أصبحت عمليات قيام مهاجرين أفارقة بمحاولة اقتحام أسوار مدينة مليلية المحتلة انطلاقا من الأراضي المغربية المشكل الرئيسي في الهجرة غير القانونية بين الرباطومدريد. ويحل هذا المشكل محل قوارب الهجرة التي تراجعت بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة وإن كان يتم بين الحين والآخر يتم اعتراض بعضها وآخرها اعتراض قارب يحمل مهاجرين من فيتنام، وهو ما يحدث لأول مرة مع مهاجرين من هذه الجنسية. في هذا الصدد، نجح عشرات المهاجرين الأفارقة من تجاوز أسوار مدينة مليلية المحتلة (تقع شمال المغرب) أمس الثلاثاء في عملية شارك فيها قرابة 400 مهاجر. وأوردت وكالة الأنباء الإسبانية نقلا عن مصادر الشرطة أن المهاجرين ال 400 اقتحموا الأسوار السلكية للمدينة من نقطتين، مما يزيد من صعوبة قوات الأمن سواء المغربية أو الإسبانية التي تجد نفسها تواجه جبهتين. وفي الوقت الذي جرى فيه إيقاف الأغلبية يبدو أن العشرات وقد يصل العدد الى مائة نجحوا في التسلسل الى داخل المدينة. ويؤكد مسؤول أمني أنه يجب انتظار بضعة ايام لمعرفة العدد الحقيقي الذي نجح في التسلسل بحكم أن المهاجرين يتقدمون لاحقا الى مراكل الإيواء للتسجيل للحصول على الإقامة والتغذية ضمن ما توفره الدولة الإسبانية للمهاجرين السريين في هذه المدينة. وهذه المرة الثانية التي يقدم فيها المهاجرون الأفارقة على اقتحام أسوار مليلية خلال الشهر الجاري، وكانت الأولى يوم 9 يوليو الماضي، حيث نجح حوالى 40 مهاجرا في الدخول الى المدينة. ومنذ بداية السنة الجارية، تجاوزت عمليات محاولة اقتحام أسوار مليلية العشر محاولات، ونجح أكثر من 500 مهاجر الدخول الى هذه المدينة. وينطلق المهاجرون من المناطق المغربية المتاخمة لمليلية، ورغم الحراسة المشددة للسلطات المغربية والإسبانية ينجح المهاجرون في اقتحام أسوار مليلية بين الفينة والأخرى. ويعيش المهاجرون في غابات منطقة الناضور، وقد وصل البعض منهم الى المنطقة منذ سنوات وعجزوا عن الانتقال الى أوروبا، ويستقرون في أكواخ في الغابات في انتظار الفرصة المواتية للدخول الى مليلية. ولم يعد هذا المشكل يسبب توترا بين حكومتي الرباطومدريد كما كان يحدث في الماضي، إذ تجري معالجته بكل هدوء وتعاون أمني خاصة في ظل الفترة الحالية حيث يوجد تفاهم كبير بين البلدين حول عدد من القضايا ومنها الهجرة. وعوضت ظاهرة اقتحام أسوار مليلية ظاهرة أخرى وهي الهجرة السرية عبر القوارب من شواطئ المغرب نحو الشواطئ الأندلسية وأحيانا نحو شواطئ سبتة ومليلية. وهذا التراجع ينسب الى الأزمة الاقتصادية الشائكة التي تعيشها اسبانيا في الوقت الراهن ودفعت بعدد من المهاجرين الى مغادرة اسبانيا بل وجعلت بعض الشباب الإسباني يغادر اسبانيا الى دول أوروبية وأمريكا اللاتينية بحثا عن العمل، ونسبة منهم يتوجهون الى المغرب الذي كان مصدر قوارب الهجرة السرية. ولكن بين الحين والآخر تصل قوارب محملة بمهاجرين تحاول الدخول الى اسبانيا أو مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وآخر هذه القوارب وصول قارب للهجرة الى مدينة سبتة منذ يومين وعلى متنه مهاجرين من الفيتنام، كانوا يتواجدون في شمال المغرب وحاولوا الدخول الى هذه المدينة بطريقة غير قانونية.