أطلقت المصالح الأمنية بطنجة، خلال الليلة الأخيرة، حملة مداهمات جديدة استهدفت عددا من اوكار تدخين "الشيشة" بوسط المدينة، وتم توقيف شخصين يشتغلان كمسيرين لاثنين من هذه المحلات. وأفاد مصدر أمني اليوم الجمعة، أن مصالح الأمن "قامت تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة بحملة تطهيرية استهدفت مقاهي مروجة للنرجيلات بوسط المدينة"، موضحا أن هذا التحرك يندرج في إطار حماية الصحة العامة ومحاربة كل مظاهر الانحراف والشوائب المخالفة للنظام العام والقوانين الجمركية. وهمت هذه الحملة حسب نفس المصدر، أربعة اوكار تفتح أبوابها للزبائن على شكل مطاعم ومقاهي، ويتعلق الأمر بكل من مقهى "واتساب"، ومقهى "قصر بيروت"، ومقهى "ريدبول"، بالإضافة إلى مطعم "دلاس". وأشار المصدر، إلى أنه تم ضبط ضبط وحجز مجموعة كبيرة من النرجيلة، وكمية مهمة من المعسل المهرب وبعض الأدوات المستخدمة في إعداد النرجيلة. كما تم إيقاف اثنين من المسيرين وتقديمهم الى العدالة في حالة سراح بناءا على تعليمات النيابة العامة المختصة ، مما تم الاستماع الى عدد من رواد تلك المقاهي . ويشكل انتشار أوكار تدخين الشيشة، التي يقدر عددها بنحو 150 وكر في مختلف أحياء وشوارع وسط مدينة طنجة، أكبر التحديات التي تواجه السلطات الجماعية، ممثلة في مجلس مقاطعة طنجةالمدينة، الذي يترأسه حاليا محمد أفقير، حيث تشكل هذه الظاهرة إحدى تراكمات الفترة السابقة التي تولى خلالها يونس الشرقاوي ، تسيير شؤون المقاطعة. غير أن مصادر مطلعة، تؤكد أن التراخيص التي ظلت المقاطعة تصادق عليها، تسمح فقط بافتتاح مقاهي ومطاعم عادية، إلا أن أربابها يستغلونها في أنشطة محظورة، تقتضي من المسؤولين الجماعيين الجدد والسلطات الأمنية التدخل بشكل أكثر صرامة لمعالجة هذا الوضع الأخلاقي والأمني المقلق. ولا يقتصر دور هذه الأوكار، التي تنتشر على وجه الخصوص في شارع موسى بن نصير، شارع المنصور الذهبي، وساحة الأمم، على تقديم خدمات تدخين "الشيشة"، وإنما تحولت الكثير من هذه الفضاءات إلى أوكار لإتيان مختلف السلوكات، مثل استهلاك المخدرات والدعارة. غير أن ما يثير استغراب واستياء سكان العديد من هذه المناطق في وسط المدينة، هو جرأة بعض أصحاب هذه الفضاءات، الذين جعلوا من محلاتهم أشبه بحانات ليلية، خلال الفترة الليلية، حيث يعمدون إلى إطلاق العنان لأصوات الموسيقى الصاخبة التي يصل صداها إلى داخل المنازل المجاورة، مما يحرم المواطنين من حقهم في الراحة، فضلا عما يصاحب ذلك من تنامي مشاهد مخلة بالحياء العام مثل مشهد المساومات بين بائعات الهوى والباحثين عن اللذة الرخيصة في محيط العديد من هذه المحلات.