قالت صحيفة "لاراثون" الاسبانية، إن المغرب يسعى لافتتاح سوق جديد في روسيا قوامه 20 مليون مسلم، بالمنتوجات التي تحمل علامة "حلال"، في إطار مساعيه الرامية لزيادة فرص تصدير البضائع، خاصة في ظل مشكل ارتفاع الضرائب الجمركية على البضائع المغربية المتجهة إلى موريتانيا، ومشاكل التصدير إلى أوروبا بسبب إضراب الفلاحين. و بهذا تعود ضغوط التصدير على السوق المحلي بخصوص الاسعار بسبب تراجع العرض الذي سيتم تصديره بكثافة الى روسيا. ووفق نفس المصدر، فإن وفدا مكونا من الجمعية المغربية للمصدرين "أسميكس" والمعهد المغربي للتقييس "إيمانور" شاركا في المؤتمر الدولي ال 14 للحلال في موسكو، الذي نظمته الإدارة الروحية لمسلمي فيدرالية روسيا ضمن فعاليات النسخة 31 من المعرض الدولي للتغذية والمشروبات والمواد الغذائية "بروديكسبو 2024′′. وجرى في خضم ذلك، التوقيع على اتفاقية تعزز التعاون بين المغرب وروسيا في مجال منتوجات "الحلال" على هامش المؤتمر الدولي للحلال من طرف المدير العام للمعهد المغربي للتقييس "إيمانور"، عبد الرحيم الطيبي، والمدير العام للمركز الدولي الروسي للتقييس وإصدار شهادات الحلال، أيدار غازيزوف. وحسب الصحيفة الإسبانية، فإن الاتفاقية الجديدة ستسمح بتصدير المغرب منتوجات اللحوم التي تحمل علامة "حلال" لفائدة مسلمي روسيا، الذي يصل عددهم إلى 20 مليون مسلم، 15 مليون هم من أصول روسية، وهو ما يُعتبر سوقا مهمة. وشهدت العلاقات التجارية بين المغرب وروسيا في السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا، حيث أشار تقرير روسي صدر في شتنبر الماضي إن المغرب يُعتبر ثالث شريك تجاري لروسيا في القارة الإفريقية، وأن المعاملات التجارية بين البلدين تعرف وتيرة تصاعدية، مشيرا إلى أن العقوبات الاقتصادية الغربية فرضت على موسكو البحث عن منافذ تجارية واقتصادية جديدة لتقليص تأثير تلك العقوبات. ونشر موقع "Russia Briefing" التقرير المذكور، حيث أبرزت فيه الأهمية التي يحظى بها المغرب من الناحية الاقتصادية والتجارية لروسيا حاليا، بالنظر إلى العديد من العوامل، أبرزها العامل الجغرافي الهام للمملكة المغربية وما تتوفر عليه من موانئ كبيرة في مواقع جيدة، إضافة إلى الروابط التجارية التي تجمع المغرب بالعديد من البلدان الأخرى. ووفق نفس المصدر، فإن العلاقات التجارية بين موسكو والرباط، عرفت في السنوات الأخيرة ارتفاعا هاما، حيث بلغت 6,7 مليار دولار في القطاع الفلاحي لوحده في السنة الماضية، وتدل كل المؤشرات على أن العلاقات التجارية تسير بوتيرة تصاعدية، خاصة بعدما أعربت روسيا مؤخرا عن رغبتها في انشاء اتفاقيات تجارية حرة مع عدد من بلدان شمال إفريقيا، من بينها المملكة المغربية.