نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أول أمس السبت، بمدينة الدريوش، تجمعا خطابيا، تخليدا للذكرى 97 لمعركة أنوال، التي قادها الزعيم الوطني محمد بن عبد الكريم الخطابي، والتي صارت عنوانا للبطولة والمقاومة ضد الإستعمار في شرق العالم وغربه. وعرف الحفل، الذي نظم بعمالة الدريوش، تكريم عدد من قدماء المقاومين الذين شاركوا في الكفاح ضد المستعمر، حيث جرى منح 58 منهم أوسمة ملكية للمكافأة الوطنية من درجة ضابط سلمت لذويهم، ومنهم المقاوم الشهيد محمد بلمقدم بلحاج الموساوي، وأحمد بلحاج من إقليم الناضور، والمقاوم المرحوم محمد المنيشي من إقليم الدريوش، والمقاوم المرحوم موحيا محمد من إقليمالحسيمة، بالإضافة إلى تكريم 8 من قدماء المقاومين الذين ينتمون لإقليم الدريوش. وخلال الحفل ذاته أكد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن تخليد ذكرى معركة أنوال الشهيرة يعد مناسبة لاستحضار أمجاد وروائع الكفاح الوطني في سبيل الدفاع عن حرية واستقلال المغرب والحفاظ على وحدته الترابية. وأبرز الكثيري عظمة ورمزية معركة أنوال باعتبارها حدثا تاريخيا بارزا يجسد جهاد أبناء الريف الذين إلتفوا حول الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي، ما مكنهم من إلحاق هزائم متتالية بقوات الإحتلال توجت بمعركة أنوال الخالدة، التي تم فيها إبادة الحملة الاسبانية بما فيها قائدها الجنرال سلفستر. واعتبر الكثيري أن دافع المقاومين للجهاد كان إيمانهم وقناعته بحرية الوطن ووحدته واستقلاله ولم يكونوا يسعون وراء أطماع ومكاسب مادية، مضيفا بأن ما ساعدهم على تحقيق هذه الانتصارات حنكة محمد بن عبد الكريم الخطابي وريادته في ابتكار أسلوب جديد للمواجهة مع قوات الاحتلال المتمثل في حرب العصابات المبنية على الهجومات الخاطفة وإصابة الأهداف بكامل الدقة. واعتبر الكثيري، في كلمة له خلال الحفل، أن ملحمة أنوال الخالدة، تحمل عددا من الأبعاد الرمزية والدلالات العميقة، التي ينبغي على الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة استيعاب مضامينها حتى تتربى وتتشبع بالقيم الوطنية الصادقة وتتحلى بفضائل المواطنة الإيجابية. وسجل المتحدث نفسه أن أهمية هذه المعركة، التي قادها الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي تكمن في الشهرة، التي حصلت عليها بحيث تجاوزت الحدود الوطنية، وأصبحت شعلة متقدة تنير درب كل الشعوب، التي كانت تئن تحت وطأة المستعمر الغاشم. وتعتبر معركة أنوال أهم المعارك الحربية، التي خاضها المغاربة ضد المستعمر، قبل أن تنال شهرة عالميا، بعد أن تمكن الخطابي من دحر الجيش الإسباني، الذي كان يفوقه عدة وعددا، حيث فقد الغزاة أكثر من 15 ألف جندي ما بين قتيل وجريح، كما تم أسر أكثر من 700 آخرين. وكان من نتائج هذه المعركة، التي لم تكن متكافئة من حيث التجهيز سيطرة المقاومين على غنائم مهمة، منها 200 مدفع، وأزيد من 20 ألف بندقية، وكميات هائلة من القذائف والخراطيش فضلا عن آليات عسكرية ومواد تموينية.