : " مجموعة امي " ، " ريفي " ، ثم " انا احبها " كان عليه ان يقول ان اردنا الدقة : " صف امي العزيزة " ، ذلك ان الطابور (tabor) في الاسبانية تعني الصف ، ثم " ريفنا "بصيغة الجمع و " انا حبها " و لو بقينا في استعراض كل هذه الاخطاء لن ننتهي منها الا و اذا اتينا على انتهاء الكتيب النقدي ، ثم نجد ان هناك اخطاء نحوية لدى الشاعلر لم يتطرق اليها الناقد و نذكر على سبيل المثال لا الحصر لانها كثيرة ، قول الشاعر : " ثاكاد خافي ثعذو ثخزاد ءوشا ثويور ءاغمبوب ذازكاغ ءامثزيري ثكور ءاتوصاك ءاتيسيث ءايما ذانوار " نجد هنا لدى الشاعر انه يشبه وجه حبيبته الاحمر بالقمر المتحرك لكن القمر يكون عادة فضي اللون كما نقول دائما ، ثم ننتقل الى الضرورة الشعرية في الريفية في " ءايما ذانوار " كان عليه ان يقول : " ءايماينو ذنوار " ذلك ان كلمة " ذانوار" ستتخالط على المتلقي ففيها مكافئ آخر الا و هو" الذيل " الى غيرها من الاخطاء التي وقع فيها الشاعر لم تتطرق لها الدراسة النقدية و التعريبية للدكتور ، كما ان الكتيبان لم ياتيا بالجديد من الناحية التاريخية او النقدية ان لم نقل انها عبارة عن ربط مقالات من مجموعة من الكتب التاريخية ، كما هو الشان بالنسبة لكتيب " الريف ، بين العدوان و التهميش و البحث عن الذات " ، و ربطها في سياق مبعثر و نقل لأخطاء تتعلق ب الأسماء ، ثم التخبط في مواضيع إيديولوجية نحن في غنى عنها ، كالدين و العرق و العنصرية فهذه المصطلحات اليوم متجاوزة في المغرب الحديث ، بذلك ننتقل الى محاورو فصول الكتيب التي هي عبارة عن تلخيص لكتاب عبد السلام فيزازي المعنون ب : " الريف المنسي " بالنسبة للفصل الثاني المعنون بسياسة التهميش و النسيان ، لم يضف الدكتور أي مفهوم او أي فكرة جديدة ، اما في الفصل الثالث المعنون بسياسة الحكم الذاتي ، فلم نر أي شيء جديد بل الجديد هو نعت الريفيين بالانفصاليين و رميهم بتهمة التعصب و العنصرية ، و كان الفصل عبارة عن رصد لما اثارته الجمعيات و الندوات من تعريف للحكم الذاتي بصفة عامة و بالريف بوجه التحديد ، ثم سياسة الجهة الموسعة تم فيها استظهار المفهوم الذي وضعته السلطات المغربية و تبيان دورها في الرفع من مستوى التنمية على المستوى الجهوي ، اما الفصل الخامس تحت عنوان " سياسة البناء الثقافي " فقد تطرق فيه الدكتور الى اختصار و استحضار المنجزات الثقافية و الفنية لابناء المنطقة و التي اتى فيها باشياء ناقضها فيما بعد في مقالته الصحافية التي نشرها على موقع " ناظور سيتي "، ثم استبلاد ابناء المنطقة برميهم بعدمية الثقافة لديهم ، و ذلك بقوله ان الانطلاقة الفعلية للثقافة في الريف كانت منذ خطاب اجدير سنة 2001 ، و هذا تناقض ايضا لان خطاب اجدير جاء دعما و رفعا من الملك للانطلاقة الثقافية ، التي تواجدت و ستتواجد دائما في ابناء المنطقة ، اما من حيث الكتيب الثاني فاننا نعتبره فقط تقسيما و شرحا و تعريبا غير كامل لديوان الشاعر الريفي " الحسن المساوي " لأنه لم يرتقي الى مستوى النقد او التحليل بما هو تحليل في اللغة الامازبغية . وبهذا انهي دراستي النقدية الممنهجة ايضا ، بابيات شعرية عشوائية احترمت فيها قاعدة القافية فقط : لا تستبلدنا يا دكتور * فنحن لسنا بلداء و انتقدنا بما * هو ليس الداء رميتنا وامرتنا * بالعزوف عن شيء بالاستغناء بل اسلك طريق * النقاد بالنقد البناء و تطول القصيدة بعشوائية طبعا