مهنة التعليم والتربية مهنة عظيمة وجليلة يعلم الجميع قدرها وأهميتها ، بيد انها اصبحت مع مرور الزمن وظيفة كغيرها من الوظائف لذا دخل فيها من لا يصلح وعمل فيها من لا يرجى منه نفع وانتظم في سلكها من لا يطلب منه اصلاح او علم او تربية ، هذا الواقع الذي لا ينكر ولا يجحد وليس بخافي على احد.. غالباً ما يتهم الأساتذة تلاميذتهم باختلاق أعذار واهية للغياب عن المدرسة، ولكن أستاذاً بثاناوية مقدم بوزيان التأهيلية بقرية أركمان قلب القاعدة إذ وحسب معطيات حصل عليها موقع أريفينو فإن المعني بالأمر وهو أستاذ لمادة الإجتماعيات لوحظ لديه كثرة التغيب وأرجحت تصريحات المتصلين بأريفينو إلى أن يكون السبب من ورائه هو تفرغه “للحياة السياسية” خاصة وأنه مستشار جماعي بإحدى البلديات بمدينة وجدة ،ليضيف المصرحون بأن الأستاذ م.ج لم ينجو من مقصلة اقتطاع من راتبه حدد في 45 يوما. هذا،وقد وصل إلى علمنا أن جمعيات من المجتمع المدني بما فيها جمعية أباء وأولياء أمور التلاميذ قد دقت ناقوس الخطر وأعربوا عن حرجهم وأسفهم عمّا حصل وهم بصدد خوض أشكال احتجاجية خلال هذا الأسبوع قصد تدخل المسؤولين للنظر في هذه القضية. وللتذكير فكم سمعنا عن لجوء بعض الأساتذة إلى حيل للتملص من واجبهم إذ يبدو حسبهم أن التقارير الطبية هي الوسيلة الآمنة والفاعلة من الناحية النظامية للغياب عن العمل، لذلك يلجأ بعض من الكسالى إليها، غير مكترثين بمصالح التلاميذ. ولعل السبب الرئيس في هذه الظاهرة هو انعدام الوازع الديني والأخلاقي عند مستغلي هذه التقارير، للتخلص من أي تبعات قد تترتب على غيابهم وإهمالهم مسؤولياتهم، وقد لاحظ كثير من المهتمين بهذا الأمر أن من يسلك مثل هذه الأفعال هم الأشخاص الذين يعانون فقدان روح الانضباطية، وعدم تقدير المسؤولية، بل وعدم الاكتراث بالآخرين، يحرضهم على ذلك سلطة الأنانية داخلهم، ويرى بعض أن السهر الطويل والمتكرر من الأسباب المؤدية إلى الإرهاق والكسل، وما يترتب على ذلك من انعدام للتوازن، وبالتالي الغياب.