أفضت حملة أمنية قامت بها مصالح الاستعلامات العامة بولاية أمن طنجة، على أوكار الشيشة، إلى توقيف أحد الاشخاص يعمل مسيرا لأحد الحانات، وحجز عدد من الممنوعات التي تستعمل في تدخين الشيشة. وحسب مصادر أمنية، فإن الحملة استهدفت أحد الأوكار المتسترة تحت يافطة مقهى بمنطقة "مالاباطا"، ويشتبه في ترويجها لشيشة واستهلاكها، وقد مكنت العملية من حجز 23 نرجيلة، إضافة إلى 2 كيلوغرام من مادة المعسل المهرب. ووفق ذات المصادر، فإن هذه الحملة التي استهدفت الحانة المذكورة ، أفضت أيضا إلى توقيف مسير الحانة والذي تم إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية بإشراف مباشر من النيابة العامة . هذا وتجدر الاشارة إلى أن المصالح الامنية بالمدينة، تقوم بين الفينة والاخرى بحملات أمنية في اطار محاربة أوكار الشيشة، وقد مكنت هذه الحملات من توقيف عدد من الاشخاص وحجز كميات كبيرة من المواد التي تستعمل في تدخين الشيشة. وتعيد هذه العملية الأمنية، ظاهرة انتشار أوكار تدخين الشيشة، إلى الواجهة، حيث يقدر عدد هذه الأوكار، بنحو 150 وكر في مختلف أحياء وشوارع وسط مدينة طنجة، وتشكل أكبر التحديات التي تواجه السلطات الجماعية، ممثلة في مجلس مقاطعة طنجةالمدينة، الذي يترأسه حاليا محمد أفقير، حيث تشكل هذه الظاهرة إحدى تراكمات الفترة السابقة التي تولى خلالها يونس الشرقاوي ، تسيير شؤون المقاطعة. غير أن مصادر مطلعة، تؤكد أن التراخيص التي ظلت المقاطعة تصادق عليها، تسمح فقط بافتتاح مقاهي ومطاعم عادية، إلا أن أربابها يستغلونها في أنشطة محظورة، تقتضي من المسؤولين الجماعيين الجدد والسلطات الأمنية التدخل بشكل أكثر صرامة لمعالجة هذا الوضع الأخلاقي والأمني المقلق. ويعتقد سكان طنجة، أن سن قانون يعاقب على استهلاك الشيشة،، من شأنه أن ينهي وجود هذه الأوكار أو الحد من نشاطها على الأقل، بعدما أصبح انتشارها المهول في شوارع وأحياء المدينة، مصدر قلق وتحفظ مستمرين للمواطنين، بالنظر إلى المظاهر اللاأخلاقية التي ترافق فترة ذروة نشاط هذه الأوكار. ولا يقتصر دور هذه الأوكار، التي تنتشر على وجه الخصوص في شارع موسى بن نصير، شارع المنصور الذهبي، وساحة الأمم، على تقديم خدمات تدخين "الشيشة"، وإنما تحولت الكثير من هذه الفضاءات إلى أوكار لإتيان مختلف السلوكات، مثل استهلاك المخدرات والدعارة. غير أن ما يثير استغراب واستياء سكان العديد من هذه المناطق في وسط المدينة، هو جرأة بعض أصحاب هذه الفضاءات، الذين جعلوا من محلاتهم أشبه بحانات ليلية، خلال الفترة الليلية، حيث يعمدون إلى إطلاق العنان لأصوات الموسيقى الصاخبة التي يصل صداها إلى داخل المنازل المجاورة، مما يحرم المواطنين من حقهم في الراحة، فضلا عما يصاحب ذلك من تنامي مشاهد مخلة بالحياء العام مثل مشهد المساومات بين بائعات الهوى والباحثين عن اللذة الرخيصة في محيط العديد من هذه المحلات.