– سعيد الشنتوف: ألقت أجهزة الأمن بطنجة، بداية هذا الأسبوع، القبض على 16 شخصا، خلال حملة جديدة ضد مقاهي مخصصة لتدخين "الشيشا"، التي تنتشر في عدة أحياء وشوارع في وسط مدينة طنجة بشكل غير قانوني. وقال مصدر أمني لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، فإن هذه الحملة الجديدة، التي نفذتها عناصر تابعة لأجهزة المنطقة الأمنية الأولى، بمعية رجال المصلحة الولائية للاستعلامات العامة، قد مكنت من مداهمة إثنين من المحلات المستغلة في هذه الأنشطة غير القانونية. وأضاف المصدر، أن هذه الحملات قد مكنت كذلك من توقيف 16 شخصا، من رواد المحلان المذكوران، وكذا مجموعة من المساهمين في تقديم الخدمات بصورة غير قانونية. كما لفت نفس المصدر، إلى حجز أعداد كبيرة من لوازم تدخين الشيشا، على رأسها أعداد كبيرة من قنينات "النرجيلة" وكميات من مخدر "المعسل"، الذي يعتبر المادة الرئيسية في تعاطي "الشيشا". وتشن السلطات الأمنية، حملات متكررة ضد أماكن تدخين الشيشا، وهي في الأصل محلات مرخص لها بمزاولة أنشطة تجارية في شكل مقاهي ومطاعم، غير أن أصحابها يسمحون فيها بمختلف الممارسات اللاأخلاقية وغير القانونية، التي تثير سكان الأحياء المحتضنة لهذه المحلات. ويشير مصدر أمني مفضلا عدم ذكر هويته، إلى مجموعة من الصعوبات التي تحول دون تحقيق الحملات ضد مقاهي الشيشة لأهدافها المنشودة، من جملتها مسارعة العديد من أصحاب هذه المحلات لإغلاق الأبواب، بمجرد ما يتناهى إلى علمهم خبر أي تحرك أمني، بالرغم من أن معظمها يتم بشكل مفاجئ ومباغت. ولا يقتصر دور هذه المقاهي، التي تنتشر على وجه الخصوص في شارع موسى بن نصير، شالارع المنصور الذهبي، وساحة الأمم، على توفير خدمات تدخين الشيشا، وإنما تحولت الكثير من هذه الفضاءات إلى أوكار لإتيان مختلف السلوكات، مثل استهلاك المخدرات والدعارة. غير أن ما يثير استغراب واستياء سكان العديد من هذه المناطق في وسط المدينة، هو جراة بعض أصحاب هذه المقاهي، الذين جعلوا من محلاتهم أشبه بحانات ليلية، خلال الفترة المسائية، حيث يعمدون إلى إطلاق العنان للموسيقى الصاخبة التي يصل صداها إلى داخل المنازل المجاورة، مما يحرم هؤلاء الموطانين من حقهم في الراحة، فضلا عما يصاحب ذلك من تنامي مشاهد مخلة بالحياء العام مثل مشهد المساومات بين بائعات الهوى والباحثين عن اللذة الرخصية قرب العديد من هذه المحلات.