بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    "التقدم والاشتراكية": الحكومة تسعى لترسيخ التطبيع مع تضارب المصالح والفضاء الانتخابي خاضع لسلطة المال    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    التنويه بإقالة المدرب العامري من العارضة الفنية للمغرب التطواني    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    مباراة الزمامرة والوداد بدون جماهير    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    دورية جزائرية تدخل الأراضي الموريتانية دون إشعار السلطات ومنقبون ينددون    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 16
نشر في أريفينو يوم 07 - 11 - 2023


(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني.
الحلقة 16
مع الدكتورة عبير خالد يحيي من سوريا
السلام عليكم أستاذتي الفاضلة.
أولا، أرحب بكم وأشكركم على تفضلكم بالموافقة على الإجابة على أسئلتي.
ليكن أول سؤال.
1 – من هي عبير خالد يحيي؟
جواب:
* أهلًا ومرحبًا بك أستاذة, وأنا اشكرك على استضافتك الراقية
أنا طبيبة أسنان سورية – خريجة جامعة دمشق – كلية طب الأسنان 1990
من مدينة طرطوس في سوريا, مقيمة حاليًا بالإسكندرية في جمهورية مصر العربية منذ العام 2012
عضو اتحاد كتاب مصر, وعضو مؤسس في العديد من الكيانات الثقافية في الاسكندرية, وعضو منتسب في العديد من الكيانات الثقافية في القاهرة, وكاتبة في العديد من المواقع العالمية كالحوار المتمدن والمثقف ....., لي العديد من الأبحاث المحكمة المنشورة في المجلات المحكمة, وعضو لجنة علمية في المؤتمرات الدولية في العديد من البلدان العربية, وحائزة على العديد من الجوائز في النقد وأدب المرأة. ولي ابتكار جنس أدبي بيني هو ( الحوارية السردية ) تم تحكيمه وإقراره في المؤتمر الدولي لجامعة قناة السويس وجامعة دمنهور ونُشر في العدد السادس والعشرين 2017 من مجلة سرديات الصادرة عن الجمعية المصرية للدراسات السردية.
سؤال:
2 – دكتورة أسنان ناقدة ومبدعة ومبتكرة لنظرية في الإبداع... كيف حدث هذا؟ لا بد من تأثير من الأسرة أو المحيط او شيء من هذا القبيل ؟
جواب:
* أولًا, أنا مشاركة في النظرية الذرائعية, مع المنظر عبد الرزاق الغالبي, بالجانب التطبيقي, أي في الدراسات النقدية التي أجريها على النصوص الأدبية الإبداعية, وكذلك في البحوث التي أقدمها في المؤتمرات أو المجلات المحكمة بالاستناد على المنهج الذرائعي, بالنسبة للشق الثاني من السؤال, الكتابة كانت هاجسي منذ كنت تلميذة على مقاعد الدراسة الابتدائية, كنت أكتب خواطر ومذكرات وبعض الأشعار في دفاتري وعلى حواشي الكتب, مدرّساتي كنّ يشجعنني على الكتابة, ويعرضن مواضيعي في التعبير الأدبي والوصفي كنماذج, حالت درجاتي العالية في شهادة الثانوية العامة بيني وبين دخولي كلية الإعلام, رغم أن والدي كان يعمل في هذا الحقل, طبعًا أجبرني الأهل على دخول كلية الطب, ولكني توصّلت معهم إلى حلّ وسط, وهو دخول كلية طب الأسنان, وكنت أظن أن اختصار سنوات التعليم الجامعي ستمكّنني من العودة إلى الكتابة, لكن مشاغل الحياة المهنية والعائلية أكلت هذا الحلم, إلى أن اضطرتني ظروف الحرب في بلدي الغالي سوريا إلى الانتقال إلى مصر الحبيبة, طبعًا كان لزامًا علي أن أغلق عيادتي هناك, ولم يتسنَ لي فتح عيادة في مصر, فعاد هاجس الكتابة يعصف بي, وتشبّثتُ بالحلم من جديد, والحمد لله وجدت موطئ قدم لي في هذا الوسط الإبداعي في مصر, وتركت طب الأسنان راضية, وها أنا انتمي إلى اتحاد أطباء الأسنان في سوريا, وإلى اتحاد الكتاب في مصر.
سؤال:
3 – كيف يمكن تصنيف المشهد الثقافي في بلدكم سوريا مقارنة بدولة مصر وبباقي الدول العربية الأخرى؟
جواب:
* إن الشعب السوري شعب طينته الشعر والقص والروي والفن بالعموم منذ أزل التاريخ, قد يكتب الشعر بمسمار صدئ على الجدران أو على سطح صخرة, بنفس الحماسة التي يكتب بها الخاطرة على ورقة شجرة أو على منديل أو كيس ورقي أو بلاستيكي, فكيف إذا أمسك بالقلم وأمامه القراطيس؟! عندها يكتب القصص والروايات والمسرحيات وكل ما ترتوي منه وما تطرحه الثقافات المعاصرة, تعلمين حال سوريا الآن, لكن رغم كل ما اعتراها من أوضاع سيئة إلا أنها تقاوم, هناك نشاطات ولقاءات ثقافية أدبية تُقام من قبل اتحاد الأدباء العرب بالمركز والفروع, على قلّتها, إلّا أنها مثمرة, وعلى الأقل تحافظ على ديمومة الحراك الثقافي, كما أن هناك نشاطات شبه دورية لمجموعات تأسست بالبداية عبر الفيسبوك, وعبر الملتقيات الالكترونية, ثم تطوّرت بالمجهود الشخصي لأعضائها وجسّدت لها كيانًا على أرض الواقع, ونجحت, نذكر منها على سبيل المثال مجموعات القصة القصة القصيرة جدًا, والمجموعات المهتمة بقصيدة النثر, وأتمنى أن نجد هذا النشاط في مجال السرد القصصي والروائي بالعموم, طبعًا المقارنة بين الحراك الثقافي في سوريا والحراك الثقافي في مصر هي مقارنة بين كفّتين غير متكافئتين, بالنظر للظروف المتباينة بين البلدين, فمصر, حفظها الله, تنعم بمناخ إبداعي وثقافي آمن وسخي جدًّا, من حيث اللقاءات الأدبية والنقدية والمؤتمرات العلمية، والمهرجانات الشعرية، والإمكانات والقصور الثقافية التي تجعلها تستقطب كل رواد الإبداع من كل الدول العربية والأجنبية، نشهد حراكًا ثقافيًّا في المغرب العربي، كما نشهد بدايات وجهود حثيثة لحراك ثقافي في بعض دول الخليج العربي كالإمارات والعراق والسعودية، لكن إلى الآن، مصر، حماها الله هي في الصدارة.
سؤال:
4 – كيف ترى الدكتورة عبير تأثير العولمة على الأدب العربي المعاصر؟ وما هي الرهانات التي يراهن عليها النقد العربي ما بعد الحداثة؟
جواب:
* أرى فيها رأي الذرائعية في المجلد الثاني الموسوم ب ( الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية )، والتي كشفت فيه الذرائعية عن أذرع الأخطبوطية كثيرة للحداثة منها الذراع السياسي والفكري الذي كان وبالًا على الوطن العربي والشعوب العربية، ما جعل الحداثة تبرز أمامنا بمفهومين، سلبي، نتج عنه الاستعمار الغربي للوطن العربي بذريعة مضللة وهي حماية وتطوير الأمة العربية، ومن بعده احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني، والغزو الأمريكي للعراق، وافتعال الأزمات والحروب و وآخرها ثورات الربيع العربي، لكسر الجيوش العربية وخوض الحروب بالنيابة، للقضاء على دول الشرق الأوسط، وإيجابي تمثّل بتيارات ونظريات فكرية، أخذ الأدب العربي منها ما يفيد ويتفق مع الفكر العربي وأخلاقه وفلسفته العربية والإسلامية المتحفظة، وترك ما لا يفيد، حيث تزين الأدب العربي بأفكارعمّقت الحالة التعبيرية والتكوينية فيه حتى جعلته يتفوق على الأدب الغربي بالشكل والمضمون:
إن الحداثة أو العولمة أو الهوية، وجميعها تصب في مصب واحد، تعكس في جوهرها خصوصيّة غربيّة، وحضارة وإنسان متأزّم بسبب التطوّر العلمي والتطوّر الفكري الذي استمر لثلاثة قرون من الزمان، من الأزمات والانتقالات الاجتماعيّة والنفسيّة والإنسانيّة والاقتصاديّة، لهذا جاءت هذه الحداثة موسومة بسمة أساسيّة تميّز المجتمع الغربي الحديث في سمة الاستمراريّة في التجاوز، وبظهور عدد من المذاهب الفنيّة والفلسفيّة التي تعبّر عن هذه الأزمات كالرمزيّة والسرياليّة والوجوديّة، والتي تختلف فيما بينها، لكنها تشترك في مجموعة من الخصائص التي تعدّ ميّزة للحداثة الغربيّة السلبيّة في حينها، بالنسبة للأدب العربي والتي انقلبت على نفسها بعد ذلك، حين وظّفها الأدباء والمفكرون العرب بشكل إيجابي وابتكاري خدم الأدب العربي وتطوّره لمواكبة الأدب الغربي حتى تفوُّق عليه في عدة جوانب، بسبب طبيعة اللغة العربيّة وجماليّاتها التي حفظها القرآن الكريم من العبث، ووعي الأدباء والشعراء العرب من المدّ الغربي وأهدافه الخبيثة.
أما الجواب عن الشق الثاني من السؤال، عن الرهانات التي يراهن عليها النقد العربي ما بعد الحداثة، فهي ما تفعله الذرائعية حاليًا للوقوف في وجه التخريب الذي تنتهجه ما بعد الحداثة كامتداد للحداثة، لكن بشكل أكثر شراسة، ففي الوقت الذي قامت فيه الحداثة وما بعدها بتخريب بنية وهندسة الأجناس الأدبية من خلال نظريات وتيارات فكرية ومدارس فلسفية ونقدية وفنية، تصر الذرائعية على إعادة سيادة الأجناس الأدبية، وإعادة هوية النص الأدبي، فالذرائعية لا تنقد النص إلا بعد تحديد جنسه الأدبي، ثم تقوم بدراسته وفقًا لهويته وخصائصه الفنية المشمولة بتلك الهوية. وإن كانت الحداثة وما بعدها قد قامت بتقويض الميتافيزيقا الغربية. وسحق المقولات المركزية التي هيمنت على الفكر الغربي قديمًا وحديثًا،كاللغة والهوية والأصل والصوت والعقل، فإن الذرائعية تثبت تلك البنيات، وتجعلها مرتكزات وبؤر ثابتة تحرّك حولها ما تراه مناسبًا من مستجدات وتجريب يقبلها النص العربي برحابته ومرونته، وهنا سأذكر بعض الآليات التخريبية التي استخدمتها الحداثة وما بعدها من باب مبدأ ( اعرف سلاح عدوك وجابهه بما يفلّه) : التشتيت- التشكيك- الاختلاف – التغريب – فلسفة الفوضى- التفكيك – الخروج من حدود الجنس الأدبي نحو النص والتناص – تبني قوة التحرر – ممارسة كتابة الاختلاف والهدم والتشريح – الانفتاح على الغير عبر الحوار والتفاعل – محاربة لغة البنية والانغلاق والانطواء في الأدب والنقد الأدبي بشكل خاص.
5 – الذرائعية هي نظرية نقدية عربية ما بعد الحداثة لمنظرها عبد الرزاق عودة الغالبي في رأيكم دكتورة هل هناك من مواصفات يجب توفرها في العمل الإبداعي لتخضع للتحليل الذرائعي؟
إن الذرائعية تدرس النص الإبداعي إذا توفرت فيه صفات وشروط النص الأدبي السبعة كلها أوبعضها بتصرّف، وهي :
1: السبك: Cohesion
هو الربط النحوي، ويعنى بكيفية ربط مكونات النص البصرية، أي الكلمات والجمل، وهو يشتمل على الإجراءات المستعملة في توفير الترابط بين عناصر ظاهر النص, مثل: الحذف، التكرار الخالص، والتكرار الجزئي، وشبه التكرار، شبه الترادف، وتوازي المباني، والإسقاط والاستبدال، وعلاقات الزمن، وأدوات الربط بأنواعها واستعمال الضمائر وغيرها من الأشكال البديلة، يعني بالمجمل أدوات الربط بين الألفاظ والتراكيب، وتعتمد مكونات ظاهر النص بعضها على بعض وفقاً للأعراف والأشكال القائمة فى علم القواعد والنحو.

2 – التماسك الدلالي: Coherence
ويشير إلى الوظائف التي تتشكل من خلالها مكونات عالم النص، وهو " "يدرس ما تتصف به مكونات عالم النص، أي تشكيلة المفاهيم والعلاقات التي يستند إليها ظاهر النص، والمفهوم هو تشكيلة من المعرفة (محتوى معرفي). أمّا العلاقات فهي الروابط القائمة بين المفاهيم، والتي تتجلّى معًا فى عالم النص، وأهم هذه العلاقات علاقات: السببية، التسويغ، الإتاحة، بمعنى الترابط الداخلي المخبوء بين الأفكار في النص والتي تشكّل وحدة النص الفكرية.
3: القصدية: Intentionality
وهى تعبير عن هدف النص، واتجاه كاتب النص إلى أن تؤلف مجموعة الوقائع نصًّا مترابطًا متماسكًا، ذا نفع عملي فى تحقيق مقاصده، أي في نشر معرفة أو بلوغ هدف منشود أقرّ مسبقًا بنية وقصد .

4: المقبولية: Acceptability
وتتعلّق بموقف المتلقي الذى يقرّ بأنّ المنطوقات اللغوية تكوّن نصًّا متماسكًا مقبولًا لديه وللأديب والناس اجتماعيًّا وأخلاقيًّا ولغويًّا وأدبيًّا، وموضوعه أيضًا، اتجاه متلقّي النص إلى أن تؤلف مجموعة الوقائع اللغوية نصًّا مترابطًا متماسكًا ذا نفع له، أو صلة ما به، و اكتسابه معرفة جديدة تنفع الجميع .
5: الإخبارية: Informativity:
وتتعلّق بتحديد سردية النص لأحداث و المعلومات تتخلّله وعدم توقّعها من قبل المتلقي, وهي تشتمل عامل الجدّة أو الجودة،و اللا يقين النسبي لوقائع النص بالمقارنة معالإخبار بالوقائع الأخرى المحتملة الحدوث. أي تخبر بشيء جديد ومفيد.
6: الموقفية Situationality:
وتتعلّق بمناسبة النص للموقف، أي أنها تشتمل على العوامل التي تجعل النص ذا صلة بموقف حالي أو بموقف قابل للاسترجاع، وهو الموقف الذي كتب من أجله النص بالواقعية أو الإشارة إليه بالعمومية أو الرمزية.
7: التناص: Intertextuality :
ويختصّ بالتعبير عن تبعيّة النصّ لنصوص أخرى، أو تداخله معها بالمقارنة الإنسانية والأخلاقية والأدبية وليس السردية، و أنه يتضمّن العلاقات بين نصّ ما ونصوص أخرى ذات صلة، تمَّ التعرف إليها في خبرة سابقة، وتلك السمة تشير نحو إغناء النص بالتوازي نقديًا بأفكار أخرى مشابهة تعطي لهذا النص بعدًا إبداعيًّا مسبوقًا واستمرارية أخلاقية لهذا الإبداع .
وهناك أيضًا خلفية أخلاقية ترى الذرائعية وجوب توفرها في النص الإبداعي، فالذرائعية لا تنقد النصوص التي تدعو إلى العدائية والعنصرية والمفاسد الخلقية والإباحية والتعرّض للمعتقدات الدينية والإساءة إلى منظومة التقاليد والعادات المحافظة التي تسوّر أخلاقيات مجتمع من المجتمعات.
سؤال:
6 – من موقعكم كناقدة، ما هي الشروط التي تساعد على إرساء نهضة أدبية وثقافية شاملة في الوطن العربي؟
جواب:
* سؤال جميل جدا، الشرط الأول بنظري أن تتوفر النية الصادقة على تحقيق هذه النهضة، ومن ثم الإخلاص بالعمل الجاد على بنائها، وبعدها تكون الشروط الأخرى ممكنة التحقيق وليست صعبة، منها أن يعمل الناهضون بهذا الأمر على إفساح المجال لاستماع واحدهم للآخر، واحترام آراء بعضهم بعضًا، وأن نتجاوز حالة الرفض والتهميش لكل ما هو مبتكر عربي، أن نتخلّص من عقدة ( الخواجة ) الغربي، ثم تُطرح كل الآراء على طاولة النقاش، سواء عبر المؤتمرات العلمية التي يجب أن يتم التوافق على عقدها ببرنامج زمكاني مناسب، وعبر قنوات أكاديمية دولية رسمية، أومنابر ثقافية مؤثرة. حاليًّا نشهد مثل هذه اللقاءات ولكن نظرًا للمحدودية المادية، لا يُعطى فيها الباحث أو الناقد إلا وقتًا وجيزًا لا يكفي لعرض ملخص بحثه حتى. ويمكن حل هذه المعضلة بالإفادة من تكنولوجيا التواصل الحديثة، أحضر الكثير من المؤتمرات التي يكون جلّ همها توحيد المصطلحات، وأعجب من ذلك ؟ هل تنتهي المعضلات بتوحيد المصطلحات؟! إطلاقًا، لكل نظرية حديثة مصطلحاتها التي أصبحت معلومة عند معتنقيها وعند معتنقي غيرها، فلماذا نهدر الوقت والجهد في مناقشة المعلوم ونغض الطرف عن المطلوب؟!
كما أن هناك توصيات تنتهي بها المؤتمرات، وتنتهي بانتهاء تلك المؤتمرات دون انبثاق لجان تتولى مهمة إنجازها للأسف الشديد، نحتاج لخطة زمنية للإنجاز. الحوار العلمي والمنطقي أساسي جدًّا في تحقيق هذه النهضة، عندنا في الوطن العربي دراسات وأبحاث كثيرة مهدورة، لم تخرج من أجنداتها, كما لدينا الكثير من الأفكار التي اكتفى أصحابها بنفضها في كتب لا يتم الترويج لنشرها، هناك الإعلام الذي يجب أن يكون قناة مفتوحة بشكل دائم، ومتابعة كل جديد بالاهتمام نفسه الذي يلقاه الغناء والتسالي.
نحن نقوم بذلك بشكل عشوائي, من خلال إمكانياتنا الخاصة المحدودة، أتمنى أن يتم معاملة الأدباء والنقاد والمثقفين معاملة خاصة في الانتقاال من بلد عربي إلى آخر, لا أن تحول القوانين الدولية بينهم وبين المشاركات العلمية، أتمنى أن يكون لنا صرح علمي واقعي أو افتراضي. المهم أن يكون رسميًّا، مؤهلًا لترسيم النظريات الجديدة ونشرها في العالم.
سؤال:
7 – هل تعتقدون أن هناك أدبا نسائيًّا وأدبًا رجاليًّا؟ أم أن الفرق الجوهري بين كتابة الجنسين يكمن في درجة الإبداع ومدى تحققها في العمل الإبداعي؟
جواب:
* لا، ليس هناك أدب نسائي وأدب رجالي، والإبداع عطية الله لمن شاء من البشر، رجلا كان أم امرأة, لكن هناك أدب نسوي تكتبه المرأة والرجل في مضمون قضوي محدد وهو قضايا المرأة، وبرأيي تبرع فيه المرأة أكثر من الرجل، من خلال اطلاعي على العديد من الكتابات النسوية المكتوبة بقلم كاتب أو كاتبة، أولًا ،ومن خلال معقولية أن الكاتبة تكتبه بمصداقية وبمقدرة تعبيرية أكبر، طالما ان الكتابة بشكل عام هي حالة إبداعية قوامها إحساس شعوري واع أو لا واع لا نستطيع السيطرة عليه ولا يجوز التدخل فيه خارجيًّا، ولكن، أليس هناك فرق بين الإحساسين، أقصد إحساس المرأة وإحساس الرجل اتجاه هذه القضايا ؟! أترك الجواب لكم، وأحترمه مهما كان. فإذن، هناك نوع أدبي قضوي، مثل الأدب النسوي، وأدب الأطفال، وأدب الحرب، وأدب اللجوء وأدب السجون.... يتم فيها تخصيص الأدب بأنواع تعكس القضية أو المضمون أو الثيمة الرئيسة التي يعالجها النص الأدبي.
سؤال:
8 – أستاذتي الفاضلة أصدرتم في النقد:
إصدارات في الإبداع والنقد:
الذرائعية في التطبيق (آلية نقدية عربية ) بالاشتراك مع المنظر الذرائعي ومؤسس النظرية الذرائعية الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي- إصدار دار شعلة الإبداع – القاهرة – 2017
الذرائعية في التطبيق طبعة مزيدة منقحة بالاشتراك مع المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي – دار النابغة للنشر والتوزيع – طنطا – 2019
الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية – بالاشتراك مع المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي – دار النابغة للنشر والتوزيع- طنطا- 2019
الذرائعية بين المفهوم الفلسفي واللغوي- بالاشتراك مع المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي – دار النابغة للنشر والتوزيع – طنطا- 2019
الذرائعية والعقل بالاشتراك مع المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي – منشورات اتحاد الكتاب العراقيين -2021
السياب يموت غدًا/ دراسات ذرائعية لقصائد للشاعر العراقي عبد الجبار الفياض دار شعلة الإبداع القاهرة – 2017
أدب الرحلات المعاصر بمنظور ذرائعي/ إصدار دار الحكمة – القاهرة-2020
قصيدة النثر العربية المعاصرة بمنظور ذرائعي/ إصدار دار الحكمة القاهرة – 2020
تحليل نقدي في أدب الفانتازيا والخيال العلمي عند المنظر عبد الرزاق عوده الغالبي- دراسات ذرائعية للناقدة الدكتورة عبير خالد يحيي/ إصدار دار المفكر العربي – القاهرة2020
الأدب النسوي العربي المعاصر بمنظور ذرائعي / إصدار المفكر العربي – القاهرة 2022
/ قصائد طارئة/ مجموعة شعرية- إصدار دار البشير للنشر والتوزيع – القاهرة 2022
/ سأشتري حُلُمًا بلا ثقوب / مجموعة قصصية – إصدار دار البشير للنشر والتوزيع – القاهرة 2022
/القصّ الموجز المكثف (ق.م.م) تنظير ونصوص وتحليل نقدي ذرائعي / تأليف :د. عبير خالد يحيي – عبد الرزاق عوده الغالبي – دار الأدهم للنشر والتوزيع- القاهرة- طبعة أولى/ 2023
/البحر وأدب الرحلة عند حسن البحار/ دراسات ذرائعية للناقدة الذرائعية الدكتورة عبير خالد يحيي- دار المتن – العراقبغداد – الطبعة الأولى 2023
/ عوالم حياة الرايس السردية/ دراسات ذرائعية للناقدة الذرائعية الدكتورة عبير خالد يحيي- تونس
سؤال:
هل الذرائعية هي الحل الأمثل لكونها مثقلة بنظريات فلسفية ونفسية تساعد كل من المتلقي والناقد على اقتحام أي نص بشكل ذرائعي علمي؟
جواب:
* نعم، وسأشرح ذلك، إن الذرائعية هي الجسر الواصل بين ضفتين، الفلسفة, والعلم، وكلاهما، الفلسفة والعلم, لهما دور أساسي وكبير في إرساء قواعد النص الأدبي، كيف؟:
كانت الفلسفة هي الأساس في إنتاج سائر العلوم وتطويرها، وقد تمكّنت من تجذير جميع العلوم والمعارف التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية بشكل عام في شتّى الميادين، وما لبثت أن تفردت تلك العلوم بالاستقلالية التدريجية حتى انفصلت عنها، ويختلف العلم عن الفلسفة من أنه يعرّف على كونه كل نوع من المعارف والعلوم والتطبيقات، و أنه مجموع أصولٍ كليّة ومسائل تدور حول ظاهرة أو حقيقة معينة، تقتضي معالجتها بمنهجٍ محدد، ينتهي بالقواعد والنظريّات. كما يعرّف العلم على أنه مبدأ المعرفة التطبيقية، أما الفلسفة فهي تفكير في داخل التفكير، مع التأمل والتدبير المدروس، والمحاولة للوصول إلى أفضل الإجابات والنتائج, لكون الفلسفة أفضل دلالات الحكمة، وأسمى صور المعرفة في البحث عن جذور وحقائق الأشياء في هذا الكون ..... وعلى هذا الأساس فإن فهم ADDIN CSL_CITATION {"citationItems":[{"id":"ITEM-1′′,"itemData":{"author":[{"dropping-particle":"","family":"الضاهر-","given":"الدكتور سليمان أحمد","non-dropping-particle":"","parse-names":false,"suffix":""}],"id":"ITEM-1′′,"issued":{"date-parts":[["0′′]]},"title":"- الأستاذ مفهوم النسق في الفلسفة(النسق: الإشكالات والخصائص )- مجلة جامعة دمشق المجلد 30 العدد 3و4/2014ص 380′′,"type":"article-journal"},"uris":["http://www.mendeley.com/documents/?uuid=e7c63ad3-c8eb-4d82-836d-cea9f3a15058′′]}],"mendeley":{"formattedCitation":"(الضاهر-, n.d.)","plainTextFormattedCitation":"(الضاهر-, n.d.)","previouslyFormattedCitation":"(الضاهر-, n.d.)"},"properties":{"noteIndex":0},"schema":"https://github.com/citation-style-language/schema/raw/master/csl-citation.json"}(الضاهر-, n.d.)أيّ نصٍّ فلسفي يقتضي أن نعيد وضعه في بنية المجموع الذي هو جزء منه، أو لِنَقلْ: إنّ من المناسب أن نوضّح وجود علاقة منطقية بين المعنى الظاهر لهذا النص، وبين معنى النصوص الأخرى التي كتبها الفيلسوف نفسه، وهكذا تكون مجموعة العلاقات المنطقية التي يمكن اكتشافها، ما ندعوه عادةً باسم العلاقات الفكرية التي تربط بين ،« مذهب الفيلسوف بالمعنى الواسع لهذه الكلمة أجزاء التجربة الفلسفية بعضها ببعض هو ما يسمى اصطلاحاً بالنسق او المذهب ، فأي اختلال في هذه العلاقة بين العناصر يفقد النسق توازنه ويغير معالمه ، وتتأتى قوة الإقناع في النسق الفلسفي، من درجة انسجامه وترابطه وتكامله : علينا ان نوضح الفرق بين العلم والفلسفة :
موضوعيًّا : الفرق بين العلم والفلسفة .... تعتبر المواضيع العلميّة حسيّة اتجاه الأشياء، أما المواضيع الفلسفيّة فهي تأملية في تكوينات الأشياء مع تطبيق عددٍ من المفاهيم.
منهجيًّا: فالعلوم تنهج بمنهج التجربة، أما الفلسفة فتنهج بمنهج التأمل العقلي بحقائق الأشياء .
من حيث الهدف: العلم يسعى نحو اكتشاف كافة القوانين الطبيعيّة، وبعد ذلك يعيد توجيهها لأغراضٍ نافعة، أما الفلسفة فهي بحثٍ لا يلتزم بالقوانين، و يسعى إلى الوصول إلى المعرفة عن طريق تطبيق الشك المنهجي.
والنص
التشابه بينهما: العلم والفلسفة مرتبطان بعلاقة حميميّة منذ الأزل، لكونهما يلتقيان في الأسس المعرفيّة، ولا يمكن استخلاص النتائج فيهما تحت تأثير الغرائز والأهواء، إنما وفقًا لقواعد منطقيّة ضمن المعقول.
المشاركة بينهما: في عددٍ من الخصال الذهنيّة والأخلاقيّة وهي جوهر الروح العلميّة.
العلاقة بينهما : عن طريق عمليّة الوصل بما يضع العلم على واجهة النقد، بحيث يتمكّن من تحديد علاقته وذاته بالحقيقة، ليعود للالتقاء مجددًا بالفلسفة حبًا منه بالمعرفة والعقل....
تعتبر الفلسفة والعلم جداران واقيان وساندان للأدب من خلال العلوم التي يرتكز عليها الأدب، وتشترك معه بالمنفعة بشكل تبادلي مثل علم النقد الذي يدار بالفلسفة وعلم التاريخ والاجتماع والمنطق والبيان والبديع وعلم اللغة والأسلوبية والصوت ..إلخ من العلوم الأخرى.... وهذا ما توفّره الذرائعية كمنهج نقدي أدبي علمي فلسفي.
سؤال:
9 – دكتورة عبير ابتكرتم جنس أدبي بيني هو ( الحوارية السردية ) تم تحكيمه وإقراره في المؤتمر الدولي لجامعة قناة السويس وجامعة دمنهور ونُشر في العدد السادس والعشرين 2017 من مجلة سرديات الصادرة عن الجمعية المصرية للدراسات السردية.
هل لكم أن تحدثونا عن هذا الابتكار ؟ وعن شعوركم بما وصلتم إليه؟
جواب:
* الحوارية السردية : هي جنس حواري سلوكي من محفز واستجابة وسؤال وجواب, بشكل محادثة مسرحية بحوار ظاهري سردي، يحمل بين طياته التشابك السردي للقص القصير, وعقدة التشابك والانفراج, بذلك يعطينا جنسًا بينيًّا بين المسرحية المقروءة والقص القصير, بشكل حوار مستمر حتى تقره النهاية المشتركة وابتكر هذا الجنس البيني الدكتورة عبير خالد يحيي, ويحتوي على الحدود الجنسية التالية:
1-حوارات مدروسة من سؤال وجواب حول موضوع واحد سياسي أو اجتماعي أو أي شكل من أشكال الخطاب, أو عدة موضوعات.
2-يحتوي موضوع النقاش على استفزاز يفجر في داخل الشكل الفني لتشابك سردي بصراع عنيف.
3-تتوسط عقدة التشابك السردي, وتشير نحو انفراج أو محاولة الانفلات منها عن طريق الحل أو الانفراج.
4-الانفراج هو الحل الذي يتخلّل الحوارات بميل سردي نحو الانفلات من شكل العقدة والاتجاه نحو....
5-النهاية المشتركة التي تعطينا إخمادًا لجميع الحرائق التي ازداد أوارها نتيجة التحاور الظاهري بين المتحدثين...
6- قد يكون الحديث بشكل حوار بين شخصين مؤيد ورافض لموضوع الحوارية, أو تحاور بين مجموعة من المتحدّثين.
7-تكون تلك الحوارات مدروسة لغويًّا وجماليًّا, بحيث تعطي تفرّدًا أدبيًّا له قيمة تأثيرية في نفس المتلقي.
8-تحتوي الحوارية على أسلوب مترع بالجماليات البلاغية، وسرد وجداني تشويقي.
سؤال:
10 – دكتورة أحرزتم العديد من الجوائز في النقد وأدب المرأة.
هل الجوائز تكون حافزا للمزيد من العطاء؟ وهل تعتبر كافية لتتويج المسيرة الإبداعية والنقدية للأديب والناقد؟
جواب:
* يولد العطاء مع السجايا, كعطية ربانية, ويستمر طيلة حياة الإنسان, لا يساوم المبدع بما يعطي, ولكن قد يسعده التقدير, وقد يرفع من معنوياته ويعزز يقينه بقيمة الإبداع الذي يقدّمه, هل هي كافية لتتويج المسيرة الإبداعية والنقدية للأديب أو الناقد؟ أظن أنها مكافأة آنية عليه ألا ينتظرها دائمًا لأن العملية الإبداعية يجب أن تسير ضمن مسارها بلا توقف, والجائزة قد تكون محطة توقف, أو قطعة سكر مقدّمة للفرس حين يفوز بمضمار السباق, والمسيرة الإبداعية أو النقدية مستمرة بقطعة سكر أم بدونها, فليس من المنطق أن يحصد المبدع الفوز دائمًا التتويج قد يكون في النهاية.
سؤال:
11 – أستاذتي الفاضلة لكم إصدارات عديدة في الإبداع نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
/لملمات / مجموعة قصص مكثفة.
/ عطايا / مجموعة شعرية
/ رسائل من ماض مهجور / مجموعة قصص قصيرة.
/ ليلة نام فيها الأرق / مجموعة قصص قصيرة
/ قصيدة لم تكتمل / مجموعة شعرية.
/ بين حياتين / رواية .
/قصائد طارئة/ مجموعة شعرية
/ سأشتري حلمًا بلا ثقوب/ مجموعة قصصية
سؤال : بصفتكم ناقدة هل يكون النقد حاضرا أثناء عملية الإبداع ؟
سؤال مرتبط بما سبق، هل أنصفكم النقد؟ وما حظ كتاباتكم من أقلام النقاد؟
جواب:
* الإبداع هو عملية تلقيح تبدأ من المؤثرات الخارجية ( العالم الخارجي) التي تشكّل الحافز المستفز الذي يرتكس له شعور المبدع المستقر في عالمه الداخلي, يبدأ من اللا وعي, ثم يشرك الوعي في عملية التلقيح, لتتشكل المضغة المخلقة في الهوة الإيحائية الإدراكية في المخ, التي تعالج المدخلات, وتعمل على إنتاج المخرجات, بعملية إجرائية تنتهي بولادة عمل إنجازي تطرحه للعالم الخارجي كظاهرة سيميائية ( كتاب) ملقاة بين يدي المتلقي أو الناقد ليقوم بفحصها وكشف معانيها. فالعملية الإبداعية تكون صافية تمامًا, إلى ما قبل تلقفها من قبل المتلقي, في هذه الفترة الممتدة من طرح المخرجات إلى ما قبل تسليمها إلى القارئ, يعمل القلم النقدي في الحذف والتكثيف وتطبيق علوم النقد, وتقويم وتشذيب النص ابداعي, حتى يقرّ وصوله إلى حال العمل الإنجازي, عندها يلقيه في حضن التلقي.
هل أنصفني النقد؟ نعم والحمد لله, وخصوصًا النقد المنهجي المعاصر الذي شهد لنصوصي بالجدة والتجريب,
كتاباتي, والحمد لله, أراها تلاقي حظّها من النقاد الذين لا أعرفهم, وهؤلاء أسعد بهم كثيرًا, حين يقع بين يدي وعلى سبيل الصدفة دراسة لأحد نصوصي منشورة على غوغل وعبر المواقع الإلكترونية, أنا خجولة في طلب دراسات نقدية عن نصوصي, لكن, والفضل لله, ما أن أصدرأي إصدار إبداعي حتى أجد من يتفضّل بدراسته, دون سؤال.
سؤال:
12 – دكتورة ما هو المشروع النقدي الذي يشغل بالكم؟ لكم الكلمة.
جواب:
* المشروع الحالي هو العمل على إيصال النظرية الذرائعية بمجلداتها وبحوثها ودراساتها إلى منصة الباحث العلمي ( ( Google Scholar وقد تحقق ذلك والحمد لله, بعد أن نجحنا في ترسيخ إصداراتنا الذرائعية في ( Research Gate) ونستمر بالعمل حتى تدخل الذرائعية ضمن البحوث الأكاديمية في رسائل الماجستير والدكتوراة, وقد تحقق ذلك في عدد من الجامعات العربية وكذلك في الجامعات اللغات الشرقية, ونعمل على توسيع هذه الخطوة لتشمل جامعات المغرب العربي وكل الشرق الأوسط ليتم الاعتراف بها لاحقًا عالميًّا بإذن الله كنظرية نقدية معاصرة بعد حداثية.
شكرًا لكم أستاذتي الفاضلة، وفقكم الله في مسيرتكم
الشكر لك دكتورة على هذه الاستضافة الراقية, أتمنى أنني كنت ضيفة خفيفة لم أثقل عليكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.