اختتمت أمس الجمعة بالعاصمة الروسية موسكو الدورة الثانية والعشرون لمعرض الدولي للصناعة الغذائية والمشروبات "بروديكسبو 2015" بمشاركة 2300 عارض ينتمون إلى 64 دولة من بينها المغرب. وشارك المغرب في هذا المعرض، الذي نظم ما بين 9 و 13 فبراير الجاري، والذي يعد من أكبر التظاهرات المتخصصة في مجال الأغذية والمشروبات، بوفد ضم نحو 13 شركة ومقاولة متخصصة في مجالات الشاي والزيتون والتوابل ونبتة الكبار والسمك المجمد والزيوت والشوكولاته والخضر، إلى جانب منتجات محلية أخرى. وحضرت المنتجات المغربية الفلاحية في معرض "بروديكسبو 2015" قصد استهداف أكبر لهذه السوق، خاصة أن روسيا تعتبر حاليا شريكا استراتيجيا للمملكة، إذ سجلت صادرات المغرب نحو روسيا خلال السنوات الأخيرة نموا بنسبته 40 في المائة.
وتتمثل أهداف المغرب من هذه المشاركة، الثالثة من نوعها في هذه التظاهرة الاقتصادية الدولية، في الترويج لصادراته داخل السوق الروسية، وبالتالي تمكين المصدرين المغاربة من توسيع شهرة العلامة التجارية "صنع بالمغرب" لدى المستهلكين الروس، وإبراز مستجدات وتنوع وثراء وجودة منتجات الصناعة الغذائية بالمغرب.
وفي هذا الصدد، أوضحت مستشارة في مجال التصدير بالمركز المغربي لانعاش الصادرات غادة النونو، أن المشاركة المغربية تروم توسيع دائرة تسويق المنتوجات المغربية التي تتمتع بقيمة مضافة جديدة وأسعار تستجيب للمتطلبات السوق ، مشيرة في هذا السياق إلى أن المقاولات المغربية شاركت في هذه التظاهرة الاقتصادية من أجل البحث عن موزعين كبار لتسويق المنتوجات المغربية، سواء تعلق الأمر بالسوق الروسية أو ورابطة الدول المستقلة أو بلدان أوروبا الشرقية. وأضافت أن المركز المغربي لإنعاش الصادرات (مغرب تصدير) يتوخى من مشاركة المقاولات المغربية في هذه التظاهرة الدولية تقييم إمكانات الصناعة الغذائية المغربية ومدى حضورها لدى الموزعين الروس، وتحفيز ومواكبة وتحسيس المصدرين المغاربة بإمكانات ومتطلبات سوق الصناعة الغذائية الروسية.
وسعى المركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير) من خلال فعاليات معرض "بروديكسبو 2015" الى الترويج للصادرات المغربية من المنتوجات الغذائية والنهوض بعلامة (صنع بالمغرب) حيث وضع المركز خطة ترويجية وتواصلية تستهدف التعريف بالمملكة ومؤهلاتها وتقديم لمحة وافية وحقيقية عن جودة العرض المغربي وتنوعه. وتروم المشاركة المغربية، المنظمة تحث إشراف المركز المغربي لإنعاش الصادرات (مغرب تصدير)، البحث عن طريق إلى الأسواق الروسية وتعزيز وتقوية حضور المنتجات المغربية بها، وتدعيم العلاقات الاقتصادية مع روسيا عموما، وفتح مجالات استثمارية مشتركة، والبحث عن فرص عقد شركات في قطاعات أخرى خاصة في مجال إنتاج زيت الزيتون وغيرها من المنتجات المحلية.
وتتيح المشاركة المغربية تعزيز الحضور المغربي في أكبر سوق تجارية على مستوى أوروبا الشرقية، سواء على مستوى التسويق أو عقد الشراكات مع المهنيين ورجال الأعمال بروسيا ومختلف الدول المشاركة.
من جهة أخرى شهدت فعاليات المعرض الدولي للصناعة الغذائية والمشروبات ("بروديكسبو 2015" ) تنظيم العديد من التظاهرات واللقاءات والمؤتمرات .
وكانت دورة 2014 قد استقطبت أزيد من 98 ألفا و514 زائرا، جلهم من المشترين و الموزعين و تجار الجملة. وتعتبر السوق الروسية تاسع أكبر سوق استهلاكي في العالم بساكنة تقدر ب 143 مليون نسمة، يخصص ضمنها المستهلك الروسي 80 في المائة من دخله للإنفاق، الموجه معظمه لتلبية الحاجة إلى المواد الغذائية. يشار إلى أن الصادرات من المواد الغذائية تمثل حوالي 97 في المائة من القيمة الإجمالية للصادرات المغربية الموجهة لروسيا، بينما تشكل المحروقات 78 في المائة من الواردات المغربية من روسيا . وبلغت قيمة المبادلات بين المغرب وروسيا من المنتجات الغذائية، خلال السنة الماضية، 2.6 مليار درهم.