أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، أمس السبت بالدريوش، أن تخليد ذكرى معركة أنوال الشهيرة يعد مناسبة لاستحضار أمجاد وروائع الكفاح الوطني في سبيل الدفاع عن حرية واستقلال المغرب والحفاظ على وحدته الترابية. وأبرز الكثيري، في كلمة له خلال تجمع خطابي نظم بمناسبة تخليد الذكرى ال 97 لملحمة أنوال الخالدة، الأبعاد الرمزية والدلالات العميقة لهذا الحدث الوطني البارز الذي ما أحوج الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة إلى استيعاب مضامينه حتى تتربى وتتشبع بالقيم الوطنية الصادقة وتتحلى بفضائل المواطنة الإيجابية. وسجل أن أهمية هذه المعركة التي قادها الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي تكمن في الشهرة التي حصلت عليها بحيث تجاوزت الحدود الوطنية، وأصبحت شعلة متقدة تنير درب كل الشعوب التي كانت تئن تحت وطأة المستعمر الغاشم. وتضمن برنامج هذا المهرجان، المنظم بتعاون مع عمالة إقليم الدريوش، تكريم عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اعترافا بالخدمات الجلى والتضحيات الجسام لشرفاء الوطن وأبنائه البررة في معترك المقاومة ومسيرة التحرير والوحدة الترابية. كما تم توزيع حصة من الإعانات المالية والمساعدات الاجتماعية على عدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، وذلك من منطلق حرص المندوبية على الاستجابة لملتمسات وطلبات ذوي الاحتياجات ومن هم في وضعية العوز المادي والعسر الاجتماعي. وكانت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير قد ذكرت، في مقال بمناسبة تخليد هذه الذكرى المجيدة، بأنه منذ مطلع القرن العشرين، وتحديدا منذ 1907 وإلى 1912، قاد المقاوم الشريف محمد أمزيان حركة ثورية بطولية في مواجهة الغزاة، وخاض غمار عدة معارك ضارية ضد قوات الغزو الأجنبي، حقق فيها انتصارات باهرة، وظل صامدا في وجه الاحتلال الأجنبي إلى أن سقط شهيدا في ساحة الشرف والكرامة يوم 15 ماي 1912. وجاءت مقاومة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، يضيف المصدر، كامتداد لهذه المقاومة الريفية في الزمان والمكان، حيث استطاع بفضل شخصيته القوية هيكلة حركة المقاومة وتنظيمها سياسيا واستراتيجيا وعسكريا ولوجيستيكيا، لتشمل مناطق الشمال بكاملها. وحسب المصدر ذاته، فقد تميزت حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية بدقة وإحكام التنظيم وبالقدرة على الاستقطاب وبالتخطيط المتقن، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في الحرب واستباق الأحداث واكتساح الميدان.