كشف تقرير حقوقي صادر عن جمعية حقوق الإنسان في الأندلس أن 198 مهاجرا غير شرعيين، أغلبهم أفارقة، لقوا حتفهم غرقا خلال محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الإسبانية، بينهم مهاجرون لفظوا أنفاسهم في شواطئ مدينة الفنيدق وكابونيغرو وبليونش. وأفاد التقرر السنوي للجمعية، والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أنه تم كذلك اعتراض 8800 مهاجر غير شرعيين، يتحدر أغلبهم من دول جنوب الصحراء. «لقد ارتفعت محاولات وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى إسبانيا بنسبة 65 في المائة خلال السنة الماضية (2011) ولقي أكثر من 198 حتفهم أثناء محاولاتهم الوصول إلى شواطئ سبتة أو إلى السواحل الإسبانية»، يقول التقرير، مضيفا أن هذه الإحصائيات لا تشمل من لم يتمكنوا من اجتياز ما وصفه ب»جدار العار»، وهو السياج الحدودي الشائك الفاصل بين مدينة سبتةالمحتلة ومدينة الفنيدق، مشيرا في نفس الوقت إلى أن 25 في المائة من الذين تم اعتراضهم نجحوا في اختراق السياج والوصول إلى سبتة، قبل أن يتم إيداعهم هناك في مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين. وأوضح التقرير السنوي، الذي قدّمه رافائيل لارا، يوم الجمعة الماضي، حالات خرق حقوق الإنسان لهذه الفئة من المهاجرين غير الشرعيين، كما تطرق لوضعيتهم الحالية في الغابات المتاخمة لمدينتي سبتة أو مليلية وكذا لوضعيتهم المعيشية في المغرب، بعدما تغير وضعه من بلد العبور إلى بلد الاستقبال. من جهتها، نددت ناتاليا غارسيا، منسقة منطقة الهجرة غير الشرعية في الجمعية ذاتها، باستعمال إسبانيا المغرب لأداء دور «الدركي» لمحاربة الهجرة غير القانونية للأفارقة، حيث لا تخرج الاجتماعات الأمنية بين وزارة الداخلية المغربية ونظيرتها الإسبانية عن الضغط على المغرب لصده محاولات هجرة الأفارقة، سواء إلى المدينتين سبتة ومليلية أو إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. «لقد أصبحت علاقات التعاون بين إسبانيا والمغرب مرتكزة على المفاوضات الأمنية، وتحت ضغط إسباني، على المغرب للحد من على تدفق الهجرة»، تقول ناتاليا غارسيا، مشددة على أن «الظروف المعيشية لأفارقة جنوب الصحراء الكبرى في المغرب صعبة ومحدودة للغاية، انطلاقا من صعوبة إيجاد فرصة عمل أو استفادتهم من الصحة والتعليم، ناهيك عن الاعتقالات التي تطالهم وعن عمليات وترحيلهم». ولم تمض على تقديم التقرير الحقوقي أكثر 24 ساعة حتى اعترضت دوريات الحرس المدني أربعة قوارب للهجرة غير الشرعية في سواحل إقليمغرناطة، حيث كانت تقل على متنها 87 مهاجرا إفريقيا ومغاربة، فيما تم اعتراض قاربين آخرين في سواحل مليلية المحتلة، على متن الأول 12 مهاجرا وعلى متن الثاني خمسة مهاجرين غير قانونيين. ووفق مصادر رسمية، فإنه تم اعتراض القارب الأول مساء يوم السبت الماضي في عرض سواحل إقليمغرناطة، وكان يقل على متنه 51 مهاجرا سريا، كلهم من جنسية إفريقية، فيما كان القارب الثاني يقل على متنه 36 مهاجرا مغربيا غير شرعيين، حيث تم نقل بعضهم إلى المستشفى المركزي في المدينة الأندلسية بسبب سوء حالتهم الصحية.