نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتعاون مع عمالة إقليم الدريوش، أول أمس الأحد، بجماعة تاليليت، مهرجانا خطابيا احتفاء بالذكرى 92 لمعركة أنوال الشهيرة. وألقيت بالمناسبة، كلمة نيابة عن المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تم التأكيد فيها على أن معركة أنوال الخالدة جسدت أروع صور النضال والجهاد وأبهى آيات الكفاح والصمود في مواجهة الاحتلال الأجنبي، والتصدي لأطماعه التوسعية بزعامة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي. وأضاف أن هذه المعركة كانت نموذجا حيا لكل الشعوب التواقة إلى الحرية والانعتاق لما تميزت به هذه الملحمة الكبرى من شيم الشهامة والإباء والروح الوطنية الصادقة بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي قاد معارك بطولية في حرب غير متكافئة وحقق أكبر انتصار على أعظم دولة استعمارية أخضعت العديد من الشعوب إلى سيطرتها ونفوذها. وسجل أن تخليد هذه الملحمة التاريخية يشكل مناسبة للإشادة بما قدمه الآباء والأجداد في سبيل الحرية والكرامة، كما يعد مناسبة لاستلهام دلالات الحدث الرمزية وأبعاده العميقة والحرص على ترسيخ شمائل الروح الوطنية وقيم المواطنة الإيجابية في نفوس الناشئة. وتم خلال هذا اللقاء تكريم ثلة من المقاومين وتوزيع مساعدات مادية على بعض أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير، فضلا عن تنظيم حفل تأبيني للمقاوم الراحل محمد المنيشي، إكراما لروحه واستحضارا لمسيرته النضالية الزاخرة. وكانت المندوبية اعتبرت في بلاغ لها أن حركة محمد بن عبد الكريم التحريرية تميزت "بدقة التنظيم وقدرة الاستقطاب وبالتخطيط المحكم والإتقان في الأداء، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في اكتساح الميدان وإصابة الأهداف". وسجلت أنه "رغم تحالف قوات الاستعمارين الإسباني والفرنسي، استطاع البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي وأتباعه الصمود في وجه قوات الظلم والطغيان لمدة سنة كاملة دخل خلالها في مفاوضات معهما، فتمت عدة لقاءات ومحادثات مع القوتين العسكريتين، أسفرت عن قبول شرط توقيف الحرب الريفية دون تسليم الأسلحة".