عرفت قاعة الاجتماعات التابعة لعمالة اقليم الدريوش صباح يوم الخميس 21 يوليوز 2022 احتفال بالحدث التاريخي الذكرى الواحدة بعد المائة لمعركة أنوال المجيدة، التي تراسها السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري رفقة السيد محمد رشدي عامل عمالة اقليم الدريوش ، بحضور ممثل المجلس الإقليمي و رئيس جماعة الدريوش ،وممثل المجلس العلمي ورؤساء المصالح العسكرية والأمنية، وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وذلك في احترام تام للتدابير المنصوص عليها في البروتوكول الصحي الاحترازي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، افتتح هذا اللقاء بكلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، أكد من خلالها، أن تخليد ذكرى معركة أنوال الشهيرة يعد مناسبة لاستحضار أمجاد وروائع الكفاح الوطني في سبيل الدفاع عن حرية واستقلال المغرب والحفاظ على وحدته الترابية. وأبرز السيد الكثيري، في كلمته بهذه المناسبة، الأبعاد الرمزية والدلالات العميقة لهذا الحدث الوطني البارز الذي ما أحوج الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة إلى استيعاب مضامينه حتى تتربى وتتشبع بالقيم الوطنية الصادقة وتتحلى بفضائل المواطنة الإيجابية.
وأشار إلى أن الاحتفال بهذا الانتصار يتوخى استلهام قيم الوطنية الخالصة والمواطنة الايجابية لتتشبع بها الأجيال الحاضرة والمتعاقبة في مسيراتها الرائدة في ظل العهد الجديد لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إعلاء لصروح الوطن وارتقاء به في مدارج الحداثة والتقدم والتنمية الشاملة والمستدامة، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية والبيئية.
وذكر السيد الكثيري أنه بتاريخ 21 يوليوز 1921، كانت المناطق الشمالية مسرحا لمعركة كبرى تصدى فيها المجاهدون الأشاوس، بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، بكل إيمان واستماتة، إلى جحافل الجيوش الإسبانية الاستعمارية، في حرب غير متكافئة، قضوا فيها على الجيش الاسباني الذي كان يتباهى بقوته.
وأضاف أن الجيش الاسباني تذوق مرارة الهزيمة في معركة خالدة تلقى فيها هزيمة ساحقة شكلت نكبة لإسبانيا كما أنهت أسطورة التفوق الكبير لجيشها العصري.
وسجل بأن الجيش الاسباني فقد حوالي 15 ألف جندي بين قتيل وجريح، كما حصل المقاتلون المغاربة على غنيمة كبرى تمثلت في 20 ألف بندقية و 400 رشاش و 121 مدفعا والعديد من العربات والذخيرة، إلى جانب أسر 700 جندي، مشيرا إلى أنها تحت وقع صدمة الخسائر البشرية والمادية خلال المعركة، لم تجد القوات الإسبانية من خيار آخر سوى التفاوض مع المقاومين المغاربة للحد من الخسائر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبالرغم من تحالف قوات الاحتلال الإسبانية والفرنسية، تمكن عبد الكريم الخطابي والمقاومون من الصمود في مواجهة القمع والظلم طيلة عام كامل جرت خلاله مفاوضات دون تسليم السلاح.
بعد اقتناعه بأن الحرب غير متكافئة، فضل المقاوم عبد الكريم الخطابي، بتاريخ 25 ماي 1926، الاستسلام للقوات الفرنسية حماية لحياة الآلاف من المقاتلين المغاربة الذين كانوا يخوضون معركة التحرير.
إثر ذلك، تطرق السيد الكثيري إلى المراحل الرئيسية في مسيرة الكفاح التي خاضها المغفور له جلالة الملك محمد الخامس لتحرير المغرب، والتي تواصلت مع وريث سره الحسن الثاني، ومن بعدهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل ترسيخ المنجزات والمكتسبات وصون الوحدة الترابية للمملكة.
كما أعربت المندوبية بهذه المناسبة عن التعبئة المتواصلة لأسرة المقاومة وجيش التحرير وكافة مكونات الشعب المغربي للدفاع عن القضية الوطنية.
وأبرزت في هذا الصدد الانتصارات التي حققها المغرب، خاصة اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء، والالتفاف الوطني حول الدفاع عن الوحدة الترابية، وتعزيز المكتسبات الوطنية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار السيد الكثيري إلى تجند المغاربة وراء عاهل البلاد لمواصلة مسلسل التنمية الشاملة والمندمجة، وتثمين الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تشهد اليوم تنزيل النموذج التنموي الجديد.
واحتفاء بهذه الذكرى الوطنية المجيدة، نظم مهرجان خطابي بقاعة الندوات والمحاضرات بعمالة إقليم الدريوش ألقيت خلاله كلمات تستحضر الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المعركة الغراء، إلى جانب ندوة فكرية في موضوع "معركة أنوال: فصل من فصول روائع الكفاح الوطني" بمساهمة أساتذة جامعيين باحثين ،وتم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
كما تم توزيع حصة من الإعانات المالية والمساعدات الاجتماعية على عدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، وذلك من منطلق حرص المندوبية على الاستجابة لملتمسات وطلبات ذوي الاحتياجات ومن هم في وضعية العوز المادي والعسر الاجتماعي
وفي نفس اليوم أشرف السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري رفقة السيد محمد رشدي عامل عمالة اقليم الدريوش،ورئيس المجلس البلدي للدريوش وأعضاء المجلس ،على إطلاق إسم على ساحتين بمدينة الدريوش ،الاولى ساحة محمد العجوري قبالة الملحقة الأدارية الأولى والثانية ساحة عمرو لمطالسي القلوشي قبالة المحكمة الإبتدائية بالدريوش.