اعتاد تاجر المخدرات والأقراص المهلوسة، ذو السادسة والعشرين من عمره، بحي الكرعة "الصفيحي" التابع لمنطقة يعقوب المنصور بالرباط، الانتقال بشكل مستمر، ولفترة زمنية امتدت حوالي سنة كاملة إلى مدينة الناظور، من أجل جلب ما يناهز 3آلاف حبة من الأقراص المهلوسة من نوع "فاليوم" و"نورداز".بحسب مصدر وثيق الاطلاع، في كل رحلة إلى المنطقة سالفة الذكر، بهدف ترويجها بالتقسيط بمختلف أحياء مدينة الرباط، بمساعدة شخصين يعملان لحاسبه، في حين يعمل التاجر الرئيسي لفائدة معتقل بالسجن المحلي لمدينة سلا، الذي لا يزال يقضي عقوبة حبسية بسبب نفس التهمة، ويوجهه من داخل زنزانته بواسطة هاتفه النقال، قبل أن تتمكن عناصر الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن الناظور قبل بضعة أشهر من الوصول إلى المزود الرئيسي، حيث جرى اعتقاله، وهو لا يزال يقضي بدوره عقوبة سالبة للحرية بالسجن المحلي بالناظور. خلال مرحلة التحقيق مع المزود الرئيسي بالناظور، اضطر هذا الأخير إلى الكشف عن أسماء زبنائه أثناء تعميق البحث معه، والذين يترددون عليه من كل حدب وصوب باستمرار، والذي يوجد تاجر الرباط ضمن قائمة زبنائه الرئيسيين، من أجل جلب الأقراص المهلوسة، التي تدخل عبر الحدود الجزائرية المغربية، ،ومنذ تلك الفترة وتاجر مخدرات حي الكرعة بالرباط موضوع مذكرة بحث وطنية، وخوفا من توقيفه بمدينة الناظور، قرر التخلي عن الاتجار في الأقراص المخدرة، والعودة إلى مدينة الرباط بغرض الاتجار في مخدر الشيرا، وظل يمارس تجارته المحظورة إلى حين وقوعه في شباك فرقة مكافحة المخدرات، التابعة للشرطة القضائية لولاية أمن الرباط، التي كانت تتحين الفرصة من أجل اعتقاله، إلى أن جاءت أخبار مفادها أن المعني بصدد ترويج "سمومه المخدرة" لبعض الزبناء بالحي المعني، لحظتها انتقلت عناصر من فرقة مكافحة المخدرات، التي أوقفته في حالة تلبس، وبعد إخضاعه لعملية تفتيش ضبط بحوزته، نصف كيلوغرام من مخدر الشيرا. وأثناء مرحلة الاستماع إليه بمقر الشرطة القضائية الولائية، ومواجهته بكل المعطيات آنفة الذكر، لم يجد بدا من البوح أنه كان يعمل مساعد تاجر مخدرات، للعقل المدبر المعتقل حاليا بسجن سلا، وعلى الرغم من حبسه لا يزال يعمل لفائدته، عبر توجيهه من داخل زنزانته بواسطة هاتفه النقال، وأنه كان ينتقل إلى مدينة الناظور لجلب الأقراص المهلوسة بتنسيق مع شريكه المعتقل، الذي كان ينسق مع تاجر الناظور من داخل أسوار السجن المحلي لسلا. وكان يتابع كل عملياته التجارية المتعلقة بالاتجار في الممنوعات بواسطة هاتفه الخلوي، وبعد متابعة التحقيق معه كشف عن هوية اثنين من مساعديه، ولما انتقلت عناصر الفرقة المذكورة إلى مقر إقامتهما بحي يعقوب المنصور، لم يتم العثور عليهما كونهما غادرا إلى وجهة غير معلومة، بمجرد علمهما بخبر اعتقال زعيم شبكة الاتجار في الممنوعات، ولا يزال البحث جار من أجل اعتقالهما وتقديمهما للعدالة من أجل أن تقول كلمتها في المنسوب إليهما. في حين أحيل المتهم الرئيسي أول أمس الأربعاء على أنظار وكيل الملك، لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، من أجل النظر في التهم الموجهة إليه، والمتعلقة في الاتجار في مخدر الشيرا، والأقراص المهلوسة، تقديم مواد مضرة بالصحة، حيازة أسلحة بيضاء بدون مبرر. عملية اعتقال الشخصين اللذين يتاجران في ما بات يعرف ب "السموم البيضاء" الكوكايين، جاءت في إطار سلسلة من التدخلات الأمنية التي أضحت تقوم بها مؤخرا فرقة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية الولائية بالرباط، بمختلف أحياء العاصمة، خصوصا تلك التي باتت تعرف لدى الرباطيين بالنقط السوداء، حيث تمكنت عناصر الأمن من اعتقال المروجين، وبحوزة أحدهما المسمى الحريشي حوالي 400 غرام من المخدرات الصلبة.