جديد سلسلة "الشروق" من توقيع جميل حمداوي يصدر قريبا عن سلسلة الشروق المغربية كتاب جديد للدكتور جميل حمداوي اختار له من العناوين: "الريف بين العدوان والتهميش والبحث عن الذات"، والذي تناول فيه بالدرس والتحليل منطقة الريف في تاريخها وأدائها السياسي والثقافي عبر مقاربة حذرة تتوسل في اشتغالها بثمرات العلوم الإنسانية. "" وفي تقديمه لسلسة الشروق المغربية بمناسبة صدور عددها الثاني يقول مديرها محمد أوجار بأنه: "ليس هناك من هدف أقصى لهذه السلسلة سوى توسيع دوائر النقاش وخلق فضاءات من الحوار والتناظر الفكري، عبر مساءلة عدد من القضايا التي تحسم حالنا ومآلنا في هذا الهنا والآن، فالرهان الثقافي يبرر هذا "الالتزام الأخلاقي" اتجاه القارئ المحترم، عبر تقديم منتوج فكري نوعي بثمن شعبي مرة في الشهر". ويضيف محمد أوجار قائلا بأن "الرهان الثقافي يظل مدخلا رئيسا لبناء مجتمع متضامن ومنخرط، كليا، في مجابهة تحدياته وإكراهاته، التي تزداد قوة وتأثيرا، بسبب الانتماء إلى ألفية ثالثة مختلفة، وأساسا إلى عالم معولم ومنفلت، لا تصمد فيه إلا الهويات المحصنة بالإنتاجات الرمزية وليس المادية". مؤكدا بأن "هذا الغد المجهول يبدو لا مكان فيه لمن لا يرافق "خير جليس"، ومن لا يجعل من السؤال والنقاش شرط وجوديا لحياته، وهذا ما يدفع إلى الاستمرار في درب "صناعة الكتاب"، حتى يستعيد منسوب القراءة عافيته بالمغرب، وننتقل من النقاش السياسوي والشعبوي إلى مستويات عليا من التفكير الإيجابي والحوار الجاد والرصين". ويتوزع هذا الكتاب الذي يصدر بعد كتاب السلوك الانتخابي بالمغرب، على أربعة فصول تتناول سياسة العدوان والموت و سياسة التهميش والنسيان وسياسة الحكم الذاتي وسياسة الجهة الموسعة وأخيرا سياسة البناء الثقافي، وبالنظر إلى التدقيق التاريخي والبحث البيبليوغرافي الذي قام بها الباحث جميل حمداوي في هذا العمل، فإنه يصير وثيقة مهمة في التأريخ السياسي والاجتماعي لمنطقة الريف، كما أنه يغدو مدخلا مهما للانطلاق نحو الدراسات التي همت المنطقة والإبداعات التي انشغلت بها. وقد جاء هذا الكتاب في حلة أنيقة من القطع الصغير( حجم الجيب) وذلك في نحو120 صفحة، بغلاف دال يحمل لوحة تشكيلية من توقيع الفنان التشكيلي فؤاد شردودي. ويوضح الدكتور جميل حمداوي مبررات شواغل كتابه هذا بالقول بأن عمله "يتناول منطقة الريف من خلال رؤية سياسية تاريخية وثقافية، فيرصد مختلف التطورات التي مرت بها هذه المنطقة منذ تواجدها في قبضة المحتل الإسباني من بداية القرن العشرين حتى سنة 1956م سنة انتهاء عهد الحجر والاستبداد". موضحا بأن "العدو الأجنبي استعمل في هجومه الشرس على منطقة الريف أعتى الأسلحة الفتاكة في مواجهة البطلين: محمد الشريف أمزيان ومحمد بن عبد الكريم الخطابي، فانتهى الوضع العسكري والميداني الذي كان لصالح المقاومين المجاهدين والثوار الريفيين باستخدام العدو الهمجي للغازات السامة المحرمة دوليا من أجل القضاء على المقاومة الريفية بصفة نهائية". ويمضي حمداوي قائلا بأن "الريفيين في السنوات الأخيرة من القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة، سيفكرون في بناء الذات والذاكرة التاريخية بكيفية متدرجة واعية وذكية من خلال البحث عن الهوية الأصلية والتشبث بالكينونة الأمازيغية عن طريق البناء الثقافي الأمازيغي أولا والدعوة السياسية إلى تطبيق الحكم الذاتي والجهوية الموسعة ثانيا.ومن هنا، فقد مر تاريخ منطقة الريف بأربع مراحل كبرى: مرحلة العدوان الأجنبي، مرحلة التهميش والإقصاء بعد الاستقلال.مرحلة البناء الثقافي وأخيرا مرحلة البناء السياسي (الحكم الذاتي والجهوية الموسعة). يذكر أن مؤلف الكتاب الدكتور حمداوي يعد من أهم الباحثين بمنطقة الريف وذلك بالنظر إلى أصالة منجزه الفكري والإبداعي الذي يتوزع على البحث العلمي والمسرح والنقد الأدبي وكثير من صنوف المعرفة.يذكر أخيرا أن سلسلة الشروق المغربية أصدرت قبلا عددها الأول الموسوم ب "السلوك الانتخابي بالمغرب" من توقيع مجموعة من الباحثين، كما أن هيئتها الاستشارية تضم نخبة من المثقفين المغاربة وهم : الدكتور مصطفى محسن، الدكتور عبد الكريم برشيد، الدكتورة زهور كرام، الدكتور محمد البوكيلي، الدكتور يحيى اليحياوي والدكتور الحسن اللحية. كما أن هذه السلسة ينسق تحريرها كل من عبد الرحيم العطري ومنتصر حمادة.