فيما تتنافس المدن المغربية على تحقيق التقدم والرفاهية، يبدو أن هناك مشكلة تنمو بصمت في قلب مدينة الناظور، تلك الشيشة الغامضة والملفتة للأنظار، التي انتشرت في الأونة الأخيرة بشكل ملحوظ ولافت. وما يزيد من التعجب هو تجاهل السلطات لهذا المشهد الذي يشوّه صورة المدينة ويضر بصحة وأمان أبنائها. إنّها ليست مجرد ظاهرة عابرة أو مجرد بضعة مقاهي شيشة هنا وهناك، بل هي ظاهرة تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم في مدينة الناظور. تحديداً في قلب المدينة وفي نفوذ الدائرة الأولى، حيث تختمر هذه الآفة بشكل يثير الاستغراب تتجاوز بجرأتها حدود الانتشار العادي. يبدو أن تلك المقاهي لم تقتصر على تقديم الشيشة والترفيه فحسب، بل أصبحت مراكز لأنشطة غير قانونية، من استقدام العاهرات و أوكار لممارسة الفساد وهو ما يشكل تحديًا للسلطات وللمجتمع. السؤال المحرج: نتساءل: لماذا تتنامى هذه المقاهي بصورة هائلة، وسط الساكنة وبالقرب من مؤسسات تعليمية ومساجد؟ هل هذا هو الوجه الجديد للتنمية في مدينة الناظور؟ أليست هناك أولويات أخرى يجب التركيز عليها؟ الغياب الأمني: تفاجئ المرء بتجاهل السلطات لهذه الأمور المزعجة والتي تمثل تهديدًا على صحة وسلامة المواطنين. لماذا يتم التغاضي عن تلك المقاهي ؟ هل نسيت السلطات دورها في حماية المجتمع والحفاظ على النظام؟ يوم أمس، حادثة تثير السخرية والاستغراب في آن واحد، حيث شهدت إحدى مقاهي الشيشة بحي لعري الشيخ و بمحيطها فوضى عارمة بين مرتديها وتكسير للكراسي و عربدة طالت محيط الحي. هل يعقل أن يصل الأمر إلى هذا الحد دون تدخل فوري وجاد من الجهات المختصة؟ و لعلّ أكثر ما يثير الاستفهام هو تجاوز صاحب المقهى للقوانين والضوابط بثقة غير مبررة. هل هذا يعني أن لديه اتصالات وعلاقات مميزة؟ وهل تُفسح السلطات المجال للنفوذ والواسطة في التشجيع على هذه الظاهرة الضارة؟ إنّ ما يجري في مدينة الناظور يستحق أن تتدخل السلطات فورًا وبجدية لوضع حد لهذه الآفة التي تنمو بوتيرة مخيفة. لا يمكن أن نقبل بتشويه صورة مدينتنا وتعريض سكانها للمخاطر دون تدخل حازم. من الضروري أن تُلقى الأضواء على هذا الموضوع وتُجيب السلطات عن تساؤلاتنا بشأن تجاهلها وغيابها عن هذا الأمر و علاقتها بأصحاب هذه المقاهي، وعن دورها في ضمان أمن وسلامة ساكنة الناظور.