في سابقة من نوعها، دخلت قوات عسكرية (قوات مساعدة) مغربية الى ما بعد الحدود الفاصلة بين إقليم الناضور ومليلية المحتلة للعمل على طرد مهاجرين أفارقة أرادوا التسرب الى هذه المدينة. وهذا يحدث لأول مرة، مما يجعل الكثير من التساؤلات حول التنازلات التي يقدمها المغرب الى اسبانيا خاصة وأنه رفض طيلة 22 سنة قبول المهاجرين الذين يتسربون الى المدينتين المحتلتين. ونشرت إذاعة كادينا سير اليوم وهي الأكثر استماعا وتأثيرا في اسبانيا اليوم شريط فيديو في موقعها الرقمي يبرز دخول قوات عسكرية مغربية يوم الجمعة الماضية الى الأراضي الفاصلة بين الأسوار السلكية وهي التي أقيمت في الأراضي التي تحتلها اسبانيا، وقامت هذه القوات لاحقا بطرد المهاجرين نحو التراب المغربي المحرر. ولم يسبق للقوات المغربية أن دخلت الى هذه المنطقة منذ إقامة الأسوار السلكية للفصل بين سبتة ومليلية وباقي الأراضي المغربية لمواجهة ظاهرة الهجرة السرية. ولكن هذه المرة دخلت القوات العسكرية المغربية، وفق شريط فيديو كادينا سير، ووفق الجمعيات الحقوقية في هذه المدينةالمحتلة. ونشرت جمعية "برودين" بيانا تحتج فيه على دخول القوات المغربية وتعتبر أن القانون يمنع دخولها كما يمنع إعادة المهاجرين الأفارقة في حالة اجتيازهم السور السلكي الأول لأن الأمر يتطلب الاستماع الى المهاجرين وتحديد هويتهم والتحقق ممن يمتلك صفة لاجئ. ومن شأن هذا التطور أن يسبب في تداعيات سياسية وقانونية، وقد سبق للقضاء الإسباني فتح تحقيق الشهر الماضي ضد مندوب الحكومة في مليلية المحتلة بسبب طرد أفراد من الحرس المدني لمهاجرين أفارقة من هذه المدينة نحو المغرب. ويبقى المثير في هذا التطور هو الأسباب التي دفعت المغرب الى قبول مثل هذا العمل بعد امتناع طال لمدة فاقت 22 سنة، إذ رفض المغرب دائما ومنذ سنة 1992، تاريخ توقيع اتفاقية مع مدريد حول الهجرة في قبول المهاجرين الأفارقة من سبتة ومليلية. ولم تقدم الحكومة المغربية توضيحا في هذا الشأن وستلتزم الصمت لأن هذا لا يدخل ضمن اختصاصاتها. ويتزامن هذا التطور مع قرار المغرب بناء خندق مع مليلية. تعليق